حُبّ العراق :
أبقيـتَ حُصْـنكَ بالمفـاخـرِ ناصِعا
وتركتــهُ بيــــنَ الروائــعِ سـاطعا
ووقـفتَ في عَيـنِ الأصالة مٌنقـذا
وجعلتَ من بأسِ الحديدِ مُطاوِعا
وركبتَ عرضَ البحـر رُغـمَ عبابـهِ
لتكيـلَ من طفـَحِ القلوبِ مَواجِعا
ونسَجتَ من الـَـمِ العـراقِ مـودةً
هيهاتَ تَخـذِلُ من أحَـبَّ ودافــعَا
يبـقى العريــنُ بمقلتيــكَ مــنارةٌ
وهديــرُ دجـلة قــد ألــمّ وسارعَا
واتى الفراتُ إلى النخيلِ يَهـــزّهُ
هـوَ عاشـقٌ لا تحسـبنّهُ ضــائِعا
هــا أنتَ تسـتبقُ الفَـلاحَ بغـــرّةٍ
زرَعَتْ لها بيـنَ الفصولِ طلائِـعا
وتعانـقتْ شـهُبُ السـموِّ بقـوةٍ
أضـحتْ لنــا بالنائبــاتِ صَوامِعا
حين اقتفـتْ بالراسياتِ لواحظ
صـارتْ تؤسّسُ للأكـُفّ أصـابعا
وتوافدتْ صوبَ الشموخِ تحثــّهُ
تَبني لها فوقَ الصُروح مَواضِعا
هيَ نفسها كانتْ تغيرُوتزدَهي
وتذيــقُ ألويــةَ البُغــــاةِ فواجِـعا
هيَ نفسها حنّتْ إليها وشائِجي
والخوف في كلّ العروقِ تراجعا
يا هِمـّة الحَشْدِ المنيـعِ تَجمّـعي
هـرَع الجميـعُ إلى المنيّـةِ طائِـعا
وتربـّعي باليُمـــنِ أنـّـكِ قصـّــةٌ
أضـحتْ لمَن وأَدَ الحقيقةَ رادِعا
يا موكبــا نحـو الشـهادة قــادمٌ
هـا قـدْ يفيض ملاحِـما وروائـعا
فغـدا تهلهــلُ خلفَ نعشكَ حـرّةٌ
والصبحُ أوشكَ أن يصبّ مَدامِعا
وغــدا تنـوءُ على الديــار صبيةٌ
والقلبُ من هولِ النحيبِ تقاطّعا
يـا رايــةً خـلْفَ الرمـوزِ ترافــدتْ
والكـلّ في حـبّ العراق تدافــعَ
يا قـامة الشرفِ الرفيع فقـدْ دنا
مـن مقلتـيكِ ألا ترَيـنه خاشـِـعا
الله أكمـلَ في الرحـابِ جَمـالها
والحبّ في حرَم الإمـام تواضَعا
هذي عروشـكَ للجباهِ تسابقتْ
والمجــدُ أبحـرَ بالقلـوبِ وقارَعـا
آن الأوان لـــكي تفـــوزَ بصـولةٍ
وتحيلُ أغطـيةَ الشرورِ مضاجعا
بالحقّ ناديتَ الجُناةَ إلى الوغى
وصدقتَ كـمْ كـانَ التربـّعُ رائِعـا
سرْ نحوَ مجدكَ للخطوب رجالها
والشعبُ أصــبحَ للمهابـةِ رافعـا
واضربْ فديتك كلّ عاتِ ومعتدي
كــنْ للنـزالِ مهيـمِنـا ومُقارِعـــا
واقطعْ رؤوسَ الشرّ حينَ تدقّـها
إنّـي رأيتـكَ في المعـارك بارعـا
مـاضٍ ستسعد في بلوغـهِ امـة
والكـلّ يفخـرُ أن تكـونَ مُضارِعـا
*********************
سليمان ألعَدوي
الشيخان /2016