حاورها / سعدون التميمي
عندما تهاجر النوارس تاخذ معها كل شئ جميل ، اوجاع النهر وحكايا البلامة وعذابات الماء واغاني النوخذة .
فقبل اكثر من خمسة عشر سنة هجرت اعشاشها فزعاً من ازيز الرصاص ودوي القنابل وثقافة العنف لتترك وراءها ذكريات جميلة ممزوجة برائحة الماء والطين وشباك الصيد .
ايمان رسول الكوفي الشاعرة العراقية الرائعة المهاجرة باحلامها استقر بها الزمن في النصف الجنوبي من الكرة الارضية ، لتحلق فوق مراسي (( دالينغ هاربور )) وخليج (( كوكل )) لتكتب اوجاعها وشوقها للعراق شعراً مشبع بالحسجة الفراتية الجميلة والتي لايفقهها الا الذين احترقوا بنار الفراق ولهيب الوحدة ، ورغم هذا كله فهي تحلق علينا كل ليلةٍ باجنحة قصائدها المرفرفة فوق سماء الابداع والتألق لتنشد لنا جنون الكلمات
…
* من اين كانت الانطلاقة ومتى ؟
– منذ ان كنت طفلة كانت لي اهتمامات بالشعر ولكن كنت اكتب ولم اتوقف عن الكتابة واول مرة نشر لي سنة 1995 في سدني استراليا في احدى الجرائد وكانت اول مرة انشر فيها نتاجي .
* من هي ايمان رسول الكوفي ؟
– ايمان رسول سلمان علوش الكرعاوي الشمري والدي من مدينة بابل ووالدتي نجفية ولكن استقروا في مدينة الكوفة وانا كانت ولادتي في هذه المدينة التي احتضنت طفولتي حيث وصلت الى الصف الرابع العام بل اكملته ونجحت الى الخامس الادبي ولي اقارب في مدينة الكوفة .اكملت دراستي في سدني استراليا ثم الكلية في ملبورن فكتوريا وانا اعمل كباحثة اجتماعية ومحللة نفسية كما انني زاولت مهنة تدريس العربية لغير الناطقين بها ومن ثم درست اللغة الانكليزية للمهاجرين الى استراليا متزوجة ولي اطفال .احب الناس ولكن ليست لدي اصدقاء او صديقات سوى صديقة استرالية واحده فقط .
* عندما اقرأ لكِ اجدكِ عاشقة للوطن ، اين الرجل في كلماتك ؟
– لا بالعكس كتبت الغزل والوجدان وحتى كتبت الهجاء ولكل مجال رسالة احترمها ، لكن الوطن هو كل شيء في حياة الشاعر فلذلك اكثرت الحديث والكتابة عنه لانه وطني الحبيب .
* لوعاد الزمن بايمان الكوفي ماالشيء الذي تحاولين تغييره ؟
– صعب جداُ ان احاول التفكير به ، نعم قد اكون نادمة على شئ ما ولكن هو قدري وانا مؤمنة بالله تعالى الحمد لله على كل شئ .
* هل وصلتي لمرحلة الطموح ؟
– لا لم اصل لحد الان الانسان والشاعربشكل خاص لايتوقف عن طوح معين .
* بمن تاثرتي من الشعراء ؟
– نعم تأثر بالشاعرالكبير مظفر النواب وكذلك عمر الخيام ونزار قباني واحمد شوقي وشاعر العرب محمد مهدي الجواهري.اما الشعراء القدماء انا عاشقة لابو الطيب المتنبي .
* امنية لم تتحق لكِ كشاعرة ؟
– لقد كان لي شرف الوقوف على المنصة او احتضانها لانها مقدسة بالنسبة ولك في استراليا وكان الجمهور اجنبي وقليل من العرب ولايفهمو ماكتبه ومااقوله ، وامنيتي ان اكون على منصة عراقية ولا يهم في ايمحافظة من العراق المهم في بلدي واكون وجها لوجه مع ابناء وبنات بلدي .
* انتشرت في الاوساط الشعرية وخصوصاً عند الشعراء الشعبيين فكرة عدم وجود امرأة شاعرة ؟
– نعم يحق لهم هذا لان الصوت النسوي مايزال مغمور ولاسباب عديدة اهمها التقاليد والعرف ومن ثم يأتي عدم الوعي وعدم الاهتمام بموهبة المرأة فلو كانت هناك اسرة فيها ولد وبنت وظهرت هذه الموهبة لدى الولد سوف يلاقي التشجيع والاهتمام ولكن بالعكس لو ظهرت الموهبة لدى البنت نعم نحن مجتمع نؤمن ان الحياة يجب ان يقودها ذكر .
