تم إنشاء ما تسمى الجمهورية التركية بحدودها الحالية كترتيبات وأولويات جديدة من قبل النظام العالمي المهيمن بعد الحرب العالمية الأولى في أعوام العشرينات من القرن العشرين بعد التغيرات التي عصفت بالعالم حينها ومحاولة النظام العالمي الجديد بناء النظام الإقليمي في المنطقة والشرق المتوسط وذلك عبر الخرائط المرسومة والتقسيمات والاتفاقيات وسياسة فرق_تسد التي خطتها إنكلترا حينها كقوة مركزية للنظام العالمي بالتعاون مع القوة العالمية الاخرى وفق مصالح النظام العالمي وهيمنته على المنطقة والعالم دون المصالح والقيم وثقافة المجتمعات وشعوب المنطقة وميراثها التاريخي من المتعايش والتكامل الديمقراطي.
تعتبر إقامة تركيا كدولة قومية تعتمد على قومية واحدة، تركية فقط من أهم بديات التدخلات الخارجية السلبية في المنطقة كونها تم عبرها استهداف التفاعل المتبادل و التقاليد الديمقراطية والتعايش السلمي المشترك والأخوة التاريخية بين مجتمعات وشعوب المنطقة وخاصة بين شعوب ميزوبوتاميا والأناضول والشعوب العربية. لعمل هذه الدولة كأجهزة و كمؤسسات تابعة ذهنياً وسلوكياً لغير مصالح المنطقة وأهلها ولممارستها الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتغيير الديموغرافي بحق شعوب ومجتمعات التي تم فرض هذه الدولة القومية عليهم وعلى رأسهم الكرد والأرمن والسريان الأشوريين والعرب واليونان والبونتس والروم والجورجيون واللاز وغيرهم وذلك لسعيها لخلق الأمة الدولتية النمطية المتجانسة التركية اللازمة كشرط أساسي لبناء هذه الدولة القومية. وتظهر هنا مجازر الإبادة الجماعية التي تم ارتكابها بحق الأرمن والسريان والروم واليونان والمستمرة بحق الكرد منذ 1925 وحتى اليوم شاهد على بعض من هذه المحاولات لفاشية الدولة القومية التركية وممارساتها الإجرامية.
ومنذ دخول تركيا إلى حلف الشمال الأطلسي الناتو في بداية الخمسينات وصولاً للثمانينات وحتى التسعينات، زادت توظيف تركيا كدولة وجغرافية وجيش وسوق واقتصاد لمصالح الهيمنة العالمية في وجه الأعداء المحتملين أو المنشأين أو المراد أو المحتمل ظهورهم كالاتحاد السوفيتي والإسلام الرديكالي أو السلطوي بشقيّه السني والشيعي القوموي. وهنا أوجد حلف الناتو في ألمانيا ما يسمى بشبكة غلاديو الناتو(الشبكة السرية) للإشراف على تركيا والتحكم بمفاصل الدولة و السلطات والحكومات والشؤون الداخلية التركية عبر ما تم تسميته الأرغنكون أي تابع غلاديو الناتو ويسميه البعض الدولة العميقة في تركيا والعالم حتى تكون الدولة قادرة على الاستمرار في خدمة الهيمنة العالمية.
كان من الأهداف الأساسية في بناء تركيا كدولة قومية استهداف الإسلام كدين وعلم وفقه وطراز للحياة والتفكير والسلوك الإنساني الأخلاقي وميراث مجتمعي وتقليد ثقافي وكذلك العمل لضرب الوحدة الإسلامية لشعوب المنطقة ومحاولة إضعاف قوة المقاومة الأخلاقية والمجتمعية في الإسلام والاستسلام للنهج والفكر الاستشراقي الخارجي الخادم للهيمنة الخارجية، وهنا يمكننا أن نلاحظ بشكل لافت تفاعل وتعامل تركيا مع الإسلام السياسي السلطوي، وحتى أن النظام العالمي عندما فكر في توجية ضربة للمسلمين في المنطقة لإنهاء أو لإضعاف إمكانية العودة والاستفادة من الثقافة الإسلامية الديمقراطية تدخل من البوابة التركية وجلب ما يسمى بحزب العدالة والتنمية وأردوغان إلى الحكم كنموذج إسلامي مرن لخداع وتضليل المسلمين في المنطقة ولإضعاف التوجه الإسلامي الديمقراطي و سد الطريق امام تجديد الخطاب الديني وإحلال الإسلام السياسي السلطوي بتشكيلاته الإرهابية المختلفة و المتفرعة من الإخوان والقاعدة والنصرة وداعش والذئاب الرمادية ومايسمى الجيش الوطني السوري وغيرهم من الأسماء مكان الإسلام الديمقراطي المجتمعي.
