جف النهر
انتظار يكبّل أحلامي
يدوس على بريقِ اللَّهفةِ
يجلد الزَّمنَ بسوطِ الحنين
أهيَ لحظات الوداع
أم هو انكسار الرجاء
في القلوب المهيضة؟
أتراهُ الموعدُ أنكرَ اللقاءَ،
أم الحبيبُ سلا عني وغاب؟
ملَّتْ منّي الدُّروبُ
ما عدْتُ أسمعُ خريرَ النَّهْرِ
ما عدت أرى غير طيف
وأنا المرأة المنسيَّة
بل أنا الجثَّة المرميّة
التي لن تلبث أن تنخر فيها ديدانُ الانتظار
أخافُ أن تصير المرآة مغبَشَّةً
ولا أدركُ أنَّ الزَّمنَ امتصَّ منّي
نسغ الجمال
وأني صرت باهتةً
كلوحة زيتية تعفنت من رطوبة السنين
أخافُ أن أستفيقَ من ذهولي
لأعثرَ عليَّ
تائهةً في البراري
تنهشني عيونُ النُّجومِ
في ليالي الخريفِ .
سامية خليفة -لبنان