ألق محمد رويحة حلال
مذ طفولة جامحة
وأنا أشعر بكوني خلاف الأخريات
لا أذكرُ أنّي لعبتُ بالدمى
أو بكيتُ وراء أمي
ولاتشبثتُ بإطراف ثوبها
وأنا أسمعُ دبيب اطراف أصابعها من المطبخ
حين تُخبيء محفظتها بين لفافة العباءة
ذاهبة للسوق خلسة
تاركةً سِرب أخوة
تصدحُ افواههم
عويلًا بنكهة موسيقى الإحتياج
أعتادت سماعَهُ بيوتات الحي
ويكملوا صداه بإشارات الأيادي
مضغتُ الفوضى عند عتبتنا
والقليل من السكاكر اللاذعة
ومزجتُ الدمعَ مع بعض الحُلويات
فأستساغت لي الأيام
لِذا لم ألتذْ بطعم (من السّما)
الحلو كما يزعمون
فهو مالح بفمي.
عندما أرتفع عودي بضع سنتيمترات
وأعشوشب القلب
إعتدتُ الفقدَ
أصابَ التشظي أخوتي
وأدركتُ إن أمي
لم تكن حقيقة
بل
مجرد وهم
فكلما سألت عنها
يجيبني أحد:
في السوق ،
أو أنها في بيت جدي ،
نائمة !
كان تنافر الأجوبة يُهلكني
لربما طيف!
فتربكني فوضى أفكار المخيلة
فأطّوفُ بحضرة الوسن
معتمرة قلنسوة التشظي
بشهيق مبحوح
بعدما أعلنت الرئتان عن الافلاس
خلجات مُتقدة
إنعدام الذكرى
إعتراك الخلايا لتتعدى النبض
يختل التوازن
تفيض العيون
مازالت عيناي تتبعُ طيف هارب
بين ثنايا الألم المتواشج
يحشرج مسارها
لربما تمتشق قبسًا من العدم
أو
تعاودُ الذاتُ لممارسة القرفصة
على إحدى المصاطب
وأمضغُ علكة الحياة
بعد نفاد صلاحيتها
بمفترقِ الطرقات
وأنا أنتظرُ الصباح