وحتى أنه في السنوات العشرة الأخيرة وفي غمار ما تم تسميته ثورات الربيع العربي والتحركات الجماهيرية المحقة تم الدفع بتركيا لتنشيط أدواتها الإسلاموية التخريبية في المنطقة والدول العربية لتحريف مسار التحركات الجماهيرية ومطالبها المحقة في مزيد من الحرية والديمقراطية وتحقيق التنمية والعدالة ومواجهة أزمات البطالة والفقر للفئات الشابة خاصة، وذلك بتحويل التحركات والظروف الاستثنائية تلك وفراغ الأمن والسلطة في بعض الدول إلى شروط وظروف مهيئة لتمكين وإيصال الإسلامويين والليبراليين المتعاونيين معهم إلى سدة الحكم والسلطات في بعض البلدان العربية للتمهيد ولبناء مشروعها الخاص العثمانية الجديدة بعد أن سمح لها النظام العالمي وبالوكالة وبالنيابة عنها في التصرف في بعض ترتيبات المنطقة. لكن تركيا وسلطاتها أصبحت في حالة تضخم سلطوي واستعلاء وديكتاتورية لامثيل لها في المنطقة، حتى ظن أردوغان أنه الخليفة أو السلطان بعد أن تنشط القطيع الإخواني بشكل كبير وبعد أن وصل بعض الأحزاب الإخوانية للسلطة والحكومات والبرلمانات في بعض دول المنطقة.
وهنا كانت المصيبة حيث أن تركيا وفي ظنها أنها ستكون قائدة المنطقة وكبيرة المسلمين والباب العالي الجديد على شعوب المنطقة فذهبت بعيداً في أحلامها ورغباتها وقدراتها وعلاقاتها حتى أن أردوغان أصبح هو المرشد الفعلي العالمي أو السكرتير الرسمي العالمي للإخوان كما ذكره بعض المتخصصين بشؤون الإخوان في السنوان العشرة الأخيرة والأخطر أن أردوغان والإستخبارات التركية اصبحت لهم علاقات وتفاعل كبير مع الدواعش والإخوان المتفرعة من الإخوان أصلاً. وأصبح لداعش سفير في تركيا ينظم العلاقة ويأخذ الأوامر من الأخ الكبير أردوغان والسلطان أو الخليفة الحقيقي القادم حسب زعمهم بعد أبو بكر البغدادي الذي قتل في مناطق الإحتلال التركي وبالقرب من الحدود التركية في محافظة إدلب المحتلة من تركيا والقاعدة(ماتسمى هيئة تحرير الشام أو النصرة) والدواعش المختفين بأسماء أخرى أوجدتها لهم تركيا بهد هزيمتهم في باغوز على يد قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي.
ولو نظرنا لمقاربة السلطات التركية الأردوغانية و البهجلية للقضية الكردية كونها أكبر قضية عالقة في تركيا وإيران وسوريا والعراق وأكبر تحدي للدولة التركية الفاشية التي لاتنام لها جفن حول ذلك، سنجد أن السلوك الممارس من قبل الدولة والسلطة التركية هو نفسه السلوك والمقاربة الداعشية لمجتمعات وشعوب المنطقة بل أن سلوك تركيا تجاوز داعش، فكما أن داعش لايقبل سوى بموت الأخر أو الإستسلام له فإن تركيا والسلطة الأردوغانية لاتقبل سوى بموت الكرد وإنهائهم كمجتمع وشعب ووجود وحتى قتل المستسلم منهم وعدم قبوله بعد تمكنه إذا تم من قوى المقاومة والحرية و الديمقراطية للشعب الكردي وهي في هذه تتجاوز داعش بأشواط كثيرة في القتل والإبادة والتطهير العرقي والتطهير الثقافي المستور.
