احمد لفته علي
للارهاب اقنعة متعددة ومتنوعة فماذا تسمي من شارك الطاغية في فترة حكمه وسانده وايده واسهم بالقتل والتشريد واسقاط الجنسية عن مواطنين عراقيين اصلاء. والاسهام في تجفيف الاهوار وكارثة حلبجة التي لا تنسى والمقابر الجماعية وتوزيع الظلم على العراقيين النجباء بالتساوي وكل فعل او اسهام ينم عن رائحة الظلم فهو يعد من الارهاب والاسهام مع الظالم في تخريب البلد باي شكل من الاشكال فهو ارهابي بلا جدال وخير مثال على ذلك قول الامام علي ابن ابي طالب (ع): (الراضي بفعل قوم كالداخل معهم، فالداخل له اثمان: اثم الرضا و اثم العمل)..
وان من امتدت يده الى سرقة بيت مال الشعب باي صورة كانت يعد ارهابيا ومن امتدت يده بالسطو والسرقة على مال عام او خاص بغير حق فهو ارهابي.. ولان للاسلام احكاما حية وباقية وصالحة للسلوك والفعل الجميل من مثل اذا جاع المسلم وهو مؤكد من هلاكه من الجوع وكان في سوق للمسلمين يستطيع هذا الجائع ان يمد يده الى السرقة ويسرق ما يسد رمقه ويقيه من الموت وليس من الجوع فان الامتداد لليد وتناول ماليس له، لايعد كبيرة تؤدي الى قطع اليد وان كانت التعاليم المسيحية في هذا الصدد صريحة وقاطعة حيث تقول تلك التعاليم (لاتسرق) ولكن عدم السرقة غير السرقة التي سقناها في الدين الاسلامي.. وكذا العطشان وكان في مكان لايوجد فيه الماء كالصحراء مثلا فوجد سائلا مسكرا شبيهاً بالماء والتأكيد جاء من هلاكه عطشا اجاز لهذا العطشان الشرع الاسلامي اذا شرب العطشان منه بالقدر الذي يقيه من الموت عطشا وانطلاقا من القاعدة الفقهية التي تقول وحين توفر الظروف والشروط الملائمة (الضروريات تبيح المحظورات).
واود في هذا المقام ان اوضح وابين ان الذي سرق عند سقوط النظام البائد من المال العام او الخاص يعد ارهابيا والذي تجاوز على ممتلكات الدولة من الاراضي وشيد ما ليس له حق في بنائها باي صورة كانت يعد ارهابيا لانه تجاوز على سيادة القانون وتجاوز على هيبة القانون لان السطو والسرقة وباللغة الدارجة التي شاعت في الشارع العراقي بالحواسم او الحوسمة هو تجاوز على نظام العام او تجاوز على الحق العام وهو حق الشعب العراقي والقانون وجد لتنظيم الحياة وجميع المعاملات وحفظ الحقوق.
فالتجاوز على القانون يعد عملا ارهابيا لان التجاوز معناه اشاعة الفوضى والتخريب وتحطيم جماليات الحياة الانسانية فالمثل البريطاني يقول: من تشجع وامتدت يده الى سرقة خزانة الدولة البريطانية تعد سرقة وكذا الذي مد يده لسرقة عود ثقاب تعد سرقة فكلتا الحالتين تسمى سرقة بغض النظر عن كبر وحجم السرقة فالعبرة هي التجاوز والتعدي على ما ليس للانسان حق في هذا التجاوز لان الذي يسرق عود الثقاب لا يرعوي مع مرور الزمن ومن دون الروادع ان تمتد يده لسرقة خزانة الدولة…
ورغم الظروف الصعبة التي يمر بها العراق فلابد ان يسود العراق النظام والقانون لاننا نحن العراقيين حين تصعد الغيرة الى نفوسنا نتباهى ونقول نحن ابناء القانون لان القانون والنظام انطلق من الارض العراقية فيكفي الدليل شريعة حمورابي فاين نحن من هذه الشريعة واين نحن من المحبة التي تجمعنا الا يكفي كلمة العراقي الا نتذكر قول ابن العربي حين قال:
ادين بدين الحب أنى توجهت
ركائبه فالحب ديني وايماني
توسيع معنى الارهاب
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا