حين رجعتُ من مشوار رفع ” القاطع ” للمرة الثانية [ لغير العراقيين : ” القاطِع ” يعني المقياس الذي يضعه صاحب المولدة الأهلية التجارية ، ليضبط كَم الكهرباء التي يحق للمواطن إستخدامها ، حسب الأمبيرات التي يدفع ثمنها كل شهر . وكلما ينقطع التيار ، عليك الذهاب الى المُقّسِم في منتصف الزقاق لترفع القاطع ! ] أثر إنقطاع الكهرباء المستمر ، سألني حفيدي البالغ سبعة سنين : جدو .. جدو .. لماذا لا تنقطع الكهرباء عن بيت رشو ؟ .” ورشو هو في عُمر حفيدي تقريباً ويسكن في المنزل الكبير على الناصية ” .
سؤالك منطقي ياصغيري ، سؤالٌ سهل … لكن الإجابة عسيرة ياعزيزي . كهربائهم لاتنقطع ، لأنهم يملكون مُوّلِدة ضخمة على الرصيف يُشّغلها ويديمها فنيون مَهَرة ، توَفِر لعائلة رشو ، كهرباء دائمية يُشغلون بها كل شئ صيفاً وشتاءاً .
قالَ حفيدي مُستاءاً : ولماذا لا نملك نحن مُوَلِدة كالتي عندهم ؟ قُلت : لأنها غالية ونحن لا نملك المال الكافي لشراءها . قالَ مُحتجاً : ولماذا ليسَ عندنا المال ؟
ولكي أهرب من إلحاحه المُزعِج … تظاهرتُ بالنعاس وقلتُ لهُ : سأنام .. أذهب لتلعب مع أخوك ! .
………..
خلال إتصالٍ هاتفي ، سألَني إبني المُغترِب : يا أبي … إذا سنحتْ لي فُرصة ، للعمل في العراق في السنة القادمة ، بماذا تنصحني ؟ برأيك ، هل سيستقر الوضع عندكم ؟
يالهُ من سؤالٍ بسيط ياولدي … ويا لصعوبة الإجابة . كَم أتمنى أن تعود وكَم أخافُ أن تعود . فرغم تشَبُثي بأهداب الأمل في كُل حين ، لكن الوقائع على الأرض تُقّطِع أوصال الأمل ! .
……….
(( .. حسب التخفيضات التي اُقِّرَتْ مؤخَراً ، سوف يتم قطع الضوء الذي كان يظهرُ في آخر النَفَق )) !! .
تخفيضات
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا