تعالَ ” نصفُن ” معاً
2/1/2021
امين يونس
ـ ما لي أراكَ ياحمكو ” صافِناً ” مثل أبو صابِر ؟ دَع الصفنات توّلي مع 2020 .
* كيف لا أصفُن يارجُل ؟ بعد أن أطلعتُ على بعض الأرقام المتعلقة ب سنغافورة ، تألمتُ وحزنتُ كثيراً !.
ـ هه هه هه وما لك وسنغافورة يامجنون ؟ أن مشاكلنا تكفينا .. أم تُريد ان تُحّلِل أوضاع شرق أسيا ؟
* أتدري … قبل سنوات طويلة ، عندما كُنتُ أعمل مع قريبي المُقاول في أحد المشاريع . كان هنالك من ضمن فقرات المشروع ، بنايات وشوارع فرعية . تَصَوَر كان السمنت المستخدَم صنع محلي عراقي ، والرمل والحصو والسبيس والطابوق والبلوك كذلك من المقالع والمعامل القريبة ، بل حتى الحديد كان من معامل عراقية . أي بالمُختَصَر ، كانتْ معظم المواد الأساسية متوفرة محلياً . طبعاً كانتْ مياه الشُرب نظيفة الى درجةٍ مقبولة ومتوفرة في الشبكات المنزلية بوفرة .
هل تعرف ان سنغافورة تستورد ” الرمل ” من أجل إستخدامه في البناء ؟ وأنها أي سنغافورة المسكينة ليس فيها مياه عذبة فتستورد المياه من جارتها ماليزيا ؟ تَخّيَل ان دولة صغيرة ليس فيها نفط ولا غاز ولا أية معادن ثمينة ولا أنهار ولا مصادر مياه عذبة ولا رمل … دولة كل مساحتها 719 كم مربع فقط ونفوسها أربعة ملايين ونصف المليون نسمة ، أصبحتْ من أغنى دول العالم ومدنها من أرقى المدن ونظامها الصحي ورعايتها الطبية من الأفضل في المعمورة وتعليمها من ضمن الأحسن في الكرة الأرضية ؟
لا أحسدهم يارجُل .. بل أغبطهم على ماوصلوا إليه من تقّدُم مُذهِل .
ـ وما علاقة كُل ذلك بنا ياحمكو ؟
* كيف يارجُل ؟ وأنا لا يمكنني الإبتعاد عن المُقارنة … ان العراق بلاد النهرين وأرض السَواد والملئ بالثروات الهائلة من الكبريت والغاز والنفط ومختلف المعادن والأراضي الشاسعة وثروة بشرية كبيرة … هذا العراق الآن يتخبط في دوامة الأزمات والديون … بل حتى أقليم كردستان الذي نفوسه أكثر من نفوس سنغافورة وينتج الكثير من النفط والغاز ويمتلك مياها غزيرة وأراضي واسعة صالحة للزراعة المتنوعة ، صار يرزح تحت وطأة الأزمات الخانقة ولا يستطيع تسديد رواتب الموظفين ويستجدي من بغداد .
تصّوَر أن كُل وارد العراق من النفط [ علماً ان النفط هو المصدر الأساسي للواردات ] في سنة 2020 ، لم يبلغ 50 مليار دولار ، بينما واردات سنغافورة من صادرات التكنولوجيا العالية في نفس السنة بلغتْ أكثر من 150 مليار دولار ! . علماً أن ترتيب سنغافورة من حيث صادرات التكنولوجيا العالية ، هو الخامس عالمياً ، بعد الصين وألمانيا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية ، وهي تسبق اليابان وفرنسا وبريطانيا وهولندا ! .
ـ لا تحزن ياحمكو .. فلدينا في أقليم كردستان ، وارداً جيداً من السياحة .
* أي سياحةٍ يارجُل ؟ وهل تُسّمي بيئتنا الإجتماعية المتخلفة وشوارعنا وطُرقنا البائسة ومنشآتنا الهزيلة ، سياحة ؟! هل تعتبر بضعة آلاف من مواطنينا العراقيين القادمين من الوسط والجنوب في أيام المناسبات ، سياحة ؟ في 2019 مثلاً كان عدد السياح الذاهبين الى سنغافورة من انحاء العالم ، يبلغ 5.5 مليون سائح . وان 950 ألف شخص أجنبي تعالجوا في مستشفيات سنغافورة .
ـ كفاكَ مقارنةً ياحمكو بالله عليك .
* إذن .. تعالَ يارجُل لكي [ نصفُن ] معاً ! .