داعش ليست شيعية …..!
فلاح المشعل
مايشبه الجريمة أقدمت عليها هيئة الحج والعمرة خلال الأيام الأخيرة ، فقد أعطيت لأهالي الموصل الف مقعد للحج ، بحسب نسبتهم ، وتم اعلان اسمائهم وتبليغهم بحسب الشروط والقواعد الإدارية والأمنية المتبعة ، وجاءت أفواج الحجاج لترابط عند جسر بزيبز ، تُمنع دخول بغداد ، ولن تجد لها تأشيرة دخول الى السعودية ..!
تبرع بمقاعد الموصليين رئيس الهيئة خالد العطية الى عدد من اعضاء البرلمان لقاء تثبيته بهذا المنصب ، ويوزع ماتبقى على الأقارب والحبايب …!
يحكى ان الناس دفعوا الضرائب وضاقوا الأمرين وتعذبوا ونالت منهم مشقة التنقل وهم في طريق الخروج من دولة ” داعش ” في الموصل كي يصلوا بغداد ، ولم يجدوا فيزة اللقاء مع حلم العمر بزيارة بيت الله ..!
تحرك عدد من منتسبي الهيئة فحصلوا وبصعوبة على موافقة السعودية على ارسال نحو 600حاج منهم ، أما ال (450) الآخرين ، فعادوا بخفي الذلة عائدين الى الموصل ..!
هذا السلوك المقصود في إهانة العراقيين من أهالي الموصل ، لايختلف كثيرا ً عن سلوكيات “داعش” خصوصا اذا ماعرفنا ان الضحية في هذا الإستهتار الحكومي ، هم عراقيون كبار بالسن وبعضهم مرضى ومعاقين ، وليس غريبا ان يموت بعضهم عند مداخل ” بزيبز ” …!
هكذا سلوكيات تهدي ل ” داعش ” تزكية بأنهم ليسوا أقل شأنا ً من عنت وحقد وعجرفة السلطات في بغداد وإجراءاتها الفاسدة ، ضد الناس العزل والمساكين ، وبهذا فنحن نتوحد بالسلوك وإذلال الناس ونختلف بالشعارات والأسماء وألوان الأعلام ..!
ربما يذهب البعض الى الإعتقاد ان دوافع هكذا سلوكيات هي طائفية ، وان ثمة منظومة سياسية شيعية حاكمة تشتغل بالتضاد من سلوكيات ” داعش ” ، أو تقابل “داعش ” بهدف هلاك الشعب ، لكنها بالحقيقة لم تكن هكذا ، ليست ” داعش ” شيعية تهدف للإنتقام من السنة ، إنما هي سلوكيات شخصية سمحت بها الفوضى الإدارية أوالفساد الإداري الحكومي الذي يأتي بفاشلين ويضعهم بموضع وزراء على مؤسسات وهيئات مهمة وحساسة مثل هيئة الحج والعمرة .
تلك سلوكيات شخصية ، كما هي المواقع والمناصب ، وهي تعبر عن مشروع شخصي لصاحب المنصب ، بهدف الإستحواذ والإستئثار الشخصي والحزبي بمغانم هذا المنصب على حساب حقوق العراقيين من الشيعة والسنة في وقت واحد .
ماتعرض له حجاج الموصل وضحاياهم تعبير عن سلوك ” داعشي ” صرف، لكن ” داعش ” هنا ليست شيعية ، إنماهي “داعش ” الفساد الذي صار قاعدة السلوك ، ويحدث هذا الطغيان في الفساد على مرأى ومسمع الحكومة والبرلمان في وقت يتظاهر فيه الآلاف من العراقيين ضد الفساد .