ولعل هجمات تركيا على مدن باكور كردستان (شمالي كردستان أي جنوب شرق تركيا) في سنوات 2015 و2016 وتخريبها أكثر من 20 مدينة وناحية كردية كما في مدن ومناطق جزيرا ونصيبين وشرناخ وكفر وسور آمد بالإضافة إلى حرقها بالبنزين حوالي 150 شاب في قبو بنايات مدينة جزيرة وإبقاء جثة أمة كردية الأم تايبت أكثر من أسبوع في شارع مدينة جزيرا وعدم السماح بدفها وكذلك مافعلتها في سنوات التسعينات من حرق أكثر من 4000 قرية وقتلها لأكثر من 50 ألف كردي وقتل 17 الف تحت إسم فاعل مجهول في باكور كردستان وما تفعله في عفرين المحتلة منذ 2018 في شمالي سوريا وكذلك ما تمارسه في سري كانيه(راس العين) وكري سبي(تل أبيض) والباب وجرابلس وإدلب وأعزاز و مع ماتفعله من استخدام الكيميائي المحرم دولياً في هجماتها منذ 23 نيسان لأكثر من 6 أشهر حتى اليوم في باشور كردستان(جنوب كردستان أي إقليم كردستان العراق) ضد المدنيين هناك وضد مقاتلي قوات الدفاع الشعبيHPG(الكريلا) الذين يقاومون احتلال تركيا لإقليم كردستان والمنطقة. كل هذه الأعمال تشكل القليل من إجراءات وسلوكيات تركيا الشاهدة على داعشيتها منذ عشرات السنيين ومن الطبيعي أن تكون مع داعش في نفس الصف ضد الإنسانية كلها وضد أهل المنطقة.
كما أن تركيا تتجاوز كل القوانينن الدولية وحتى قوانينها التي وضعتها بيديها و تفرض العزلة والتجريد على المفكر والقائد عبدالله أوجلان المسجون منذ 23 عاماً ولاتسمح بالزيارة لمحامييه وحتى لأهله وكما أن السلطات التركية فرضت عقوبات إنضاطية عليه لممارسته رياضة المشي كما ورد في تقرير المنظمة الأوربية لمناهضة التعذيب. وذلك لمنعه من حقوقه والتواصل مع أهله ورفاقه وشعبه لعدم قبول تركيا وسلطاتها ومن ورائها بأي جهد وعمل للحل الديمقراطي للقضية الكردية حيث يقول أردوغان أنه لايوجد قضية كردية وهناك إرهاب، علماً أن تركيا وسلطته هي التي تمارس الإرهاب في كردستان وتقتل الكرد يومياً في تركيا وسوريا والعراق، وتمنع لغتهم وثقافتهم وتخرب تاريخهم وتحول القضاء على وجودهم كأمة ومجتمع في حين يقاوم الشعب الكردي وبقيادة حزب العمل الكردستاني هذه الإبادة التركية وتقوم قوات الكريلا بوظيفة الحماية الشرعية للشعب الكردي ومواجهة تركيا كدولة احتلال وإبادة للشعب الكردي ولأرضه التاريخية كردستان.
وتحاول تركيا إغلاق حزب الشعوب الديمقراطيHDP وإغلقت تركيا قبله أكثر من 6 أحزاب كانت تدافع عن حقوق الشعب الكردي ودمقرطة تركيا وكما أن تركيا كانت تشكل اكبر سجن دائماً للكرد المسجونيين وزجت برؤساء هذا الحزب ونوابه بالسجن وأعتقلت أكثر من 20 ألف عضو من الحزب وسجنت أكثر من 12 ألف في غضون بعض السنوات الأخيرة مع إقالة السلطات التركية لرؤساء بلديات الحزب وتعيين أوصياء أردوغانيين رغم أن رؤساء البلديات منتخبون أحياناً بأكثر من 80 % من أصوات الناخبيين. وهذا في إطار الحرب الشاملة للدولة والسلطات الأردوغانية على الشعب الكردي و الديمقراطيين.
