بين المواطنة وعقلية الاستعمار الاستيطاني
سربست بامرني
يمر العراق بواحدة من أكثر الفترات المظلمة في تأريخه الحديث التكوين والسبب الرئيس هو الغاء الهوية الوطنية الجامعة لصالح التوجه الاستعماري الاستيطاني وعدم الإقرار الحقيقي والعملي بحقوق الاخر المختلف قوميا وثقافيا ولغويا….. الخ، وما حملات الإبادة الجماعية والانفال والتعريب والتهجير وتغيير الواقع القومي في كوردستان الا الوجه الكريه والمتخلف والعنصري للاستعمار الاستيطاني الفاشل.
لقد اثبتت احداث قرن من الزمان الفشل الكارثي المكلف للمحاولات العنصرية الرامية لإلغاء وجود شعب كوردستان وصهره في بوتقة عنصرية لا إنسانية متخلفة.
ما سبق يضع المكونين العربيين السني والشيعي (إذا كانا فعلا يريدون بناء عراق جديد ودولة المواطنة والمساواة والعدالة) امام ضرورة إعادة نظر شاملة وجدية في مواقفهما التي لم تثمر الا عن المزيد من تجذر الكراهية والعداء القومي والتباعد والاحتراب ……الخ
في الظروف الحالية التي يمر بها البلد ومع السيطرة الإقليمية على اغلب مفاصل البلاد وعلى القرار المركزي وفقدان السيادة الوطنية عمليا، فان الحل الوحيد الممكن لإعادة الحياة للعراق الذي يعيش في غرفة العناية المركزة للمصالح الدولية ويفتقد لأبسط مقومات الدولة، يكمن في وحدة وطنية حقيقية، وهذه الوحدة غير ممكنة ولا يقوم لها قائم ما لم يضمن المكونين العربيين حقوق شعب كوردستان على كامل ارضه….. على سبيل المثال لا الحصر هل يعرف المواطنون اليوم بكوردستانية مندلي وبدره وجاسان التي تعرضت لهجمات التغيير القومي العنصرية!!!!!!ناهيك عن المناطق المسماة بالمتنازع عليها وقلبها كركوك حيث تمنع السلطات حاليا استعمال اللغة الكوردية في المؤسسات الاتحادية ضاربة الدستور عرض الحائط !!!!
غني عن البيان بدون مشاركة شعب كوردستان واحساسه بالانتماء الوطني القائم على احترام حقوقه وارادته الحرة فان أي حديث عن دولة العراق والسيادة الوطنية يبقى حديث خرافة، فهل يعيد المكونين العربيين السني والشيعي النظر في مواقفهما العقيمة حتى الان ولم تنتج غير الكراهية والتباعد وعراق في مهب الريح.
من المؤكد ان لم يتم وضع حد نهائي لهذه السياسات العنصرية والطائفية التي تمزق البلد فان شعب كوردستان سيلجأ (عاجلا ام اجلا) لكل الأساليب النضالية والقانونية التي تضمن حقوقه بما فيها نتائج الاستفتاء الوطني 2017.