فراس الغضبان الحمداني
ما زال حيدر الملا الذي يفترض انه عضو منتخب في مجلس النواب ويمثل إرادة الشعب يسبح على رمال الشاطئ ويفتعل الأزمات التي لها علاقة بأجندات داخلية وخارجية تستهدف وحدة البلاد وسلامة العملية السياسية فهو يفجر
الألغام بوجه كل المخلصين والمصلحين وحين يرى الفساد بعينيه ولإطراف تستهويه نراه يضع رأسه تحت الرمال ويترك بقية أجزاء جسده في مهب الريح مثل النعامة ..!! .
لقد اعتاد الجمهور العراقي على سياسة الاتجاه المعاكس لحيدر الملا والجوقة التي تتبنى نهجه لإثارة العديد من القضايا وأخرها وليس أخيرها الدعوة لاستجواب السيد علي الأديب وزير التعليم العالي والبحث العلمي لغايات معروفة وأجندات مكشوفة فالرجل ونقصد الأديب وبدون مجاملات أو انحياز يقود مشروعا لإصلاح التعليم العالي الذي توج انهياره الوزير السابق عبد ذياب العجيلي حينما حوله إلى مضيف أو كما يحب إن يسميه بلهجته ( المكعاد ) وجرت في هذا المضيف ـ المكعاد ـ صفقات وأوامر التعيينات والاستثناءات والقبول في الدراسات العليا والأولية ومنح امتيازات جميعها تتقاطع مع القانون حيث عرف العجيلي باستثناءاته التي اخترقت كل الضوابط وجعلت التعليم العالي بلا علم أو علماء بل مجرد مناصب فخرية استنادا للولاءات والمكرمات .
وامتد هذا الفساد للبعثات التي خصصت للأغبياء والملحقيات الثقافية للإرهابيين والبعثيين حينها كان الملا يصفق للعجيلي ولا تثيره هذه المهزلة التي شهدتها الوزارة ولكنه اليوم بدأ يثير الزوبعة تزامنا مع تحركات البرزاني لتقسيم العراق وتدميره من الداخل بالتعاون مع اوردغان والهاشمي ولعل النقطة التي استفزت حيدر الملا تتمثل بالحوار الصريح الذي بثته إحدى القنوات الفضائية مع الأديب والذي تحدث عن وجود 10 عشرة آلاف بعثة دراسية خارج العراق في أرقى الجامعات العالمية والتفكير بإقامة مدن جامعية وكذلك تحدث عن طموح البرزاني غير المشروع بالانفصال وهذه القضية يفترض إن يساندها الملا كونه من الجوقة القومجية التي تتحدث عن وحدة الأمة العربية وانزعاجها المعلن تارة والمخفي أخرى ( حسب الظرف السياسي المصلحي ) من تولي رجل كردي لرئاسة جمهورية العراق العربي حتى وإن كان الرئيس ( الكردي) مجاهداً ووطنياً وشهماً نذر نفسه لكل العراقيين كمام جلال .. وهذا لاينسجم مع طائفية مقيتة وعنصرية مريضة متجذرة في عقل الملا ومتناغمة مع هواجس الأفكار الحاقدة التي تحملها نفوس مثلث الشر برزان واوردغان والهاشمي .
ولعل من غير المفيد أو الجديد الحديث عن سيرة حيدر الملا المعروف بسلوكه المزدوج فهو مع العملية السياسية لأنها تمنحه امتيازات عضو مجلس النواب وأصبح من كبار المليارديرية من خلال إستغلاله لمنصبه الذي تسلقه في الأجواء الضبابية للمشهد السياسي والديمقراطية الناشئة والعملية السياسية المرتبكة وهو في ذات الوقت يمارس دور النباح ويترك الكلام المباح لإرضاء العناصر البعثية والضحك على ذقون مروجي الطائفية فهو يريد إن يمسك تفاحتين في يد واحدة ، امتيازات العملية السياسية ، ورضا وتمويل الجهات المعادية والإرهابية.
ولعلنا نتذكر مقدار رجولة حيدر الملا عندما حدثت في الأمس القريب مشادات كلامية مع النائب كمال الساعدي على خلفية قيام الملا بالتحريض ومحاولة استمالة المتظاهرين في ساحة التحرير لجني مكاسب خفية من قطر والسعودية حينها تصدى له الساعدي باستخدام عصاه وقال له العصا لمن عصى حينها ركع الملا مثل العبيد وراح يبكي مثل ( الزعاطيط ) وهو بعد لم يتلقى عصا على ظهره أو أسفل بطنه فهذا الذي يدعي الرجولة هو مجرد ظاهرة صوتية لا تقدم ولا تؤخر فنقيق الضفادع لا يعرقل مسار الحرية ولا يعطل جهد المخلصين لان استجوابهم سيكشف عار المجرمين أمثال الملا وشلته من الإرهابيين ويؤكد مصداقية المؤمنين حقا للإصلاح والتغيير .