بَيَاضٌ في سَواد ..
…………………..
العشقُ يأخذُ بأيدي العاشقينَ إلىٰ مشارفِ دائرةِ الجَذْبِ تذوبُ أرواحُهم شوقاً للقاءٍ لتختبِئَ بأَحضانِ النجوى يتعطشونَ لأَثَرةٍ من ترابٍ تحررَ من قبضةِ رميسِ الرمادِ مختوم بخاتمِ قدسٍ لا يقبل المساومةَ ودمٍ مسفوحٍ علىٰ ناصيةِ المحالِ فوقَ مذبحِ العقيدةِ لم يمر عبرَ بواباتِ الجحيمِ لكنّهُ يدعكُ الحصى فيشعّ في الفضاءآتِ المسافرةِ في تخومِ الزمنِ يشتعلُ ليلهبَ ما تناثرَ في سِفْرِ الخروجِ تأبىٰ نواميسُهم إلاَّ اقتفاء آثارِ السبطِ الآخذِ بأطرافِ الثريّا ، طقوسٌ موحشةٌ وبروجُ ريحٍ قدريّةٍ مثقلةٍ بالأضاحي يستفزها مطرٌ أحمرُ يهطلُ فيبرئ الجرحَ الغائرَ في بطنِ صخورِ الثلجِ البريّةِ يتعرّى الصبحُ ويتوارى الليلُ خلفَ الجدرانِ المفقودةِ فيشجّ وجوهاً جلّلها النقابُ قدْ أوقدتْ شمعةً وسطَ ضبابٍ كثيفٍ يحرقُهم علىٰ الدوامِ يشقّونَ بها أورامَ الجمودِ بمشارطَ من دمعٍ وحجرٍ قبلَ أنْ يمسّ النصلُ طوقَ العنقِ تتناثرُ أوراقُهم فتزهرُ أشواكُهم ورداً مدادهُ من نجيعٍ ودواة .
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