تعالوا لا نفكر ونترك الغد يأتي كيفما يأتي!!!
سالم أسماعيل
تعالوا نعرف شيئا عن( العمدة)وتعالوا نتخيل العالم بلا (عمدة)وأقصد به أمريكا فتاريخ أمريكا لا يبدأ من حيث يتصور البعض وبأن تطورها حصل من التاريخ الذي يتصورون وإنما تاريخها يبدأ مع التاريخ الأوربي وبالذات البريطاني وما كان الاستقلال ليحصل للولايات التي نشأة لولا إنها سبقت الوطن الأم(انكلترا) في التطور في كافة المجالات ،كانت أكثرية المجتمع الأمريكي في المستعمرات الثلاثة عشر قبل الثورة انكليزيا هاجروا من انكلترا وجلبوا معهم الحضارة الإنكليزية من لغة وقوانين وأنظمة وأدب وثقافة ومؤسسات سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية .لكن هذه المؤسسات الإنكليزية بدأت تتطور وتأخذ قالبا أمريكيا بعد القرن السابع عشر.الملك البريطاني جيمس الأول (1603-1625)ومن جاء بعده طبق سياسة التعسف الديني لذا هاجر عدد من المضطهدين المتزمتين (البيوريتان) إلى ما يسمى اليوم الولايات المتحدة الأمريكية سنة1607 وسكنوا في ولاية فرجينيا في جيمس تاون،في أمريكا وقد التحق بهم آخرون في السنوات التالية وهاجر كذلك من دول أوربية أخرى وحتى من أفريقيا بسبب رخص الأيدي العاملة فيها حيث أمريكا في هذه الفترة (فترة تكوين الولايات)بعكس أوربا كانت تمتلك أراضي زراعية شاسعة مع قلة الأيدي العاملة .لم تكن سياسة التعسف الديني السبب الوحيد للهجرة إلى أمريكا وإنما أضف إليها الاضطهاد السياسي ورغبة الحكومة الإنكليزية إلى التوسع خارج أوربا وكان التجار والمغامرين يؤيدون هذا التوسع بشدة لتأسيس إمبراطورية استعمارية واسعة فيما وراء البحار . وكان المستعمرون الأوائل من المتزمتين المضطهدين دينيا ،أو الطامعين بالثراء بشتى الوسائل وهذا كان غير متاح في إنكلترا في وقته ،أو الفقراء والمعوزين الذين وجدوا في العالم الجديد وسيلة للعيش برفاه أو الذين تركوا البلاد بسبب السياسة والاضطهاد إلى غير رجعة . انتهت حروب الوردتين 1485 وتحطم الأسطول الإسباني في حرب أرمادا 1588 وأصبحت إنكلترا قلعة حصينة في وجه كل تدخل خارجي وأصبح باستطاعتها التوغل والتوسع في العالم الخارجي والسكنى في القارة الجديدة. لقد كان العامل الاقتصادي باعثا مهما للمغامرة وتأسيس المستعمرات فقد وصف المستعمرون الأوائل ولاية فرجينيا في أمريكا بكثرة الذهب ،وإن السكان يجمعون اليواقيت والماسات على سواحل البحر ليزينوا بها ملابس أطفالهم .هذا بالإضافة إلى البطالة المنتشرة في إنكلترا بسبب نظام تسييج الأراضي وتحويلها إلى المراعي وإلغاء الأديرة ومصادرة أملاكها ،مما أجبر هؤلاء العاطلين أن يبحثوا عن وسيلة أخرى للعيش والثراء وكانت أمريكا المكان الموعود.وقد شهدت الرحلة إلى أمريكا حملات فاشلة كاختفاء بعضها في البحار وقد حصلت شركات التجارية الكبرى على وثيقة الامتيازات من التاج البريطاني وهي عبارة عن دستور الشركة ونظامها وأصبحت لاحقا نواة لدساتير الولايات التي استقلت عن بريطانيا فيما بعد.لقد نمت الصناعات الأمريكية لذا ازدادت الرغبة للتحرر الاقتصادي والسياسي من السيطرة الإنكليزية . كل ما كانت تحصل في أوربا في بداية العصور الحديثة من تغيرات وجدت تأثيراتها في أمريكا مثل العهد الإصلاح الديني والثورة السياسية في القرن السابع عشر وكذالك الثورة الفكرية في عصر النهضة والتنور وجدت انعكاساتها في أمريكا في القرن الثامن عشر.