بسمة مرواني
مواقف تجعل دماغك يخرخر بصوت هادئ . تدير زوايا وجودنا جميعها . نقفز للدفاع في اللحظة التي نهدد دد فيها لا أعرف سبباً حقيقياً يجعلنا بتفاؤل في مثل هذا العالم الكئيب ….
كل الذي في أعماقي لا أدري كيف أصفه ؟ شيءٌ مثل النار وليس ناراً ، عاصفةٌ وليس عاصفةً ، حقدٌ وليس حقداً ، كما قال الاعرج …
ولانه صار من المعيب وعدم المصداقية أن اتحدث عن بلدي دوما بحجم الاكبار ، بلغة الشعارات والتفخيم والتبجيل ولست انكر ذلك في احايين كثيرة الا انه ليس يكون هذا طعمُ الحياة الحقيقي فيها .في بلادي تونس واظنه ايضا في بلدان عربية مثلنا لم يعد في طيّات لساني غير المرارة ولا فوح سوى الشجن . الجانب الثقافي لدينا مضحك جداً ، ويكفي أن تنظر إلى إنجازته على أرض الواقع لتعرف ، قيمة المسارح ، والسينما ، والكتب ، و المثقفون بالمستوى العالمي الذين عز عددهم ! وغيرها من المشاكل والاوبئة السائدة في المشهد الثقافي، في المجال الأكاديمي ، يثبت تراجع الواقع التعليمي والمنتجات الأكاديمية وحجم الواسطات في الجامعات والمحسوبيات وضعف المناهج التعليمية بمراحلها
المثقف اليوم ذلك الثرثار العاجز الذي يخدع نفسه بلاغيا لغة لا تقدم ولا تؤخر يشغل نفسه هروبا من الواقع بحروفه عله يتنفس صعيدا طيبا واهما نفسه بانه القادر الاوحد على تغيير العالم وهو البطل الاشكالي في الحقيقة …، وفي النهاية هو من الخاسرين .. السلطة ليست الا جماعات من المافيات الصغيرة والكبيرة المتحالفة أو المتقاتلة فيما بينها ،
الجانب الاجتماعي طبقة اكتسحت وتنمرت ،بيوتها مهجورة شبابيكها مكسورةٌ وأبوابها مخلوعةٌ ، تعبثُ بها ملامح الاحتياد والعوز وتتنزّه بها ريح الحقد على من تيسرت حالهم … يغزوهم الخواء حتى آخر دهليز من جماجمهم، جدب وقفروفقر، سكارى وماهم بسكارى.. تذبح المروءة في الزّوايا المظلمة من علب ارواحهم ..، والجوع داء يضاجع الصبيان ،.،هنا تعجّ الأرض بالأخلاق، مختلف ألوانها، لكن اخلاق تنهل من صديد واحد حتى الفناء من مفاصل الديستوبيا في اوج تجلياتها …
ربما اليوم تعرضت لموقف اربكني هلعا وقد يصيب اي امراة مثلي وسط الزحام لا تحمل الا حقيبة يديوة وقول لاحول ولاقوة الا بالله على لسانها ان يحاولوا ا خطف مالديها بالقوة لتواجه متهورا موبوءا بعجز جيبه وقفر ذهنه وقد يمر بهذا الموقف اشدهم فتوة من الرجال ايضا ..
ورغم ذلك لازلت لا اتبرأ من الوطن لازلت محملة بالوجود لصنع الحياة.. فالبدرة لا تموت والأرض لا تعتزل الخصوبة جرّاء خطيئة عبد آبق يمشي على مناكبها، لا يعدل عمره عمر بعوضة..!