ولم تتوقف السلوك التركي العدائي عند االكرد واستهداف وجودهم وإبادتهم، وخاصة عندما ساد الصمت الإقليمي والدولي على أفعال تركيا تلك بحق الكرد وعندها زاد حالة العداء والتدخل التركي في شؤون المنطقة وخاصة الدول العربية وبل أن تركيا احتلت مناطق في بعض الدول العربية وسيطرت على مدن وعواصم وأصبح لها نفوذ وتأثير و قواعد ومراكز عسكرية واستخباراتية ويد طويلة في بعض الدول العربية عبر أدواتها الإخوان وبعض الليبراليين المتعاونيين مع الإخوان وكذلك عبر مؤسسات الإغاثة والمساعدات الإنسانية مثل IHH ,TIKA وكذلك المؤسسات الدينية والتجارية التركية حيث أن هذه المنظمات أصبحت تابعة مباشرة للاستخبارات التركية ويدها المخفية في دول المنطقة. حتى أصبح الوجود التركي ومؤسساتها وبعثاتها واحتلالها عامل قلق وتوتر مستمر وتهديد على الدول العربية المحورية والكبيرة بالإضافة إلى أنها مانع للاستحقاقات الوطنية مثل الانتخابات الليبية وعامل تقسيم كما في قبرص وطرح تركيا لحل الدولتين فيها وتقسيم الجزيرة بذلك وعامل تتريك وضم إذا سمحت الظروف كما إجراءاتها المستمرة لتتريك الشمال السوري والعراقي لضمهم لتركيا . وبدون أدنى شك تعمل تركيا ذلك التوسع والتمدد في الدول العربية من منطق مشروعها العثمانية الجديدة ورغبتها في إعادة السيطرة على كل البلدان العربية واحتلالهم كونهم ميراث لأجداد أردوغان العثمانيين حسب اردوغان و زعمه وهلوساته وتضخم السلطوية الفاشية عنده وعند حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية.
ولو نظرنا للسياسة التركية الخارجية وعلاقتها مع أوربا وأمريكا وروسيا وأسيا سنجد أيضاً التوتر والقلق وتجاوز القوانيين الدولية والأعراف بين الدول حيث أن تركيا أصبحت عامل عدم استقرار لأوريا وتهديد لأمنها عبر أذرعها وأزلامها في الاتحاد الأوربي وعبر بعض دول الاتحاد الأوربي ومصالحها الضيقة وعبر توظيف التنظيم العالمي للإخوان وتمدداتها ضمن المنظمات الدولية لتوجيه انتقادات وحروبه بالأشكال المختلفة ضد من يعارضون سياسات وتوجهات أردوغان وكما عبر موجات اللاجئين وتهديد أوربا بها والكل يعلم أن غالبية الأعمال الإرهابية في أوربا وحتى العالم في السنوات الأخيرة يكون الفاعل دائماً له علاقة بتركيا وكأن تركيا كما هي في الحقيقة مركز للإرهاب العالمي وتدريب وتوجيه الإرهابيين حول العالم. بعد أن تعمقت العلاقة بين حزب أردوغان واستخبارات تركيا مع القاعدة وداعش بالإضافة إلى الإخوان.
كما أن رغبة أردوغان في جمع ما تسمى الدول الناطقة بالتركية في أسيا الوسطى وجنوب روسيا ضمن مفهوم الطورانية و محاولة تركيا تدخلها في أفغانستان ورفضها لرؤية روسيا حول شبه جزيرة القرم وعدم تنفيذها للإلتزمات التركية أمام روسيا في مجالات عديدة منها معروفة كما في سوريا وليبيا ومنها مخفية حول الناتو وروسيا وتركيا تجعل روسيا قلقة من السلوك التركي وتكون حذرة وضاغطة أحيانا كثيرة على تركيا وأردوغان حتى لايخرج خارج المتفق عليه ولو في المدى القريب على أقل تقدير.
