الدكتور زاحم محمد الشهيلي
يؤكد الباحثون في مجال الحرب البيولوجية Biological Warfare بان الأمريكان البيض القادمين من القارة الباردة اول من استخدم السلاح الجرثومي Bacterial Weapon– بعد عصر كريستوفر كولمبس- لابادة الشعب الأصلي للقارة الأمريكية من الهنود الحمر Red Indians بهدف التمهيد لاحتلالها والسيطرة عليها، حيث استمرت عملية التطهير العرقي من قبل البيض للجنس الأسود بلا هوادة حتى فرضوا السيطرة بشكل كامل على جميع أراضي القارة بعد ان نزف السكان الأصليين انهارا من الدماء. لكن الأمريكان لن يقفوا عند هذا الحد بل طوروا السلاح النووي إلى جانب السلاح الجرثومي بهدف مد نفوذهم السياسي والاقتصادي عالميا، وكانت الضربات النووية التي وجهتها الولايات المتحدة الامريكية إلى مدينتي (هيروشيما) و(نكازاكي) اليابانيتين إبان الحرب العالمية الثانية ١٩٤٥ افضع ما شاهده العالم، وآلم الجميع، الامر الذي ادى إلى بروز “قوة عالمية خفية” Hidden Global Power سياسية واقتصادية متعددة الجنسيات متفقة على كيفية ادارة الصراع والموارد الاقتصادية والبشرية على سطح الكرة الأرضية من خلال حركة السوق التجارية وراس المال العالمي وخلق الحروب والأزمات، سواء كان ذلك بعلم الأنظمة السياسية المسيطر عليها من قبل اللوبي الاقتصادي العالمي او بغير علمها.
وبعد ان اثبتت الحروب الأخيرة في الشرق الاوسط عدم جدواها الاقتصادية وقوتها التدميرية في تقليص النسبة السكانية العالمية إلى الحد المطلوب، أضحت “القوة العالمية الخفية” – التي تتحكم بنسبة ٩٠-٩٦٪ من عملية صنع القرارات واختيار الرؤساء، وتقود العالم من خلال أذرعها المنتشرة في القارات المختلفة، وتوجه السياسة الاقتصادية والمالية العالمية، وتقود الحروب من خلف الكواليس والأبواب الموصدة- تفكر مليا بالعودة الى الحرب الجرثومية لابادة اكثر عدد من سكان الكرة الأرضية بهدف إيجاد نوع من انواع التوازن بين النمو الاقتصادي العالمي الذي يعاني من الأزمات والركود منذ عام ٢٠٠٨ والنمو السكاني العالمي الذي سيتجاوز عتبة الـ (٨) مليار شخص بحدود ٢٠٣٠، وذلك من خلال العودة بالعالم إلى فترة النمو الاقتصادي والسكاني المتوازن الذي شهدته اوروبا واميركا والصين والاتحاد السوفيتي السابق ودول العالم الأخرى بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية التي حصدت ارواح مئات الملايين من البشر، ولكن هذه المرة بتطور تكنولوجي اكبر، شريطة تقليص الزيادة السكانية التي شهدها العالم في المئة سنة المنصرمة والتي تقتضي نشر الفيروسات المطورة جينيا والمميتة مثل (فيروس التاج- كورونا) بهدف التخلص من الفئات العمرية التي تجاوزت عتبة الـ( ٦٥-٧٠) عاما وتفتقر رعايتها إلى الجدوى الاقتصادية، لان اغلبها يعاني من مشاكل صحية وبحاجة إلى أموال طائلة لتقديم الرعاية الصحية لهم، وبهذه الطريقة – البعيدة كل البعد عن الأخلاق والإنسانية التي يدعيها الغرب- تستطيع “القوة العالمية الخفية” من السيطرة على الكرة الأرضية بعد اعادة جدولة النمو الاقتصادي بما يتلائم وعدد السكان في العالم, لان الركود الاقتصادي في الصين سيتبعه ركودا اقتصاديا في اوروبا وبعدها ركودا في امريكا التي ستكون المتضرر الأكبر.
لذلك فان تجربة السلاح الجرثومي (فيروس التاج-كورونا) المطور جينيا في المختبرات عالية السرية لا يتعدى في استخدامه حاليا 2020 حدود وتوجهات “القوة العالمية الخفية”، وان الادارة الأمريكية والحكومة الصينية والدول الأوروبية والدول الفاعلة الأخرى في المشهد السياسي والاقتصادي العالمي سواء كانت تعلم ولها يد في نشر هذا الوباء، او لا تعلم بذلك! فانها في نهاية المطاف أصبحت ضحية حالها حال دول العالم الأخرى لمخططات “القوة العالمية الخفية”، حيث أظهرت التجربة ان هذا السلاح الجرثومي اكثر فتكا ومن الصعب السيطرة عليه مناطقيا لانه اضحى يهدد جميع البشر على الكرة الأرضية بما فيهم منتجيه ومستخدميه.
لذلك يعد هذا السلاح ذو جدوى على مستوى الفعالية بالنسبة لتلك القوة الخفية، لانه سيلحق ضررا كبيرا بسكان الكرة الأرضية حال كونه يختلف عن السلاح النووي الذي يمكن استخدامه على مستوى تدمير مدن في دولة معينة مع ضمان عدم وصول الأشعة القاتلة إلى مناطق ودول مستخدميه في الحرب النووية، ولذلك تعول الدول التي تمتلك السلاح النووي على الضربة الأولى في تدمير الخصم إذا ما قامت الحرب العالمية الثالثة، والتي ستكون الحل البديل إذا ما فشل هذا الوباء في قتل النسبة المطلوبة من البشر، والذي ستلجأ اليه تلك “القوة العالمية الخفية” في تحقيق النسبة المطلوبة من السكان الأحياء على الأرض وبما يتناسب وحجم الاقتصاد والنمو الاقتصادي العالمي.
وبذلك جعلت ” القوة العالمية الخفية” الناس تهرب من عدو افتراضي لا يرى بالعين المجردة ولا يمكن معالجته الا بالحجر الصحي الذي من غير الممكن والمنطقي ان يدوم لاشهر او لسنين طويلة، وعليه تتعالى الأصوات اليوم في اوروبا وأمريكا بترك فئة كبار السن تموت بهذا الوباء، والذين يمثلون اكثر من ربع تعداد سكان العالم، والاهتمام بفئة الشباب– الجيل الثالث- رغم إمكانيات الدول الاقتصادية والعلمية الهائلة. أما في منطقة الشرق الأوسط فستستمر الأزمات و”الحروب بالإنابة” والأمراض السارية والمعدية لتقضي على الجزء الأكبر من سكان المنطقة من الشباب والأطفال وكبار السن إلى جانب الأرواح التي سياتي عليها وباء كورونا.
وبناء على هذه المعطيات ونتائجها ستتم عملية اعادة صياغة النظام الاقتصادي العالمي الجديد بالشكل الذي تستطيع من خلاله “القوة العالمية الخفية” المتمثلة بلوبي الشركات العملاقة المتعددة الجنسيات الإنتاج في بلدانها الأصلية في اوروبا وأمريكا بعد اعادة تموضعها الاقتصادي وتشغيل مصانعها لاستيعاب اكبر عدد من الأيدي العاملة الشابة ودفع الضرائب المنخفضة التي تتلائم وتكلفة الإنتاج السلعي المحلي، وكذلك الامر في الصين وبقية البلدان الصناعية الأخرى، حينها سيتم تحقيق التوازن بين الناتج القومي الاجمالي العالمي والدين العام العالمي بعد ان تنتعش التنمية الاقتصادية والبشرية من جديد، والتي ستزيد من نسبة النمو الاقتصادي العالمي المتوازن إلى حد ما، وعلى حساب ارواح الأموات من البشر التي أضحت ضرورة لكي توهب الحياة إلى الجيل الثالث.
ويمكن تلخيص موضوع (كورونا)؛ بان الدول الغربية باتت تفكر قبل اكثر من ثلاثين عاما بتقليص نسبة السكان في العالم لكي يستمر النمو الاقتصادي بشكل طبيعي متوازيا مع النمو السكاني، وعليه أخذت اوروبا (العجوز) وأمريكا – التي ارتفعت لديها نسبة كبار السن إلى اكثر من ٦٥٪ مقارنة بنسبة الوفيات والولادات التي انخفضت إلى اقل من ٢٠٪ سنويا – تفكر جديا بتحديث وزيادة النسل الأوروبي للمحافظة عليه من الانقراض، فقامت بفتح الحدود للهجرة الأجنبية من الشرق الأوسط وأفريقيا واسيا، وبدات حملة انجاب “الجيل الثالث” المسلح باللغة والثقافة والعادات والتقاليد الغربية، وبعد ان أخذ الغرب كفايته من عملية الهجرة في التطعيم السكاني أعلنت الحكومات الغربية غلق حدودها قبل اكثر من عشر سنوات تقريبا بوجه المهاجرين الجدد، حيث صاحب ارتفاع النسبة السكانية ارتفاعا في أسعار انتاج السلع والعقارات والضرائب وهجرة الشركات الغربية للإنتاج في الصين وتايوان والدول الآسيوية التي تتوفر فيها أيدي عاملة رخيصة، وصاحب ذلك ايضا حدوث أزمات اقتصادية عصفت في العالم الغربي من ابرزها عام ٢٠٠٨ التي جعلت الغرب يعيد حساباته بموضوع الهجرة وتحديث النظم الرأسمالية، في الوقت الذي بدأت البضائع الصينية الرخيصة تغزو الأسواق الأوروبية والأمريكية، حينها تم فتح حوار من قبل الغرب مع العملاق التجاري الصيني لتنظيم عملية استيراد وتصدير البضائع للحيلولة دون اغراق السوق الأوروبية والأمريكية بالبضائع الصينية التي أخذت تستهوي المواطن الغربي بشكل لافت للنظر.
حيث اتضح من خلال المباحثات بان الغرب لا يستطيع الاستغناء عن البضاعة الصينية رخيصة الثمن لمواجهة الغلاء الفاحش الغربي، ولا الصين تستطيع ان تستغني عن استيراد البضاعة الغربية وبالأخص الأمريكية منها الخاصة بالاستهلاك المحلي اليومي، حيث تم التوصل إلى اتفاق مطلع عام ٢٠٢٠ بين الولايات المتحدة والصين بشأن تنظيم الحركة التجارة والملكية الفكرية وفرض الرسوم الجمركية، وخرج الجميع بمحصلة نهائية بان الركود الاقتصادي الذي سيصيب الصين سيصيب بعد ذلك اوروبا وأمريكا، وان الحرب النووية التي إذا ما اشتعلت بين الأطراف المتنافسه على زعامة العالم ستحرق الجميع.
وعليه بدأ التفكير جديا بإيجاد البدائل لمواجهة الركود الاقتصادي العالمي، والتي منها خفض نسبة سكان الكرة الأرضية إلى الثلث لتكون نسبة النمو الاقتصادي العالمي موازية لنسبة النمو السكاني في العالم، والذي أخذت فرنسا وألمانيا وأمريكا والصين تهيىء له قبل عام ٢٠١١ من خلال اصدار التقارير والأفلام التي تتحدث عن وباء (كورونا) الذي سيصيب العالم عام ٢٠٢٠ ويقضي على اكثر من مليون شخص، لكن الزيادة السكانية منذ ذلك الوقت لحد الان فاقت التوقعات وبحاجة إلى زيادة فعالية الفيروس المطور (كورونا) ليحصد ارواح اكبر عدد من سكان الكرة الأرضية من كبار السن والمعمرين والمعتلين صحيا خاصة في اوروبا وأمريكا والصين والهند ودول اخرى ذات الكثافة السكانية العالية، ولذلك فان الحديث المتشائم للمستشارة الألمانية ميركل ورئيس الوزراء البريطاني جونسون والرئيس الفرنسي ماكرون وكذلك الرئيس الأمريكي ترمب وقادة ايطاليا وأسبانيا خير دليل على ان هذا الوباء سيفتك بعدد غير قليل من سكان الكرة الأرضية بترتيب وتنظيم وتنفيذ “القوة العالمية الخفية” التي تتحكم بمصائر الناس من خلف الكواليس، والتي ربما تهيء حاليا لحرب جديدة مرادفة لـ (كورونا) تكون أكثر فتكا بسكان الارض.