نهاد الحديثي
تواترت انباء عن مصدر في التحالف الوطني ،، مفادها بان رئيس الوزراء حيدر العبادي ، طالب الكتل المنضوية في التحالف الوطني بحسم اسم منصب امين بغداد على ان يكون المرشح كفؤ ويحظى باحترام اهالي بغداد “، منوها الى ان “ زمن التهريج انتهى , ولا بد من ان يعرف المواطن مشاكل البلاد ويطلع عليها , ويشارك في حلها عبر تطبيق القانون بوجود مسؤولين اكفاء مسؤولين عن تطبيقه بشكل مهني وعلمي لحل هذه المشاكل” .
ياتي ذلك بعد سلسة من المقابلات المتلفزة المثيرة للجدل اجراها امين العاصمة الحالي نعيم عبعوب تحدث فيها بألسوب هزلي عن وسامته وجمال شخصيته بعيدا عن ايجاد الحلول المناسبة لمشاكل العاصمة الغارقة في اكوام النفايات والتي تعاني من نقص في الخدمات .
يشار الى ان كتلة الاحرار كانت قد وجهت ، الخميس الماضي ، انتقادات لاذعة للتصريحات التي يطلقها أمين العاصمة بغداد ، نعيم عبعوب ، مشددة على ان ” تلك التصريحات دليل على فشله” .وأكد النائب عن كتلة الأحرار حسين الشريفي في بيان صحفي، ان “التصريحات الإعلامية التي يطلقها أمين العاصمة على القنوات التلفزيونية ووسائل الإعلام بقصد ، إيهام الناس وانشغالهم بها ، وتغطية فشله في إدارة الأمانة” .
وأضاف، ان” أمين العاصمة لا يستحق ان يكون عامل خدمات في الأمانة ، لما يقوم به من تصرفات وتصريحات إعلامية غير مسؤولة لا تمت للمسؤولية بصلة” .
وتابع الشريفي ان “بقاء عبعوب في منصبه يمثل عدم الاكتراث للمواطن البغدادي وعدم احترام لهيبة العاصمة”، مؤكدا ان “عبعوب متهم بالفساد في كثير من القضايا ولابد من استبداله ”
كشفت دراسة نظمتها مجموعة “ميرسير” للاستشارات شملت 223 مدينة، ان بغداد تقبع للمرة الثانية في اسفل قائمة افضل المدن، وفيما المحت الى ان موقع بغداد لم يتقدم منذ دراسة سابقة أجريت في عام 2011، اشارت الى ان مدنا افريقية لا تحظى بأي دعم يوازي دعم بغداد تتقدم عليها.وميرسر للاستشارات “Mercer Consulting”، شركة عالمية رائدة في مجال الصحة والاستثمارات، وتستند في عملها على 20 ألف موظف في أكثر من 40 بلدا، وتشكل فريقا عالميا من شركات الخدمات المهنية التي تقدم المشورة للعملاء والحلول في المجالات الستراتيجية، والمخاطر ورأس المال.وقال تقرير نشرته الشركة :ان “بغداد جاءت مجدداً في اسفل لائحة المدن التي يحلو فيها العيش في العالم”، مبينة ان “عاصمة العراق احتلت المركز الأخير بحسب الدراسة السنوية للأماكن الأفضل للعيش، والتي اعدتها شركتنا بين 223 مدينة شملتها الدراسة، وذلك للمرة الثانية بعد دراسة سابقة أجريناها العام 2011″.واضاف “حلّت بجانب بغداد التي تعتمد حكومتها موازنة سنوية تتجاوز قيمتها 100 مليار دولار، مدنا مثل بانغي في جمهورية إفريقيا الوسطى، وبور أو برانس في هايتي، ونجامينا في تشاد”.واوضح التقرير، “ان تصنيف المدينة الأسوأ جاء بسبب غياب الأمن ونقص الخدمات وفقاً للدراسة التي استندنا فيها إلى نحو 40 نشاطا، تشمل البيئة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فضلاً عن وسائل الترفيه والسكن والبيئة الطبيعية”.وبين انه “بسبب أعمال العنف هذه، فان بغداد تبدو كوعاء إسمنتي كبير، حيث تنتشر في شوارعها الحواجز الإسمنتية والأسلاك الشائكة التي تحيط خصوصا بمبانيها الحكومية ومقرات الوزارات والمصارف خوفاً من التفجيرات”.يشار الى ان امين بغداد وكالة، نعيم عبعوب، قد واجه مؤخرا، انتقادات لاذعة من وسائل اعلام عراقية، بعدما قال في لقاء متلفز ان الخدمات في بغداد افضل من دبي واربيل ونيويورك.
