تدخلات المرجعيات الاجنبية في الشؤون العراقية
مهند الرماحي
يتناول الاعلام والمحللون وبعض ممن يحسبون انهم مثقفون وبعض الببغاوات ان العبادي حصل على دعم وتفويض لم يحصل مسبقا لأي حاكم عراقي فالشعب والمرجعية مع العبادي في اصلاحاته ، ولا اعلم منذ متى كانت المرجعية تتدخل في شؤون الدولة ما قبل 2003 ؟؟ فأنا اذكر ان المرجعية كانت ترفع شعار (فصل الدين عن الدولة) وهذا ما كان يردده المغرر بهم من اتباعه فهل انقلب السيستاني على مبدأه طوال تربعه للمرجعية خلفا للسبزواري ؟ وهذا ما اشار له السيد الصرخي منذ البداية في ذات العام بقوله في بيانه الاول ( حسب ما يعلم الجميع إنَّ مبنى ومنهج السيد السيستاني هو عدم التدخل في السياسة ، فإذا كان ما صدر منه يمثل تغـيير منهجه ومبناه وعدوله إلى المنهج والمبنى الأخلاقي الشرعي الإسلامي الأصيل ، فهذا ما نأمله وهو حسن مع الثبات والاستمرار)
ومن جهة اخرى كلنا يعرف ان المرجعية هي من اصول ايرانية ولا يوجد قانون في الدستور البرايمري ولا حتى منطق العراقيين الاصلاء ان تتدخل المرجعية الاجنبية في شؤون البلاد وهذا معروف في كل العالم فهل يمكن للبابا مثلا التدخل في شؤون ايطاليا علما ان الفاتيكان دويلة على الاراضي الايطالية ؟ فلماذا يتدخل بابا الشيعة في شؤون العراق ؟ فلو عكسنا الامر مثلا بالمرجع الصرخي وجعلناه يقطن مدينة قم فهل يعقل ان يتدخل السيد الصرخي في الشؤون الايرانية ؟؟ بالتأكيد الجواب لم ولن يطرأ على بال احد وهو مستحيل كإستحالة ان يلقي السيستاني محاضرة مسموعة ومرئية على الاشهاد فهذا الامر ضرب من ضروب الوهم والخيال .
ونحن لا ننسى ان الجمعية الوطنية – حسبما يسمونها – عندما كانت بزعامة عبد العزيز الحكيم عرضوا على السيستاني الجنسية العراقية لكنه رفضها وما زال العقلاء يسألون هل هو استنكاف او تقزز من ان يكون السيستاني ذا جنسية عراقية وبالتالي نقول : معه الحق في ان يتدخل في الشؤون السياسية العراقية .
ان التدخلات السافرة من المرجعيات الاجنبية يجعلنا نسأل هل يمكن العكس ان تتدخل المرجعيات العراقية في الشؤون الايرانية والباكستانية والافغانية ؟ واذا وجدت المرجعيات العراقية في العراق فلماذا لا يرجع المراجع الاجانب الى بلدانهم لينوروا اتباعهم بما تعلموه من حوزة النجف ؟ لأن بعضهم لم ولن تجد له وجود في الواقع اي ولا مقلد الا الوجود الاعلامي كبشير الباكستاني والرجل ما زال يحن الى بلده فقبل مدة ذهب لإفتتاح مجمع سكني وقد شكره على ذلك الرئيس الباكستاني فلماذا لا يذهب الى اسلام آباد ويتركنا بحالنا فهل عجبته مآسينا ومعاناتنا ؟ وهل يرقص على جراحاتنا ؟
وسؤال آخر يطرح اذا كان حيدر العبادي فعلا يطبق القانون والاصلاحات فليفسر لنا مسألة اقامات المراجع الاجانب وطلابهم ؟ فهل هي قانونية فعلا ام هي (تغليسة) بإمتياز ؟ ام ان العبادي قد ركن هذه المسألة ليوم يحتاجه كما فعل المالكي مع الطلبة الباكستانيين ؟ ولا يظن احدا ان العبادي يضمر هذه المسألة له بل هي انعطافة لتجديد التغرير بالاغبياء وتظهر لنا تظاهرات من حيث لا نعلم .
وتبقى تدخلات المرجعيات الاجنبية محل اشكال قانوني وعرفي واخلاقي ، واذا كان التدخل من باب الوجوب الشرعي فلماذا لا نسمع تدخلات في سوريا واليمن ولبنان فهذه ايضا دول اسلامية وفيها شيعة فلماذا لم نسمع فتوى جهاد كفائي ضد داعش في سوريا من قبل وغيرها من تدخلات على غرار التدخلات في العراق السليب ؟؟