دعوة للاستفتاء حول قومية الايزيديين وباشراف الامم المتحدة
تعمّد عدد من المغرضين المدفوعين بنوازع شخصية وربما فئوية أثارة لغط مقصود حول مسالة الانتماء القومي للإيزيديين، ومن باب الحرص على حاضر ومستقبل الإيزيديين، أوضح الأتي :
القومية مصطلح كبير ومهم وهنالك عدة نظريات تؤكد مفهوم القومية مثل النظرية التي اطلقها الزعيم السياسي الايطالي ماتزيني بانها انتماء جماعة بشرية واحدة لوطن واحد شرط ان يجمعها تاريخ مشترك ولغة واحدة.
من هذه المقدمة البسيطة اود ان اشير الى مسألة في غاية الاهمية وخاصة بعد اللغط الذي تعمده البعض اثارته في الايام القليلة الماضية لاغراض شخصية ربما او فئوية.
وانا هنا اخاطب العقول المتفتحة وللذين لديهم رؤية لمستقبل الايزيديين لا الذين يتصيدون في المياه العكرة.
ولكي يكون واضحا للجميع لا البرلمان العراقي ولا برلمان اقليم كوردستان ولا اية جهة سواء تشريعية او تنفيذية لها الحق في فرض القومية على اية مجموعة سكانية، فهذه ليست من صميم عمل هذه المؤسسات وهذه الامور ليست املاءات حزبية او عقائدية او كتلوية، هذا اصل وتاريخ وجغرافية ولغة و مكون.
الكل يعلم ان الايزيديين منقسمين بين من يقول انهم ايزيديين بالديانة وكورد بالقومية، وهناك من يقول ان الايزيدية قوميتهم عربية، ومجموعة اخرى مقتنعة ان الايزيديين مكون له خصوصيته وهو ايزيدي الديانة والقومية.
فالمجموعة الاولى تعتمد على ان الايزيديين هم القوم الاصلاء في هذه الرقعة الجغرافية من العالم (كوردستان) ولغتهم هي الكورمانجية وهي احد فروع اللغة الكوردية وان تاريخهم هنا واباداتهم هنا وعرقهم آري يمتد الى جذور ما قبل ظهور الاديان السماوية، وحتى تراتيلهم الدينية واقوالهم باللغة الكردية، وهم القوم الوحيد في هذه البقعة اقواله الدينية باللغة الكورمانجية، علمان ان الكورد المسلمين هم اكراد بالقومية لكن يدينون بديانة نصوصها باللغة العربية.
والمجموعة الاخرى تريد تحويل الايزيدية الى عرب لاغراض معينة وربما باجندات خارجية وهم فئة قليلة.
والمجموعة الثالثة التي تريد ان تثبت ان الايزيديين قومية بحد ذاتها ممكن انهم اعتمدوا على بعض القواعد او النصوص التي تدعم مطلبهم وفق مزاعمهم.. مع ملاحظة انه لا يوجد قومين مختلفين بلغة واحدة، لان اللغة هي اهم اعمدة القوميات، اذا فاننا بحاجة الى لغة خاصة بنا، لغة وليس لهجة.. واود الاشارة الى من يزعم ان الايزيدية هي قومية وديانة، ولنفرض ان احد هؤلاء اشهر اسلامه لسبب او لاخر، فهل سيصبح ايزيدي القومية ومسلم بالديانة؟
اعود واقول القومية لا تملى على احد، وليست من اختصاص لا البرلمان العراقي ولا الجهات التنفيذية وليس من حقهم ان يفرضوا على احد قومية معينة، كما انه من غير المنطقي ولا يتناسب مع تأريخ الأيزيديين ومآسيهم ان تقوم مجموعة من النواب في مجلس النواب العراقي ليسوا أيزيديين أصلاً ولا يمتلكون الفهم الكافي لخصوصية المجتمع الايزيدي بتقرير مثل هذا الامر الحساس. فهناك مجلس روحاني ايزيدي اعلى يستطيع ان يتدخل بهذا الامر ، فضلاً عن المثقفين والاكاديميين الذين يفتخر بهم المجتمع الأيزيدي وهم قادرون على توضيح هذا الأمر الهام.
وعليه ارى وانصافا لكل الجهات التي تدعي احقيتها في رأيها، ان نتوجه الى استفتاء شعبي كي لا نبخس حق اي من الاراء، وتحت اشراف الامم المتحدة والمنظمات الدولية المختصة، وان يشمل الاستفتاء الايزيديين في العراق وسوريا وتركيا وفي اي مكان بالعالم لهم ثقلهم السكاني.
وهذا الاستفتاء يكون بين ابناء المكون الايزيدي حول قناعتهم بالقومية التي يريدون ان يكونوا عليها، لكي نوصد الباب بوجه كل من يتصيد بالماء العكر لاغراض شخصية ويريد ان يوهم المجتمع بانهم حريصون عليه.
ساكون اول من يمتثل لرأي الشارع الايزيدي بعد الاستفتاء، وساعمل من اجل توثيق رأيهم في الدستور العراقي والقوانين النافذة، وان كان هنالك من يريد انصاف الناس فالابواب مشرعة لاستفتاء شعبي كبير، على ان نلتزم كلنا بالنتائج ونقبل بها. واتمنى ان لا يتهرب احد من هذا المقترح الحاسم.
النائبة
فيان دخيل