لقد ولدت الحروب الأوربية التوسعية والاستعمارية الشعور في المستعمرات الأمريكية بأن آن الأوان للانفصال بعد مدة طويلة من الوصاية والحكم الذاتي. يبدوا إن المصالح المشتركة عهدها قد انتهى بين المستعمرات والوطن الأم التي أصبحت أغنى منه وشعرت بأنها تستطيع الدفاع عن نفسها وخصوصا إنها تتمتع بنوع من الاستقلال الاقتصادي منذ أمد بعيد وكانت النتيجة المنطقية لذالك الاستقلال السياسي وأدركت بأن استقلالهم الاقتصادي في خطر دون تحقيق الاستقلال السياسي. لقد فرض الانكليز ضرائب متعددة على المستعمرات وتحميلها نفقات الحرب والدفاع وتطبيق قوانين التجارة قاسية على المستعمرات وفرض ضريبة السكر والضريبة على الطوابع لاستخدامها في جميع الأمور فوقع عبثها على عاتق الشعب وفرض ضريبة الشاي ,ولأسباب أخرى ولظروف خدمتها سرت المستعمرات البريطانية للتمرد على الوطن الأم وإعلان استقلالها وفي 4 تموز 1776 ،وافق مؤتمر فلادليفيا بإجماع الآراء إعلان الاستقلال الذي كتبه توماس جيفرسن والذي ينص على إن الناس كلهم ،وليس بالضرورة الانكليز ،منحهم خالقهم حقوقا لا يمكن أخذها منهم ، من بينها حق الحياة والحرية ومتابعة الحياة السعيدة المفضلة وكل حكومة تستمد سلطتها من الشعب ورضى الشعب….وأستقبل الشعب إعلان الاستقلال بحرارة. كان لإنكليز رد فعل وبأن الاستقلال عمل خياني والثوار عصاة متمردين وخدمت المستعمرات بأن الحرب أصبحت على نطاق عالمي بعد أن انضمت كل من إسبانيا وهولندة في الحرب بجانب فرنسا والثوار الأمريكيين ودول وقفت على الحياد وبعد معارك أجبر القائد الانكليزي مع سبعة آلاف جندي على الاستسلام في تشرين الأول 1781 وكان الاستسلام نهاية للحرب لان بريطانيا كانت بحاجة إلى جنودها في أماكن أخرى من إمبراطوريتها .وفي سنة 1789 انتخب جورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية .وبرهنت التجربة ناجحة لما اعتزل جورج واشنطن الحكم من تلقاء نفسه سنة 1798 ،بعد أن خدم دورتين في رئاسة الجمهورية دون أن يفرض نفسه دكتاتورا .وخلفه جون آدمز من ولاية مساجوسيت ،في الرئاسة. إن هذه الدولة اليوم تتزعم العالم ،دولة تمسك بعدة ملفات في آن واحد وتتحرك على أكثر من جبهة من جبهات العالم وبعد أن انتهت الحرب الباردة*وجدت نفسها إن كانت تريد ذالك أم لا بأنها القطب الأوحد في العالم ،عالم يسير بلا قيم ومبادئ واضحة وتختلف عن ما كانت سائدة بالأمس ويضرب الإرهاب الأسود كل أركانه بلا رحمة وبلا قواعد معروفة ويكاد العالم من هول ما هو فيه لا يجتمع ويتفق على تحديد تعريف واضح له ومن الدول من تمارس الإرهاب على رعاياها أو على أطياف منها وتصرخ بأنها واقعة تحت أشد أنواع الإرهاب ودول فيها تتسلح لقمع رعاياها ودول إقليمية تتعاون بينها لشن الإرهاب على أطياف داخل أحد دولها ،عالم يعاني من مشاكل سياسية واقتصادية وتربوية ومشاكل في القيم والمبادئ ودول لولا خشيتها من العمدة(أمريكا)لأشعلت معارك ضارية ضد رعاياها وبكل الأسلحة الفتاكة ودول استعملت قوتها لغزو جارتها ولادعت شرعية قتالها انطلاقا من حق تاريخي تستبيح لها أن تستبيح الدول المجاورة لها ولنشأة مرة أخرى إمبراطوريات الشر ولسحقت الجماهير في أكثر الدول بلا هوادة ،تعالوا نتخيل العالم بغياب أمريكا ،تعالوا نتخيل حال العالم كيف يكون لو أمريكا تركت كل الجبهات ورجعت إلى حدودها الدولية ،تعالوا نتخيل سلاطين المنطقة ونتخيل المعارك الإقليمية في أكثر القارات ،(فالبطل)القوي سوف يسحق (البطل)أقل قوة تعالوا نتخيل أشياء وأشياء حال البحار والمحيطات ،حال السماء والأرض،تعالوا نتخيل الفوضى العارمة وسيادة قانون الغاب وحال الأسلحة النووية والأسلحة الأخرى حين تقع بيد دكتاتوريات العالم ،تعالوا نتخيل حال المجاعة والسلب والنهب أكثر مما سائد اليوم تعالوا نتخيل ما يخطر بالبال وما لا يخطر وفي العالم اليوم أكثر من (شيطان)ينتظر الفرصة كي يصدر شره في كل اتجاه دون رحمة تعالوا نتخيل (الخلفاء)الذين ينتظرون التنصيب الرسمي ،بل تعالوا ندعو أوبا للتوحد أكثر لربما تكون خليفة لأمريكا إن تنازلت بطريقة ما عن ممارسة دور(العمدة)أو لنقول بأن( العمدة )تعب نتيجة لكثرة مشاكله الموزعة في العالم أجمع تعالوا نفكر بحال الكرة الأرضية التي فيها من الأسلحة الفتاكة التي لو استخدمت لنسفت العالم ،تعالوا نتخيل العالم وهو يسجل زيادة في السكان ونقص في الغذاء ،تعالوا نتخيل الرؤساء الذين ماكثين في الحكم لأكثر من ثلاث عقود من أين يستمدون شرعيتهم ؟أو تعالوا لا نفكر ونترك الغد يأتي كيفما يأتي!!