رئيس وزراء ” حوك* ” وليس ” قح ” !
احسان جواد كاظم
تستميت احزاب الاسلام السياسي الخاسرة في انتخابات 10.10.2021 في خطب ود مقتدى الصدر سيد التيار الصدري الفائز الأكبر في هذه الانتخابات, بعد أن وجدت نفسها خارج حسبة توزيع المغانم, فيما لو أصر السيد الصدر على ” نزوته ” بتشكيل حكومة أكثرية وطنية غير تحاصصية, مستبعدة من وليمة الحكم الدسمة وليس القليل من كيكة السلطة وهو السيناريو الذي لا يمكنها أن تتصوره وتتقبله.
اعتصامات القوى الخاسرة في الانتخابات أمام بوابات المنطقة الخضراء والتي تستهدف تهديد الحكومة وقضاة المفوضية العليا للانتخابات والضغط على المحكمة العليا لتوليف قراراتها بما يرضيهم, لم تكن موفقة. فلقد اختار المعتصمون المكان الخطأ لنيل ما يحلمون به من عودة مضمونة لهم إلى مراكز النفوذ في السلطة التنفيذية وسائر مرافق الدولة, برغم ما جاءت به الإرادة الشعبية وصناديق الاقتراع, و ” وقع الفاس بالراس “. لأن الحل والربط في شأن إشراكهم في الحكم هو في الحنّانة / مدينة الكوفة حيث مقر السيد مقتدى الصدر الفائز الأكبر في الانتخابات. وهناك بالاحرى المكان المناسب لنصب خيام اعتصامهم.
لا زالت الجهود تبذل لاستعطافه للتراجع عن مشروعه في حكومة الأكثرية الوطنية التي يصر على الالتزام بتشكيلها لحد الآن, ورفض العودة إلى حضن المحاصصة والتوافق الدافيء الضامن لأمتيازاتهم جميعاً, الرابح والخاسر على السواء بدعوى وحدة المكون الشيعي وتماسكه.
ولازالت هذه القوى تنظر باحتقار وتجاهل لما طالب ويطالب به الشعب من حكومة خادمة له وليست سيدة عليه, تمضي نحو تغيير حقيقي, لذا فإن طروحات الإتيان برئيس وزراء ” قح ” من أي جهة كانت مرفوضة شعبياً, لأنه سيخدم الفئة التي ينتمي اليها بالتحديد, وإنما المطلوب هو رئيس وزراء ” حوك ” ينفذ التزاماته وبرنامجه, بتجرد, بما تتطلبه عملية التغيير لصالح المواطنين, دون تردد, ساداً الأبواب أمام التدخلات بشؤون دوائره الرسمية بقوة القانون.
أن الأطراف الخاسرة في الانتخابات التي تعتبرها مزورة, رغم وجود إجماع واسع, داخلي وخارجي, على كونها الأكثر نزاهة حتى اليوم, ونفسها أشادت بها ولكنها تراجعت عن ذلك بعد ظهور نتائجها المخيبة لآمالها…
تعتبرها مزورة لكونها تعودت على تسرب المحاصصة حتى في تزوير الانتخابات,وامتلاكها ومحاصصيها حق حصري في تزويرها, واعتراضها اليوم على وجود جهة معينة, لا تعلنها مع انها تعني, ضمناً, التيار الصدري, استفردت هذه المرة بالتزوير دون إشراكها بمنافعه.
لقد اختبر المواطن العراقي حقيقة التزام احزاب الاسلام السياسي والقوى المتحاصصة معها بالديمقراطية وفهمهم لها, خلال فترة حكمهم الماضية, والتي تُرجمت بتوزيع إجرامي للمغانم والامتيازات بينهم مقابل لا مبالاة فضّة لحاجات المواطنين وعدم توفير أبسط متطلبات الحياة الكريمة.
وأيقن المواطن أن حديثهم عن الديمقراطية وتمسكهم بآلياتها الانتخابية دون غيرها, هو مجرد لغو فارغ, فهو بمثابة عبارة ” إفتح يا سمسم !” السحرية لعلي بابا للولوج لمغارة امتيازاتهم الأسطورية بشكل قانوني وشرعي, وبفقدهم لذلك يكونون قد فقدوا سلاحاً ماضياً بل هو سلاح الأسلحة, فهو الذي يمول ترسانتهم من السلاح وخطط تغولهم وطمس جرائمهم ويفرض سطوتهم وقدسيتهم وثراء قياداتهم الفاحش… فقدانهم لذلك يعني بالضرورة, خسارتهم لقاعدتهم الشعبية التي اوهموها بخرافاتهم من خلال فضائياتهم الممولة او الذين تفضلوا على بعض أفرادها بالتوظيف في مؤسسات الدولة مقابل الالتزام بفروض الطاعة والولاء لهم بالتصويت لصالحهم, والتي ستتحرر اليوم من ربقتهم, وسيتبدد بالتالي ظهيرهم التنفيذي في الفساد الأداري.
هذه القوى لم تتعلم من درس انتفاضة تشرين الباسلة!
أطماعها وبلادتها ستجلب عليها ويلات غضب شعب لا يعرف المستحيلات !
- ” حوك ” – تعني صاحب موقف وذو شكيمة.