خُذْ أشجار الميلاد
عدّ اغصانها وكُنْ متروّياً
كل أغصان العمر ستأكلها الأيام،
ولا تشبع.
إياكَ أن تهزّها،
هذه عجالة فلا تستقدم الخيبات، الانكسارات والهزائم.
لا تجرح امرأة
بل اذهبْ بها بعيداً في قلبكَ
ثم كُنْ جسوراً، افتح صدركَ لتطير
وقُلْ لها واضحاً: ضيّعتكِ،
وابكِ
كما يفعل المهاجرون
وهم يقبضون على شتاتهم في وجوه الغرباء.
اخفِ حاجتكَ
لا تُخفِ دمعكَ، ولا حزنكَ
ولا تكن واضحاً،
حتى إلى نفسكَ.
يا صغيري، حاول جاهداً
أن لا تكبر بسرعة
قبلكَ فعلتها وضيّعت أبي.
يا صغيري لا تشتر ربكَ من السوق
فهذا ربٌّ أعيد تدويره
ولا من الأفواه
فذاك ربٌّ لزجٌ
ولا من الكُتب فكُلنا نكتبُ عن أنفسنا
ولا تتبع نبيّاً
ولا تسألني عن هذا كله
فأنا مثلكَ ولدٌ تاه في السؤال
عَدَّ أغصان حياته سريعاً
وسريعاً أطفأه اللهب.
ميثم عبدالجبار