* هل تعرضتي الى استخفاف وعدم الاعتراف بكِ كشاعرة والتشكيك بشاعريتك ؟
– نعم تعرضت كثيرا والى الان وحتى انهم شككوا في كوني بنت هناك حديث وراء الكواليس يتهموني اني رجل لانهم لايريدون ان يعترفون بموهبتي ، او ان غرور الرجل يجعله ان لايصدق ان هناك امراة تكتب الشعر الشعبي لاني كنت اتواصل مع الجمهور والشعراء من خلال شبكة الانترنت والنشر في المنتديات الادبية ، وحاولت ان اضع صوري واسجل قصائدي بصوتي وحتى انني وضعت صور اطفالي ولكن دون جدوى اذا لم ولن يجعلوني ان ابتعد عن حياتي فالشعر هو حياتي فلو بعدت عنه اموت .
* انتي تعيشين في المهجر لكنكِ متواصلة مع المشهد الشعري العراقي ولكِ حضور مميز كيف ذلك ؟
– نعم التواصل جاء بعد فترة ليست بقليلة من الاغتراب ولكن قبل خمس سنوات وبعد انتشار المنتديات الادبية حاولت ان اكون بين اخوتي واخواتي الشعراء وانا سعيدة بتواصلي هذا لانني تعرفت على مواهب ابناء بلدي فعندما رحلت من العراق لم يكن في ذهني سوى الكبير مظفر النواب ولكن الان اجد الابداع في جميع العراق .
* وما هو الشيء الذي تتمسكين بتحقيقه. ؟
– الشئ الذي اتمسك بتحقيقة هورسالتي كوني ام ووكذلك مواصلة مشواري الادبي وتحقيق الانتشار وايصال قصائدي الى ذائقة المتلقي .
* طبيعة عملك هل اضافة لك شيء كشاعرة ؟
– نعم الثقافة مطلوبة للشاعر وفي جميع المجالات ليكون خياله اوسع واعمق اكيد وضيفتي التي امارشها والغربة التي عشتها وعلاقاتي بمجتمع اخر يختلف عن مجتمعنا العراقي اضافت لي الكثير وانا بطبعي متابعة لكل مايجري في العالم من خلال الاعلام .
* ماذا يمثل لكِ العراق وهو قلب الاحداث ؟
– هو جرحي الذي لايندمل العراق هو دمعتي التي تنساب على وجنتيي دون ارادة ابكيتني يارائع سوف اقول لك كلمة وارجو ان لاتسخر مني لدي شعور ان العراق ابني او بنتي فهو فلذة كبدي والله انني اعشق النساء العراقيات الاوالتي يحملن قناني الغاز فوق رؤسهم ويسيرن حافيات فلو كان بوسعي لقبلت اقدامهن .
* ماذا عن ديوانكِ الاخير ؟
– الديوان الاخير (( للدمع اوان اخر )) مايزال في دار النشر بالقاهرة اما الديوان الحسيني (( قربان السماء )) صدر منذ شهرين او اكثر وصلتني منه 130 نسخة وزعتها في استراليا وانا باانتظار دار النشر ارسال ماتبقى من النسخ الى العراق .
* اغلب قصائدكِ دينية ووطنية ؟
– نعم كتبت كثيرا للوطن وللامام الحسين (ع) وان شاء الله سوف اواصل الكتابة لانه العراق لايتجزأ عن الحسين (ع) فالعراق بلد الحسين وكلاهما كرم وفخر لنا .
مهيوب ياموطني
سميني دجلة عشك
بهمس الفرات تذوب
تتواعد عله الوصل
والهور عنه ينوب
مرسال ترسم نخل
وتعطر المكتوب
بريحة خبزنه العصر
بشيلة حضن مهيوب
يلوي الشدايد نعي
يهلي ابوجه مرهوب
ينثر حنانه دفو
لو شرعبت حالوب
دنيتنه لو عسرت
وجابت غدر وهبوب
صفره وغريبة جلد
تشويه ما محسوب
بذمة ضمير الكرم
حيه اولفت ديوان
نكطة وحل بالنهر
ماتنحسب نيشان
يسحكها زود الزلم
تظل سيرة النسوان
ناقص خرعلي طفل
واهتزت الحيطان
حزم اغراب ابحصو
قصده الجبل ينهان
تمنيت بيد الغرب
تتفصل الاحزان
بس حيف عللي شرب
ماي الفرات وخان
يحقق امال الحقد
بالغدر والعدوان
مهيوب ياموطني
والجادلك خسران