حقيبة كاتيا 10
سميرة الورداغي
كاتيا مسترخية في حوض الحمام بعد يوم قضته مع اصدقائها بين الكتبان الرملية ،،غفت ليلا ثم انتفضت فزعة بعد ان انزلق جسدها في الحوض وغمرت المياه الفاترة وجهها ..استوت ثم نهضت لتلف جسمها بمنشفة .اشعلت سيجارة وجلست على كرسي قرب النافذة تراقب الظلمة الحالمة المحيطة بالتلال الرملية ،،
احيانا نحتاج الى الهدوء في الهدوء ..
اطفأت عقب السيجارة ..اخرجت مفكرتها من الحقيبة ، دونت بعض الملاحظات ، عدت الاوراق المالية المتبقة في حافظة نقودها ..ارتدت ملابسها ، حملت حقيبتها ..ونزلت الدرج الى بهو الفندق لتناول وجبة العشاء .
كان جميع النزلاء قد تحلقوا حول طاولة الطعام الكبيرة ..ملأت صحنها ،،ووجدت مكانا شاغرا الى جانب غوزي الافريقية التي كانت لا تكف عن الضحك والابتسام والتحدث الى الجميع واحيانا التوقف عن الاكل لتلوح بيديها منسجمة مع الموسيقى او ترديد بعض مقاطع الاغاني مع المغنية الفرنسية .
بعد العشاء دعت غوزي كاتيا الى الانضمام الى طاولتهما لاتمام السهرة ،قبلت الدعوة ممتنة .
غوزي امراة افريقية في الثلاثين من العمر جميلة متفائلة بشعر مموج وجسم نحيل متناسق يضهر من خلال ثوب قصير من( الشيفون البيج ) مع صندل بكعب عال جدا وعطر (الكوكو شانيل مدموزيل )..
غوزي تحب الرقص ،فهي كل مرة تنهض لترقص( الصالصا) مع زوجها البلغاري (مانويل) ..الذي كان هو الاخر يقف كل مرة الى جانب المغنية ليردد معها بعض مقاطع الاغاني فتترك له احيانا الميكرفون ، ليتممها .
في اخر السهرة .دعت (غوزي )و(مانويل )كاتيا لزيارتهما قبل ان يغادرا هما ايضا . لان عقد عمل( منويل) سينتهي بعد شهر ، وبالتالي سيغادران معا الى بلغاريا ،ترددت كاتي للحظة لكن مع الحاحهما ،،قبلت وقررت مرافقتهما في اليوم التالي في سيارتهما لانها مجبرة ايضا على الالتحاق قريبا بمنزل الجدة للاحتفال بعيد الميلاد .
غوزي امراة سينغالية روحانية ،، تدخن بكثرة وتشعل اعواد الند في أكواب الشموع الملونة .. تفتح منزلها كل يوم احد للاصدقاء في حفل الشواء الذي تقيمه بعد الظهيرة .
غوزي تكنس وتطبخ وتغسل الاواني وهي تغني تدخن، وترتشف من كأس نبيدها ..او تمضي ساعات تتحدث مع صديقة طفولتها الافريقية (فيلومينا )، المشلولة كليا والمنبطحة دائما على بطنها على سرير مهترئ ،،تضحكان ،،تقهقهان ..واخيرا تصر فيلومينا ،على رؤية ملابس غوزي الجديدة ، او رؤية بعض المناظر من النافذة عبر شاشة هاتف غوزي .
يتبع