حسن محمد علي
عضو المجلس الرئاسي في مجلس سوريا الديمقراطية
اعتمدت تركيا على تطبيق سياساتها في سورية عن طريق الفصائل الارهابية بحيث دعمتها بدون ان تتدخل مباشرة في سوريا، وارادت فرض هيمنتها على سوريا من خلال هذه الفصائل، وذلك عندما فتحت حدودها أمامهم واستقطبت الارهابيين من جميع ارجاء العالم، ووفرت لهم كافة اساليب الدعم، وهذا ما أكدته تصريحات ماغورك منسق التحالف سابقا، ولكن بعد المقاومة التي ظهرت ضد الفصائل الارهابية والمرتزقة، وهزيمتهم في المعارك على يد قوات سورية الديمقراطية، وخاصة بعد مقاومة كوباني التي كانت بمثابة العد التنازلي لهم وبدأت تحرير كري سبي والمناطق الاخرى المحيطة بها وصولا الى منبج ، لم يكن امام تركيا إلا التدخل بطريقة مباشرة من أجل السيطرة والتحكم بالمناطق، فاحتلت المناطق السورية بدءاً من جرابلس إلى اعزاز والباب وإدلب وعفرين، وبعد الضغط الدولي وضرورة الحل السياسي وخروج القوات المحتلة من سورية وخاصة الردود الفعل الشعبية تجاه تركيا المحتلة كون لها تجارب سابقة في الاحتلال سواء في مرحلة الاحتلال العثماني وفيما بعد سلخ لواء اسكندرون، او في احتلالها للمناطق من دول الجوار مثل قبرص وبلغارية وغيرها، كل هذا يشير الى ان تركيا لها نوايا احتلالية في المنطقة، ولا تحظى بالثقة دوليا واقليميا ومحليا، وحتى تصل الى اهدافها لم يبق أمامها سوى المرتزقة كطريق وحيد لإعادة تنظيمهم من جديد ، واليوم تسعى لاحتلال مناطق جديدة ومن خلال هذا الاحتلال تعطي الشرعية للفصائل الإرهابية وبأسلوب وطريقة جديدتين ، فبعد ان رأت أن الكثير من المناطق مثل ادلب سيكون لها تداعيات سلبية مستقبلا” نتيجة تفاهمات واتفاقيات استانة والتي قاربت على الانتهاء نتيجة عمل اللجنة الدستورية، سارعت هذه المرة الى التدخل في شمال وشرق سورية من اجل تقوية ورقتها في رسم السياسات المستقبلية للمنطقة على حساب الإبادة لشعوب المنطقة، فما قامت بها تركيا من احتلال المنطقة ما بين كري سبي وسري كاني ومحاولتها الامتداد والتوسع في مناطق جديدة كل ذلك تحقيقاً لأهدافها الاولى باحتلال منطقة على امتداد٤٤٤ كلم وعلى عمق ٣٢ كم؛ اي أنها تقوم باحتلال كل منطقة يغلبها المكون الكردي وإجراء التطهير العرقي والتغيير الديمغرافي والتدمير والقتل والنهب وكل ما لا يمت الى الانسان والانسانية بأي بصلة ، ونتيجة الضغط الدولي فقط حصرت سياساتها بالتمركز في هذه المنطقة واعادة عناصر داعش القديمة الى هذه المنطقة ووضعهم على رأس المهام والإدارة في هذه المنطقة –واساليب القتل والاعتقال والذبح خير دليل على الفكر الداعشي -لتجعل من المنطقة مركزاً لداعش باسم جديد وبآليات وأدوات جديدة وبوصاية تركية اردوغانية جديدة وذلك لتقوم بعدة وظائف جديدة واتخاذها كنموذج لتنظيم داعش من جديد في هذه المنطقة وانتشارها والتمدد بها نحو المناطق الاخرى في شمال وشرق سوريا اولا، ومن ثم سوريا عامة كخطوة ثانية، وبهذه الطريقة ومن خلال هؤلاء المرتزقة تحاول ان تهيمن على المنطقة، وتقوم بتشكيل مناطق تابعة لها من جميع الصعد وذلك بعد إجراء التطهير العرقي والتغيير الديمغرافي ، ومن جانب آخر ستقوم من خلال هذه المنطقة بتهديد العالم وإرسال الدواعش الى المناطق الاخرى من العالم والقيام بالعمليات الإرهابية، وتهديد أمنهم وسلامتهم، وستعمل على التدخل في شؤون دول العالم بدءاً من المناطق العربية في الشرق الاوسط ووصولاً الى اوربا وكل دول العالم، فتركية ومن خلال رئيسها مقتنعة بأنها من اجل التحكم والهيمنة الجديدة على العالم لن تجد أفضل من هذه المنظمات الإرهابية لتحقيق اهدافها.
أمام كل هذه السياسات التركية الخطيرة والتي تهدد العالم، يتطلب إعادة تقييم صفوف الجبهة الديمقراطية المحلية والاقليمية والعالمية من جانب القوى الديمقراطية والاحرار في العالم من جهة, ومن جانب القوى والدول المحبة للخير والسلام من جهة ثانية، والعمل على تشكيل جبهة قوية وفق المعطيات الجديدة مثلما تشكلت اثناء مقاومة كوباني ولكن بشكل أوسع، ففي هذه المرة يتطلب ان تتوسع وتتطور الجبهة كون أن الدول (تركيا) تدخلت مباشرة وليست داعش كما كان سابقاً، فيجب تشكيل هذه الجبهة وعلى عدة محاور سياسية مدنية حقوقية ثقافية اقتصادية، وابداء مقاومة شاملة ميدانية على كافة الأصعدة وبهذا الاسلوب سنحول هذا الهجوم الداعشي الجديد الى حملة تحرير نوعية للتخلص من الإرهاب والظلم وتحويلها الى تحقيق للأمن والاستقرار في سورية والمنطقة والعالم والوصول الى تحقيق الأهداف في الحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية .