حقا ليس للخنازير غيرة ……
تناقلت مواقع إخبارية على الأنترنيت المواقف المتشدّدة لرئيس الوزراء المجري فكتور أوريان إزاء المهاجرين السوريين والعراقيين ، فقد اعتبر ( تدفق اللاجئين على أوربا تهديدا للجذور المسيحية للقارة ، وأوضح أن معظمهم مسلمون وليسوا مسيحيين ، وتابع قوله : أن أوربا والثقافة الاوربية لها جذور مسيحية ) انتهى كلام فكتور أوريان .
لا اعتراض على ما قاله الرجل ، بل قوله هذا في موضع التقدير عندي ، ذلك أنه مسيحيّ وثقافته مسيحية ومن حقه الاعتزاز بها ، ولكن أوجّه كلامي الى العلمانيين من العرب المسلمين الذين اتخذوا من الإسلام السياسي واحزابه ذريعة لقطع جذورهم الروحية والفكرية والثقافية بالإسلام بكونه تاريخا وحضارة وناتج أمة لعبت دورا على مسرح التاريخ ، بل أنه أكثر الادوار طولا وعرضا ، فمنذ قرنين أو يزيد – وما زال – يتقصّى المستشرقون معالم هذه الحضارة ، ويجوسون أرجاءها . ويخطأ من يعتقد أن الحضارات وحدات تاريخية منقطعة ولا صلة لأحداها بالاخرى ، عموما أن رئيس الوزراء المجري انطلق في تصريحاته هذه من غيرته على مسيحيته وثقافته الاوربية ، فما هي منطلقات علمانيينا يا ترى ؟