تتوارى عجوز الطين بمغزلها
لا نوافذ مواربة، ولا موائل آمنة في مجرى الدم
علينا أن نبذل بعض الجهد
لتسريب الفائض من الوحشة، إلى أفئدة الطير
وعلى ممشى الفكرة السائبة، علينا بالقليل من الجهد
حتى تقودنا الريح المرتجفة
لشم الورود التي تساقطت فجأة، في الجوار
وهذه السبابة الماراثونية، المتورّمة، الضائعة
علينا مضغها بشغف أكبر، كرغيفنا البائت
في غصّات السنابل.
الجنيّ الذي أفحم نفسه، مبتكراً الدلالات الصاغرة للأصابع
كان يلهو مثلنا، بتعاساته المملّة، وانحناءاته الفاترة
كيلا يفيض على زيغ المرايا
لنا أن نمتشق الآن عاداتنا السيئة، ونستلّ رايات القبور
حتى نتمرغ، محاربين مدرعين، بما هو أكثر حرقة
من نحيب الجروف التي سُرِقت أنهارها
تستمطرنا أبخرة العتمة
وتطرقنا الألسنة اللزّجة
وكل الفرص العابرة إلى زوالها.
الفواصل الضوئية بين شيء وآخر، فعل وآخر، أنسيّ وآخر
غوايات أزمنة وعرة، وخصف أحذية مكابدِة
أكثر ضيقاً من عين السماء
علينا بذل المزيد من الجهد
كي تغادرنا الملامح والذاكرة، جوقة واحدة
إلى رأس الحكمة المطمورة
ويبتلعنا الجفول، كحبة صداع منتهية الصلاحية
نمتدّ في غياهبه ونذوب بلا صدى
من نقطة انفجارنا العظيم.