خُذيهِ بكلِ هذا العنفوان
…………………………………….. علي حنون العقابي
رُدي اليهِ سِحْرَكِ الباذخَ
خِيّطي الفجرَ من أهدابهِ
فهو الآن وحيدٌ يواصلُ خرافتَهُ في السكونِ
فيا لتلكَ الخفايا
يا لقلبهِ الذي يعوي كي يصُدَّ عنكِ مخالبَ الظلامِ
غَطّي أعوامَهُ بظلِكِ . أُسكني قصيدتَهُ
دَعيهِ يتوسدُ أولَ حرفٍ ويَتدثّر بجِناحيّكِ
اعيدي صياغَتَهُ مرةً أُخرى . فَلديهِ ما يكفي من الجنونِ .
أتذكرين ؟ عندما قَدَّمَ اليكِ النذورَ
عندما ألقى التحيةَ لتاجكِ المرصعِ بالعذوبةِ
عندما رفّرَفَ على شرفتِكِ مثل الحَمامِ
اتذكرين ؟ كان يأتيكِ مخضباً برائحة الارض
يفيضُ على شفتيكِ
فقد عاد من غيبتهِ الآن حتى يؤجِّجَ فيكِ الصهيلَ
اِكسري غيابَهُ اِذنْ . خُذيهِ بكلِ هذا العنفوان
فلمْ يزلْ حبيبُكِ مهموما
أفرَطَ في العشقِ وبدا ثَمِلاً . يتأهبُ لغدٍ من الجَسّاراتِ
وقد هَوتْ عليهِ النجومُ
سيقالُ أصابَهُ مَسٌ
سيقال بأنَّ كاهناتِ الهوى سَرَقْنَّ قلبَهُ أمامَ الحضورِ
فاحرسيهِ بِتَرَفٍ لَئلا يشتكي من العصفِ
لئلا يتلعثمُ من ضيقِ العبارةِ
أُحكمي عليهِ المكانَ وضمّيهِ تحتَ الجسدِ
كوني امرأةً من لَهَبٍ كي يعبرَ هذا الكمينَ
اِغسليهِ بعطرِكِ المُقدّس ليحدَّ من شهوةِ السيّلِ
ويرفعُ راياته على الهضابِ العاليةِ
أُنثري وردَكِ عليهِ . خلّخِلي كينونَتهِ بالقُبلِ
فسوفَ يظلُ يدورُ حولكِ . تحيطُ به الدفوفُ
اِنتشليهِ من البلبلةِ لا تتركيهِ قرُبَّ النهرِ
خوفاً على روحهِ من الغرقِ.