الدكتور لطيف الوكيل
يعيش الأكراد والأتراك في برلين الغربية بسلام ومنذ عشرات السنين متجاورون متصادقون.
طرحت عليهم السؤال ،هل هم مع مفاوضات السلام بين أوجلان واردغان وما المانع ؟.
فكانت نتيجة هذا الاستفتاء باختصار، أنهم مع التعايش السلمي المبني على حقوق سياسية حضارية سياسية لجميع القوميات في تركيا، والعقبة ان دماء كثيرة قد سالت على مدى عشرات السنين وهذا ما يحول دون السلام. انتهى الحوار.
لكن العقبات الاستراتيجية المرتبطة بكردستان الكبرى هي الأعقد.
يتكلمون فقط عن انسحاب مقاتلي حزب العمال الكردستاني ولا يذكرون الى أين وكان بغداد المعادية لاوردغان نكرة. وان بارزاني سيتنازل عن شعبيته للقائد الكردي عبد الله أوجلان.
التاريخ الاقتصادي يقول بان الساسة لا يتعلمون ان قوانين الاقتصاد هي التي تنتصر دائما ولو بعد حين على تكتيك واستراتيجية السياسة.
ان المساواة بين الشعب الكردي والشعوب المتآخية والمتاخمة، والعدالة في توزيع الحقوق الإنسانية، يضمنها الحقوق القومية والسياسية، بغض النظر عن الخلفية العرقية والحضارية، تؤديان الى تضامن شعوب الشرق الأوسط لتوفير الأمان كقاعدة للرخاء الاقتصادي والتطور الحضاري الديمقراطي. فالمساواة بين الشعوب وعولمة العدالة تعززان التضامن الدولي والسلم العالمي.
إن تحقيق السلم ضروري في كردستان، أو على ارض الكرد التي تشكل حلقة الوصل التجارية والاقتصادية والحضارية بين أوروبا من جهة وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط من جهة أخرى، عبر الخليج العربي/ الفارسي مروراً ببغداد. وذلك هو واقع عصرنا الصناعي الذي بنى أول سكة حديد رابطة للقارات هي سكة برلين ـ بغداد التي بنتها ألمانيا سنة 1886.
ومثلما أن العنصرية وهي المبدأ الوحيد للإستعمار والإمبريالية التي تبرر استغلال الشعب الأقوى للشعوب الأضعف وفقاّ لشريعة الغاب، حيث كانت العنصرية صفة جميع الحروب الدولية، فأن تضامن الشعوب يمثل أساس السلم والرخاء الإقتصادي، كمثل تضامن الشعوب الأوربية في الإتحاد الأوربي المبني على الآمان وهو المحرك الأساس للتطور الحضاري الديمقراطي الحاصل، لخير دليل مقارنة بالنتائج الكارثية للحربين العالميتين.
وهذا ما يجعل اوردغان واوجلان لبعضهما ينتصران.