هل يصح ان نسمي السلطة الكوردستانية بانها منبثقة من رحم الشعب ام انها شاذة و مصنوعة على ايدي الاعداء و هي نتيجة طبيعية لماورثته اقطاب السطات المتنفذة من افعال الاعداء في كوردستان باي شكل كان. الوضع السياسي مخذل و الوضع الاقتصادي وصل الى الحضيض نتيجة الفساد و ما فعلته ايدي رؤوس السطلات و ذويهم و وريثهم، لا يمكن ان نهمل الفراغ الواسع بين المتسطلين المتنفذين المسيطرين على زمام الامور بالترهيب و الترغيب و الاستناد على حلقات ضيقة من التبعين الضعيفة النفوس من اصحاب المصالح الملتفين حول قيادات الكوردية المتوارثة و من جاء صدفة او من يحكم العوائل المتوارثة مادة من ابناء من تسلطت على الثورة كما سيطرت بعد الانتفاضة على السلطة على حساب ما سميت بنتائج الثورات في كوردستان.
- إعلان -
نعم نرى حالات لم تشهدها كوردستان في اية مرحلة كانت و حتى ابان معاناتها تحت نير سلطة الدكتاتورية و الشاهنشاهية و الفاشية الاتاتوركية. فلم نر من ياس من الحياة و اقدم على الانتحار نتيجة وضعه المعيشي بل شاهدنا من قتل نفسه و استشهد قبل ان يقع تحت ايدي الاعداء اي قبل ان يستسلم، تلك كانت شجاعة لا مثيل لها بل نادرة جدا في كافة الثورات. اليوم و تحت حكم السلطة الكوردية و نتيجة اقترافهم لابشع الاخطاء و خياناتهم المتعددة و افلاسهم و عدم اهتمامهم بحياة الناس فان الشعب الكوردي وصل الى حال لم يحسد عليه بل لم يتوقعه اي مناضل او من ضحى بنفسه و وقف شامخا امام اعمدة الاعدام و هتف عاليا لتعلو و ترفرف راية الوطن و الامة الكوردستانية.
انعكست الوضع الماسآوي سياسيا كان ام اقتصاديا على الحالة النفسية لافراد الشعب و لم يبق امامه الا الاستسلام الى قدره من الكبت و الكآبة و في نهاية الامر يتوجه بشجاعة لانهاء حياته قبل ان يمد يده لهؤلاء المنبوذين المتنفذين و هذا ما يمنعه عزة نفسه بينما المتنفذين يعيشون بترف و ابهة و يبذرون اموال الشعب في كل زاوية من العالم، بل وضعوا الثورات الكوردسنتانية تحت رحمة الاعداء بغشامتهم و خيانتهم و لم يبق لافراد الشعب الا الانتحار في نهاية الامر بعد الياس.
ان تابعنا الاعداد المتزايدة من الاقدام على االنتحار خلال فترة زمنية محددة ( ثلاث حالات انتحار خلال يوم واحد فقط) يتبين انها اصبحت ظاهرة و لم يعد بالامكان ان يطاق الوضع المزري من قبل من تاثر به و يرى المتابعين لحياة الشعب الكوردستاني المغدور بان الامور ستوجه نحو الاسوأ مستقبلا .
انه شعب تحمل كل ما جرى له على ايدي الاعداء و صبر على الرغم من وضعه المتهور الاكثر اسوءا من اليوم و لم يقدم نتيجة ما عاش فيه الى الانتحار بل قاوم و صبر و ناضل و دافع عن نفسه و عاش الامرين من اجل الامل و الهدف الاسمى و تحمل و كان عالي المعنويات و الهامة و لم يتنازل يوما عن سماته. فهنا لابد السؤل لماذا يقدم الفرد الكوردي اليوم و بعد تحريره في اقليم كوردستان الى الانتحار بعد ان يرى نفسه في الفقر المدقع و لم يصبر؟
هنا لا اريد ان احلل نفسيا بل من الواضح ما يدر في خلد الناس و يصل الى اخر درجة من الياس و به يقدم على الانتحار، و عند المقارنة البسيطة بين الامس و اليوم نرى ان الحالات المتكررة التي اصبحت ظاهرة يمكن ان تكون طبيعية و نتيجة لتخلخل الواقع منةكافة جوانبه و تكون الظراهة نتيجة طبيعية و يمكن ان تحصل:
* ان كان هناك ابان السلطات السابقة التي احتلت كوردستان امل يساعد على التضحية و التركيز على تحقيقه و كانت هناك اهداف رغم الحالات الاقتصادية الصعبة، فدعت المناضل لم يهتم بحالته المعيشية و لم يفكر يوما في الانتحار رغم كونه عاش في اصعب الحالات سياسيا و قاتصاديا، فاليوم يرى انه وصل الى سلطة ذاتية و لم يعد هناك امل لتغييرها و بقي هو و ما كان عليه لم يتغير بل يعيش اسوا مما كان عليه من قبل.
* يرى بام عينه اتساع الهوة بين الطبقات الشعب و لم يعش برفاهية الا من ليس له عزة و كرامة و من المحتالين و اصحاب الصفت الدنيئة و لم يتضرر من ما وصلت اليه كوردستان الا اصحاب الشرف الرفيع, و عندئذ من الطبيعي ان يفكر في تفاهة الحياة و لم يبق لديه ما يمكنه ان يصبر عليه و يقدم في نهاية الممر الى الفتحة الضيقة و هي الانتحار.
* يرى اهله و ذويهه الذين تاملوا ان يضمن لهم الحياة الكريمة و لم يفعل فيتاثر، و منةجانب اخر فانه يلتقي يوميا بمن كان حتى الامس القريب خائنا و جحشا و يعيش الان مترفا و متسلطا بينما هو يعيش في اسفل السافلين. فيقارن بين زمن كان يحمل املا و هدفا و اليوم يرى ما يجري على حسابه الشخصي و فكره و مبادئه، فاين يتجه غير انهاء حياته .
اي هنا يمكن ان نسرد عدة الاسباب بشكل عام و لكننا يجب ان نقول ان الاسباب الاقتصادية السياسية اندمجت مع بعضها و وقعت على حساب النزيه المناضل المؤمن بقضيته من جهة و لم يتمكن من ايفاءه وعوده لمن ضحى من ذويه معه من اجل الوصول الى هذا اليوم كي يتنفس الصعداء, فهو الان يتمنى عودة المرحلة المنكرة و ان يعيش كما كان و يندم على ما قدّم و ضحى و ناضل و لم يخرج بنتيجة فيصل الى ما يدفعه الى انهاء حياته .