خمسون عاماً من النضال من اجل ايران حرة
د. حسن طوالبه
الذكرى الخمسين لتأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية
منظمة مجاهدي خلق حركة مسلمة وطنية ديمقراطية
دور الحركة في التصدي لمدّ التطرف الديني والفكرة الخمينية
نضال في الغرب من أجل تكريس حكم القانون
تحت هذه الشعارات احتفلت منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة للولي الفقيه ومرجعية ملالي ايران الذين يحكمون بالحديد والنار باسم الدين وباسم المذهب بذكرى تأسيسها, ومع مرور الايام انكشف زيف ادعاءات الملالي بعد اختراقهم ساحات العراق وسوريه ولبنان واليمن والبحرين والسعودية والاردن واخيرا الكويت . وظهر للعيان ان هذا النظام انما ينفذ مخططا استعماريا احتلاليا في المنطقة العربية , بهدف تأسيس امبراطورية باسم الدين وباسم المذهب .
نظام الملالي يقوم بدور استعماري مغطى بغطاء الدين , ورغم انكشافه فان دول الغرب ساكتة عن هذا الدور الاستعماري الجديد في تكويناته والياته التنفيذية , وفي الوقت نفسه يسكت عن كل ممارسات هذا النظام القمعية ضد الشعوب الايرانية سواء في الاحواز العربية او في كرمنشاه الكردية , وضد ابناء جلدتهم لانهم معارضون لنهجهم التسلطي , كما يحصل في مطاردة منظمة المجاهدين وخاصة الاشرفيين في سجن ليبرتي في بغداد رغم انهم محميون كلاجئين وفق القانون الدولي .
شتان بين نهج الملالي الظلامي وبين نهج المجاهدين التنويري , الملالي يحكمون بالحديد والنار , فلا يمر اسبوع الا ويتم اعدام العشرات من ابناء ايران الوطنيين , كل ذنبهم انهم معارضون لولاية الفقيه وللحكم الديكتاتوري , وفي ظل حكم الملالي تدنى سعر التومان ازاء العملات الاجنبية , وتصاعدت ارقام الفقراء والعاطلين عن العمل , وهناك المئات تشاهدهم يفترشون الارض بدون مأوى , كل هذا ونظام الملالي يصرف ثروات الايرانيين في مشاريع استعمارية توسعية لارضاء عقول تعيش في الماضي السحيق , ومثل هذه السياسة الاستعمارية سيكون مالها الفشل والانكفاء حال هذا النظام مثل حال الدول الاستعمارية التي توسعت وامتدت في بقاع واسعة من العالم مثل بريطانيا وفرنسا وهولنده والاتحاد السوفيتي السابق وامريكا , ثم انكفات على ذاتها ضمن حدودها الجغرافية . اما منظمة المجاهدين فانها تستنير بالاسلام الحنيف والداعي للسلم الانساني بين الناس جميعا , وتستنير بالقوانين الدولية التي تحترم الانسان وترعى حقوقه وانسانيته . وتنشد علاقات متوازنة بين ايران ودول الجوار اولا وبينها وبين دول العالم كله .
ان رؤية المجاهدين لما يجري في ايران هي رؤية واقعية كما عبرت عنها السيدة مريم رجوي هذا العام بقولها : لقد حذرنا من التهديد الجديد الذي يقوم به الملالي , و أكدنا بان بؤرته تقع في طهران العاصمة. وقلنا بان الملالي يريدون الحصول على السلاح النووي من أجل تصدير الثورة وضمانا لبقائهم في السلطة. ومع الأسف لم يتخذ الغرب تقريبا اي إجراء يذكر للحؤول دون اتساع ظاهرة التطرف الإسلامي. وتؤكد تجربة العقود الثلاثة الماضية بان غياب سياسة حازمة حيال عراب التطرف الديني وبؤرته اي النظام الحاكم في طهران سيؤدى إلى مغبات هدامة. كما ان غياب التصدي لتدخل النظام الإيراني في العراق بعد عام 2003 مكن هذا النظام من التوغل إلى العراق وأحتلاله وزرع بذور التطرف الديني في المنطقة كلها .
كما ان الجرائم التي ارتكبتها قوة القدس وبشار الأسد في سوريا وكذلك المجازر والاقصاءات التي مورست بحق السنة في العراق من قبل المالكي إلى جانب التزام الصمت من قبل الغرب، كلها عززت داعش. وان نظام الملالي ليس جزءًا من حل الأزمة الراهنة بل هو قلبها. اما الحل الحاسم لهذه المشكلة يكمن في تغييرنظام الملالي على يد الشعب والمقاومة الإيرانية.ولا سيما انه نظام هش وفاقد للمناعة كما ان غالبة الايرانيين يطالبون بهذا التغيير . اما استعراض العضلات من قبل النظام هو عرض خاوي وناتج عن السياسة الضعيفة التي اعتمدها الغرب حيال النظام.
ان المقاومة الإيرانية وبسبب الدور المحوري لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية فيها تشكل قوة ديمقراطية مسلمة وتقدم نقيضا للتطرف الديني. وتؤمن بإيران ديمقراطية، وفصل الدين عن الدولة، والمساواة بين الرجل والمرأة وإحترام حقوق الاقليات الإثنية والدينية ونؤمن بإيران غير نووية.
ومن اجل القضاء على التطرف الديني سواء كان شيعيا اوسنيا، يتطلب تشكيل تحالف دولي
وطرد قوة القدس وإنهاء نفوذ النظام الإيراني في العراق . وضرورة اشراك المكون السني في السلطة العراقية وتسليح العشائر السنية ومسكها الملف الامني المحلي . ودعم ومساعدة المعارضة المعتدلة والشعب السوري لإسقاط دكتاتورية الأسد وإقامة الديمقراطية في هذا البلد .
وضرورة الإعتراف بتطلعات الشعب الإيراني لإسقاط النظام الإيراني وإنهاء اللا مبالاة حيال الانتهاك البربري لحقوق الإنسان في إيران . وضمان الحماية ومراعاة حقوق اعضاء المعارضة المنظمة لمجاهدي خلق الإيرانية سكان مخيم ليبرتي في العراق
لقد اوقع نظام الملالي اكبر فتنة في تاريخ المنطقة , وهي اخطر من كل الافعال التخريبية والعدوانية التي نفذها الصهاينة والغرب المتصهين , او تلتقي معها في الخطورة على الامة العربية الطامحة الى الوحدة والعمل المشترك في اقل تقدير . وعليه فان النضال ضد مخططات الملالي صار واجبا انسانيا لدرء الفتنة التي اوقدها ملالي ايران واشعلوا الحرائق في المنطقة كلها . وابواب النضال واسعة لمن ينشد الامن والسلام للمنطقة , وينشد الحرية والديمقراطية والعيش الامن للجميع . 7-9-2015