حنينٌ ليومٍ ما
————————-
يوما ما
بعد رحيلِ الغربانِ السود
أصحو فأرى وطني يفتحُ أحضانَه
أنسلُ كطفلٍ
وأنامُ رغيداً
تملأُ أحلامي ألوانُ الوطنِ الناعس
ألمّ شتات الأرض
أفرشُ كلَ حدودِ بلادي بالسجاد
أرشُّ حقولَ الرزِ بماء الزهر
أفتحُ نافذتي
فأرى العالمَ مسكوناً بالسِّلم
ألمَحُ عبودَ يُغني
يملأُ كلَّ فيافي وطني بالألحان
بدءاً من ملح الفاو إلى قمّة كردستان
تحيطُ بنا حلقاتُ الرقصِ
وملائكةٌ بيضٌ تهتف بي:
قد زالَ الغمّْ
******* ******* *******
ما هذا الحلمْ؟!
أ تُراكَ جننت؟
أم لوثةُ عقلٍ خطفتْ طيفَك
لسديم الليل
وجنحتَ كخُفاشٍ يتعلق بالوهم
يوما ما
تصحو
تجد الغُبْرةَ غَطت كلَ سماء بلادك
وانسلَّ الدودُ على السقمْ
***** ***** *****
أكنتَ سُباتاً في قبر البرد؟!
مغمىً, تترنحُ كالوطواطِ تمصُ دماءَ أحبائك
صرتَ لهيباً يتغذى من نار السحت
تأكلُ جمراً من ويلات المكدودين
هل ترتعدُ فرائصُ قلبك؟!
هل يغمرُكَ الحزنُ فتذكرَ ربَّك ؟!
يوما ما
ستُلفُّ بخِرقتك البيضاءِ وتسوَدُّ عليك
زنزانتكُ القبرُ
وسلواك الحجرُ الجاثمُ فَوقَك
حتى خِرقتك البيضاءُ تئنُ نفوراً منك
وتقول:
أحرى أن يُطلى هذا الأجربُ قارا
***** ***** *****
يوما ما
أكفرُ بالأرض
وأهربُ في وطنٍ لا يسكنهُ السوء
أقطنُ في الوديانِ طريداً
لا أبغي القممَ العليا
لستُ سوى لاجئ حربٍ في مدن الثلج
فما رانت عينايَ سوى السفح
لا أبغي المالَ الأوفر
فأنا أعتاشُ معوناتٍ
تكفي سدّ الجوع
القممُ العليا ليست مهبطَ روحي
أين سأرفعُ أعلامَ بلادي؟
لا أدري يا وطني
أين سأرفعُ رايتكَ الخرقاء؟
لا ناطحةُ سحابٍ تعلو
لا حتى بنيانٌ مرصوص
جبالُ بلادي وأعاليها
سوّرها الأغراب
لا حبلُ نجاةٍ كي ننجو
لا سُلّمُ كي نعلو
مزّقتمْ وطني إرباً إربا
أوقدْتمْ أهلي حرباً، حرباً
وحززْتمْ كلَّ رقاب الشعب
وأشعلتمْ ظهري بالسوط
وهيظ العظم
لكن لم تشبعْ أحقادُكمُ ضربا
من منا لا يكفرُ بالوطن الصامت
وهو يرى في عينيه جموعَ الناس
ترحلُ في أرض الله
أنتْ
يا هذا المندائيُّ
السريانيُّ الغائصُ في أوروك الفيض
يا هذا الآثوري, الكلداني الراسخ في هذي الأرض
يا بن بلاد النهرين النزقين
خذ موقعك الآن
لاتهتفْ للبلد القاسي القلب
من يحميك سوى جذرك ؟
أنت المستضعفُ لا تنجو
خذْ منديلَك وارفعْ رايتَك البيضاء استسلاما
قل يا هذا الوطن وداعا
يا هذا المارق !
أين ستأخذني ؟
لمواخير القيم العليا ؟
لبحورٍ تسكن فيها الحيتان
لجزائرَ لايقطنها إلا الطاعون
لن أركع .
فأنا الذِّميٌ الباقي شوكا
في خاصرةِ الترْب
لاترحل