حارسُ الياسمين
…………………..
الندى حارسُ الياسمين
والفجرُ راهبٌ في محرابِ العطرِ
يرتفعُ لغطُ عصافيرٍ زقزقاتها مُشاكسَةٌ
تلملمُ السكونَ وتفتح ُبواباتِ النهارِ
الشمسُ عاريةٌ تنثرُ جدائلَ الحريرُ
لتغتسلَ بتراتيل ِأدعيةِ المسَاجِدِ
والرَّبُ يَستمعُ لكُلِ همسةِ عتبٍ تَخرجُ من افواهِ
المتعبينَ ألواقفينَ على بواباتِ الرجاءِ
العيدُ ليسَ بقريبٍ غادرَ مع طلعةِ أولِ نهارٍ
وعدَ بالرجوعِ لكن بأجلٍ غير مُسمى
أثوابُ العيدِ بها رائحةُ اللهفةِ المكلومةِ
صوتُ رنينِ قروشِ العيديةِ
تثقبُ جيوبَ الهواءِ والتذكُرِ عقيمٌ
لنْ أنسى وجه البائعِ
الذي أخذَ نُقودي
باعَ لي حُلماً من ورق ٍ….
طائرةٌ ورقيةٌ لعبتُ بها فوقَ سطوحِ الدارِ
حَلمُنا أنا وهي ببعيدِ سفرٍ وترحالٍ
طائِرتي الورقيةُ كسَرها جِدارَ الجارِ
وكَسرنِي ذلكَ الترحال
رجعتُ بطائرةٍ وجوازِ سفرٍ ورقِي
يحملُ ملامحَ أعياها هواءُ المنافي
لم أجدْ طائِرتي الورقيةُ
وجدارُ الجار ما زال يعلو ويعلو
حتى غطى سحابةً كانتْ تمرُ بينَ الشمسِ وعينيّ
لعنتُ الجارَ والجِدار
وطائِرتي الأخرى كانتْ تحومُ فوقَ دخان….
الظلام دامسٌ لم تتبينني عتمتهُ الغائرة بالشكِ
ركنتُ غيابي أنتظرُ موعداً أخر للرجوع
نسيتُ في غمرة الغياب أي اتجاه كنتُ أريدالرجوع !!!!
بقلم
سلمى حربه