تاجر الكلام
كتابة عمار محمد اغضيب
بضاعة جديدة للبيع
حديثة الصنع وذات سعر زهيد
يرغبها الكل حتى الرضيع
فيالرونقها من بضاعة
كنظارة زهر فصل الربيع
قد صنعتها بيدي هاتين
واتعبت فيها المقلتين
وبذلت فيها وقتي الذي أخذ يضيع
أخذ ينادي ببضاعته
ولشرائها توسل الجميع
وما من زبون يقدر مايحمله
الكل يمشي عنه بخطى سريع
وهو على حاله يلهث
وينظر إلى الشمس التي شارفت المغيب
سينقضي النهار
ولصياحه ببضاعته ما من مجيب
وإذا برجل دنا منه بهدوء عجيب
تعلوا وجهه ابتسامة مشفق أو حبيب
كان يناظره من بعيد
ويراقب لهفته لبيع اغلى مايملك
بضاعة رفض الجميع شراءها
يراقبه عن بعد
وكأنه قريب
وأخذ ينصحه اشفاقا عليه
في وقت الكل فيه
للنصيحة ليس رغيبا
مثلك لا يجيد التجارة
اخترت وقتا فيه قربت الشمس الاختفاء
وأشرف نهارك على الانقضاء
واخترت لتجارتك بضاعة غالية الثمن
لأناس زهداء بخلاء
واخترت اسلوبا في البيع لا يرغبه المبتضعون
فإن رغبت إن تنجح في هذا الزمن الملعون
فطأطا راسك للقوم حتى تهون
شكرا لك يا اخي
يبدوا عليك انك من الرحماء
انا بتجارتي لا ابغى الثراء أو الرخاء
ويكفيني من الزبائن بعض الأقرباء أو الأصدقاء
حتى وان اقتصر الأمر لقليل من الجلساء
وإن اقتضى اكثر
فاكتفي بنفسي فقط
ابيعها اجمل بضاعة حلمت ان اقتنيها يوما
واخترت في هذه السوق البقاء
انها تجارة مربحة من دون أن يردك منها عطاء
وسأبقى مرفوع الرأس
واعيش كيفما اشاء
فإن جاء مبتاعون لبضاعتي
فهذه نعمة نحمد عليها رب السماء
وإن لم ياتوا
فيكفيني من الربح
اني كنت لتجارتي من الاوفياء