تئن بغداد تحت وقع معاول الهدم والتخريب بين أمين فاسد إلى آخر افسد, يتناوبون لإنهاء صلاحيتها للعيش البشري, فبعد الفاسد “صابر العيساوي” حل “نعيم عبعوب” كأفسد أمين لبغداد وأغباهم على الإطلاق, فهو لم ينجح في خدمة أهالي المدينة كما نجح في إضحاكهم وإثارة سخريتهم وحنقهم عليه, وبرع في إطلاق قنابله الفكاهية القادرة على إشغال الآخرين من الخوض في ملفات فساده أو تقليب الصفحات الخفية لهول الفساد في الأمانة, حتى غدا “عبعوب” حديث الساعة للبغداديين والعراقيين عموما ودخل كمحور مهم في نقاشاتهم, فانصرفوا عن حديث الدمار والخراب الذي حل بمدينتهم على يديه وانهمكوا في تحليل شخصيته والتندر على فكاهاته, فيصفه البعض بالساذج الفاسد الذي أتت به المحاصصة من مجاهل الأرياف لينقل بيئته الريفية الى بغداد وينجح في تحويلها الى قرية كبيرة تسرح فيها الأغنام والماشية والكلاب السائبة وتمرح, وتغرق في النفايات والأوحال والمياه الآسنة وسرقة تخصيصاتها, فيما يذهب آخرون الى ابعد من ذلك بوصفه كأحد أدوات النظام السياسي الفاشل ووسيلة من وسائل نظرية الإلهاء لإشغال العراقيين عن عظائم الأمور بتوافهها, وإبقاءهم في دوامة الحديث عن الفاسدين من الذين عاثوا فسادا في الأرض دون حسيب ولا رقيب ليقوم بتدمير البنى التحتية الاقتصادية والبشرية باسم الفساد, ومهما اختلف العراقيون بتوصيفاتهم عن “عبعوب” إلا إنهم متفقون جميعا على انه من افسد الفاسدين, وان الأوان قد حان لتتحرر بغداد من عبعوبها وتعود لأحضان أبناءها مع حلول حكومة جديدة وضعت من أولوياتها مكافحة الفساد.
ومع تراكم ملفات الفساد ضد “عبعوب”فأن تغيير “عبعوب” بات ضرورة لا تقبل التأجيل, خاصة بعد صدور أمر استدعاء قضائي بحقه مع أمين بغداد السابق “صابر العيساوي” منذ أشهر على ملفات فساد قديمة, وما زالا يرفضان الانصياع لأمر القضاء, فيما يكمن خطر آخر يتطلب الإسراع في استبداله, وهو إننا على أبواب إقرار الموازنة العامة للسنة الجديدة 2015, وكأن حاضرة الدنيا بغداد خلت من كفاءاتها, بعبعوب آخر لا يقل عنه فسادا وتبعية للحيتان الكبيرة التي تستغل هؤلاء الصغار للنهب المنضم لصالحهم,
فالبديل الذي طرحه ائتلاف دولة القانون الذي يصر على أن يكون المنصب من حصته هو أيضا غير مؤهل لإدارة شؤون المدينة رغم طرح اسم مرشح آخر يحظى بدعم اغلب الكتل النافذة, حيث تدور خلف الكواليس السياسية مفاوضات وسجالات لإزاحة “عبعوب” وطرح البديل الذي يمكن أن يحظى برضا وتوافق الكتل السياسية, ومن ابرز الأسماء المطروحة على طاولات النقاش عضوي مجلس محافظة بغداد “سعد المطلبي” عن دولة القانون, و”محمد الربيعي” عن دولة المواطن, ومع “المطلبي” فان مصير بغداد لن يكون بأفضل حالا بوجوده امينا لها, فهو سيكون امتدادا لنهج “عبعوب” وإمكانية الحيتان الكبيرة من التحكم به وتوجيهه للسير في نفس طريق سلفه, وسيرته الذاتية تدل الى ذلك,عبعوب المهندس الزراعي الفاشل بدأ مشواره مع دولة القانون كمتعهد تظاهرات يوفر بضعة عشرات من الشباب العاطل لقاء اجر معين, ثم يندس بهم بين المتظاهرين ليتحدث باسمهم ويشتت قيادة التظاهرة الحقيقيين, فعلها مرارا خاصة قبل وبعد تظاهرات “25 شباط 2011”, ثم أنيطت به مهام التسقيط السياسي وإشعال نيران الفتن لتصفية خصوم دولة القانون من خلال تغذية وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي التي يديرها بالأخبار الكاذبة والمفبركة عن الخصوم, وقد أستخدم مهارته في التسقيط للنيل من منافسه على منصب أمين بغداد “محمد الربيعي” حين استغل مشاجرة بين احد أفراد حمايته مع احد المواطنين لينشر تصريحات مغلوطة عن الواقعة للنيل منه.
بات العراقيون يشعرون بعد التغييرات الجوهرية التي اجرتها حكومة العبادي، ولآول مرة، في ظل حكومات مابعد 2003 ، بأن العراق يسير بالطريق الصحيح، في المجالين السياسي والامني والخدمي ، ان “الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي حققت أشواطا متقدمة في ملفي السياسة والامن”، و ان “العبادي نجح في توحيد الأطياف العراقية، وهناك مساع جدية في بناء الدولة,وان “العراقيين بمختلف طوائفهم وقومايتهم متفقون، وحكومتهم وحدت جميع أطياف الشعب العراقي وهو أمر أيجابي ونحن سعداء بان تكون هناك حكومة ذات إستراتيجية واضحة، وحققت نجاحات ومكاسب”ونأمل في نهاية الصراع السياسي، لكن الامر يتطلب وقتا—وقل اعملوا سيرى الله ورسوله والمؤمنين عملكم