راضي المترفي ..
أفكار سحرية متعددة اجتمعت في بوتقة الإبداع
سعدي عبد الكريم
حينما يكون السارد بمستوى نضج الوعي القصي، والواقع المعاش، حينها يكون قد امتلك ادواته الفنية في وصول النصّ إلى مستوى مسارات الابتكار، وملازم الدهشة في فسحات عملية التلقي.
أتحدث هنا .. عن السارد المخضرم (راضي المترفي) الذي امتلك ناصية التدوين بفعل انغماسه بالحراك اليومي، والذي لا تغادره الدراية الجمالية، وملاحق الإبداع للخروج بنتائج فضلى في توصيل فحوى المعنى، وتأسيس الصور المخملية الشفيفة بفاعلية الحب باعتباره الملزم الحقيقي للحياة، واحيانا القاسية والمتخمة بالأسى والحزن الذي يسيطر على ملامح قصصه المأخوذة عن أزمنة الحرب.
(المترفي) ذلك الرائي المتواشج بالحزن العراقي الذي يذهب بنا بعيدا صوب السردية الموغلة في انساق تراتبية الوجع العراقي اليومي ببذاخة ذات مغزى مبني على شفاعة حرفية الكتابة، وتراكم الخزين القرائي، وتاريخه الطويل عبر سِفره الممتد من أول حرف خطه في بواكيره الأولى، إلى مرحلة التدوين الإبداعي المختلف المخاصب، بدءا من العمل بالصحافة لمدة أربعين عاما، والاشتغال بالوسط الثقافي والأدبي منذ نعومة أظفاره، بالإضافة إلى خزينه المعرفي والصوري عبر المشاهدات البصرية من عروض مسرحية ومعارض تشكيلية ومواصلة الإبصار في حقل السينما والدراما.
(المترفي) أحد أعمدة الصحافة والثقافة والأدب في العراق هو المعرفي النزعة، والغائص في عمق الجمال، والمتفاني في بحور الحرف، إنه (راضي المترفي) الذي لا يمكنك وانت تقرأ له نتاجا قصصيا إلا وتصاحبك الدهشة لما تحمله سردياته من جمالية باذخة في تصوير الواقع بطرائزية سحرية فائقة الروعة، ذلك هو (المترفي) المتصوف في حب العراق.
وكنت قد كتبت دراسة نقدية مفصلة كمقدمة لمجموعته القصصية (الحب في زمن الحرب).
(راضي المترفي) أفكار سحرية متعددة اجتمعت في بوتقة الإبداع في أزمان متفاوتة ما بين الحب والحرب، والجمال والخراب، والحقيقة والخيال، إنه منهل أدبي ومعرفي خصب من مناهل الحياة التي نعيشها.