ولعل مايصدر وصدر من أمريكا وقيادتها حول تركيا في السنتين الأخيرتين من كمية الإنتقادات والعقوبات والتحذيرات بسبب علاقاتها وصفقاتها المشبوه حتى مع التنظيمات الإرهابية وداعش ودعمها وإنشائها لمجاميع إرهابية في شمال سوريا كما ما يسمى الجيش الوطني السوري الإرهابي ذراع تركيا الإنكشاري المرتزق في سوريا وحول العالم. حتى أن أمريكا وعبر بيان رئيسها بايدن المتعلق باستمرار حالة “الطوارئ الوطنية” بشأن التعامل مع سوريا المتعلقة حول الهجوم التركي على مدينتي رأس العين وتل أبيض أن السلوك التركي يقوض الحرب ضد داعش ويهدد حياة المدنيين ويهدد المصالح الأمريكية حول العالم. بقوله “الإجراءات التي اتخذتها الحكومة التركية لشن هجوم عسكري على شمال شرقي سوريا، تقوّض الحملة لهزيمة تنظيم (الدولة الإسلامية) في العراق وسوريا,وأن الأزمة المستمرة لا تزال تعرّض المدنيين للخطر، وتهدد بشكل أكبر السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، كما لا تزال تشكّل تهديدًا غير عادي للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة. ولهذا السبب، يجب أن تستمر حالة الطوارئ الوطنية المعلنة في الأمر التنفيذي (13894) فيما يتعلق بالوضع في سوريا”.
أن التسامح مع السلوك التركي و تجاهله أو التغاضي عنه من قبل المجتمع الدولي هو نتيجة عمل تركيا كوكيل للنظام العالمي المهيمن في المنطقة وعلاقته المتينة مع إسرائيل منذ الدقائق العشرة الأولى لإعلان اسرائيل وحتى اليوم على الرغم من الخطابات والشعارات الفارغة التي يتصدح بها تركيا وأردوغان لخداع الداخل التركي و لتنويم قطيعه الإخواني الإسلاموي في المنطقة، حيث أنه لولا دعم الناتو وإسرائيل لتركيا لما تمكنت تركيا من مواجهة الشعب الكردي وحزب العمال الكردستانيPKK وممارسة الإبادة بحقة منذ حوالي خمسين سنة حتى اليوم. ولولا دعم الناتو وتركيا لإسرائيل لما استمرت إسرائيل في مقارباته الحالية للفلسطينيين، لكن رغم ذلك ،حتى رعاة تركيا الدوليين والإقليميين أصبحوا في حالة قلق متزايد من تركيا وسلوكياتها الممتشددة تجاه الداخل والمحيط وعلاقاتها المتوترة.
وعليه يمكننا القول أن تركيا دولة وسلطة أردوغانية لديها تحديات كبيرة ربما لن تسطيع تركيا مواجهتها على المدى المتوسط والبعيد وذلك بسبب سلوكياتها الدكتاتورية وذهنياتها الأحادية ومنطقها القوموي الفاشي واستمراريتها في إبادة الكرد والتدخل في شؤون المجتمعات والشعوب ودول المنطقة الداخلية، ورغبتها في إخضاع الأخر واحتلال أرضه ونهب خيراته و كذلك نفاقها وخداعها المكشوف عندما تحاول التستر على أفعالها لإعطاء انطباع غير صحيح وإبداء مرونة مصطنعة حتى تمر بعض الأوقات والظروف الغير المساعدة لها.
وتبقى لشعوب المنطقة المتضررين من فاشية الدولة التركية وسلوكياتها الداعشية وتحالفاتها في المجالات المختلفة من الأمنية والعسكرية والسياسية إلى الثقافية والإجتماعية والإعلامية وغيرها، أهمية كبيرة وبل أن هذه التحالفات ورغم عدم إبداء الدولة العربية التفاعل الكافي يجب أن نعول عليه أولاً وأخيراً لردع الاحتلال و التعدي التركي السافر على المنطقة وشعوبها والمساعدة في إنهاء الفاشية التركية كمصلحة لكل مجتمعات وشعوب ودول المنطقة والعالم حيث أن الإرهاب في المنطقة والعالم لن يتوقف مادام هناك دولة مثل تركيا وسلطاتها وبكل إمكانياتها تحت طلب الإرهاب. والخطوة الصحيحة تبدأ من التحالف العربي_الكردي كضمانة لمواجهة العثمانية الجديدة في سوريا والعراق أولاً وثم بين العرب والكرد في كل الدول والمنطقة ممتداً إلى تحالف إقليمي ودولي لمواجهة الفاشية والسلوك الداعش التركي كما هو التحالف الدولي لمواجهة داعش وكما حدث تحالف دولي لمواجهة ألمانيا النازية.