تعاني المجتمعات الشرق اوسطية العديد من المشاكل السياسية .. الاقتصادية و الاجتماعية … و من اهم واخطر المشاكل التي انتشرت بشكل واسع في الآونة الأخيرة في المجتمع الشرقي بشكل عام والعراقي بشكل خاصة هي مشكلة الانتحار . فالمجتمع العراقي الذي مر ويمر بظروف صعبة جدا بسبب الحروب الاقليمية والداخلية ادت به الى عدم الاستقرار الاجتماعي و السياسي والامني والاقتصادي … وبسبب هذه الظروف القاسية التي يعيشها المواطن العراقي البسيط وعدم وجود حلول من قبل الحكومة الفاسدة تدهورت وازداد حالات الانتحار خاصة بين جيل الشباب .. وهذا يعتبر مؤشر خطير جدا ، كون الشباب هم شمس المستقبل الذي سيضيئ طريق المجتمع .. فلابد ان تتحرك الحكومة نحو العمل من اجل ايجاد حلول سريعة لإيقاف هذا النزيف المجتمعي . وللأسف الشديد نجد في الآونة الاخيرة ازدياد كبير في حالات الانتحار خصوصا بين ابناء المكون الايزيدي الذين يواجهون ضغوط ومشاكل بسبب ظروفهم الخاصة والعيش في المخيمات وإهمال كبير من قبل المسؤولين . ومن اهم المشاكل التي يعاني منها المجتمع الايزيدي بشكل خاص والمجتمع العراقي بشكل عام هو فقدان الامن وعدم الاستقرار والتقلبات السياسية وضبابية الرؤية المستقبلية والظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها العديد ان لم نقل اغلب العوائل . أضف إلى تلك الهموم والمشاكل هو ان المجتمع الايزيدي لازال يعاني من الصدمة ومن تبعيات الابادة الجماعية للأيزيديين التي حدثت في ٣ اب ٢٠١٤ والتي لاتزال مستمرة ، وكل ذلك له الأثر الكبير على الحالة الذهنية والنفسية للفرد الايزيدي . ومعلوم لدى الجميع هو ان أغلب ابناء المكون الايزيدي لازالوا يعيشون في المخيمات منذ اكثر من سبع سنوات ، ومازالت مناطقهم مدمرة مليئة بالأنقاض ومخلفات الدولة الاسلامية ( د١عش الارهابي ) من مفخخات وعبوات ناسفة وغيرها من الانقاض . كما ان مناطق الايزيديين تعاني من الاهمال فلا توجد حملات تنظيف لتلك المناطق ولا حملة إعادة إعمار وبناء البنية التحتية ولا توفير للخدمات ولا تعويضات للأهالي ولا تسهيل في إجراءات عودتهم إلى اراضيهم . لذلك نجد ان الشباب يعيشون ظروف قاسية وإحباطات نفسية قاسية جدا ويعانون من فقدان الأمل في المستقبل، مما يدفع بشبابنا للإقبال على الانتحار كوسيلة لإنهاء معاناتهم التي يعجزون عن إيجاد حلول نهائية لها . ان الحكومة تقف متفرجا على ما يجري بين صفوف الشباب الايزيديين ولا تحاول ان تعتني في توفير العناية والرعاية الصحية والنفسية لهم وخاصة بعد تعرضهم للإبادة الجماعية كما لا تعمل على تحسين ظروفهم الاقتصادية و توفير الأمان والأعمار في مناطقهم واعادة الحياة لها ، كل هذا يأثر على أقدام الشابات والشباب على الانتحار . وهنا نصل إلى نتيجة حتمية وهي لابد أن تتحرك الجهات الرسمية وبشكل مكثف وسريع لإيقاف هذا النزيف المجتمعي ولعدم خسارة المزيد من الطاقات الشبابية التي سيكون لها الدور الابرز في تقدم عجلة الحياة مستقبلا في المجتمع .