جثةٌ خفيفةٌ جداً
……………………..
لم أُرهقَ حمّالين نعشي..
ولم اهدرَ قطرة ماءٍ
من ماء جبين وطني ..
سأغادرُ
دون المرور بدكة المغتسل ..
سأذهبُ
بحرارة النار وحرارة المرض
لأضيف الى الوطن حرقةً اخرى ..
حينما وضعتم شيئاً من بقايا ( انا )
كانت خشبات التابوت في غرابة ..
فما اعتادت يوماً
وزناً خفيفاً لهذا الحد ..
لكنها
تخشى ان تطير من ظهر السيارة ..
احزموني جيداً جيداً
اربطوا التابوت بقوة
فأنا جثة خفيفة جداً ..
لا تستعجلوا المسير
الطريق مزدحم بالجثث ايضاً ..
دمي المتسامي
يطوف فوق قبري
قبري الذي لا يروق للديدان ..
لكنني اسألُ لآخر مرة
عن امرأة بقيت تتعثر خلفي
رأيتها آخر لحظة
كان مسموح لي فيها استخدام عيني
رأيتها تمسك كيس علاجها
ونظراتها تقول لي
النار ليست صديقتي
سأتعالج في غرفتي
بين اغراضي التي رتبتها بيدي
قريبة من سجادة صلاتي ..
اخبروا تلك المرأة اني حسدتها
على تفكيرها .. وحرصها
وعلى كيس العلاج ..
او تُخبرونني
انها ستقيم بجواري الى الابد ..
خلف الابراهيمي
العراق 2021
جثةٌ خفيفةٌ جداً
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا