مُصابٌ بالحَوَل مَنْ لا يرى الأسباب ” الطبقية ” كأحد المُحّرِكات الرئيسية للمظاهرات العارمة التي جرتْ مُؤخَراً في العديد من مناطق السليمانية . فأكادُ أجزم بأنهُ لم يتواجِد أي غَني أو صاحب شركة ثرية أو إقطاعي أو أبناءهم ، في هذه المظاهرات ، بل أن كلهم من الموظفين المفلسين الذين لم يستلموا راتباً منذ شهرَين ، والشباب العاطلين عن العمل لعدم توفُر أية فُرَص ، والمتقاعدين الذين أصبحوا ” على الرنگات ” ، والآباء والأمهات الذين فقدوا الأمل بأي مُستقبل لأبناءهم .
في الوقت الذي يرى فيهِ هؤلاء المسحوقين المُهمَشين ، بأعينهم ، ويسمعون بآذانهم ، يومياً ، أخبار البذخ الذي يعيش فيه الحُكام وعوائلهم وبطاناتهم الطفيلية ، والتبذير المُفرِط الذي يمارسونه بأموالٍ لم يتعبوا في جَنْيِها … نعم أيها السادة ، لطالما حّذَرْنا من إنفجار المحرومين [ الذين لن يخسروا شيئاً غير أغلالهم وبُؤسِهم ] .
في الوقت الذي يغلي فيه الشارع في أنحاء عديدة من أقليم كردستان العراق ، ويُعقَد فيه إجتماع بين الأحزاب الحاكمة الرئيسية الديمقراطي والإتحاد والتغيير في أربيل ، من أجل البحث في تداعيات ما يجري في السليمانية ومخاوف إمتداد ذلك الى مناطق أخرى ، وكذلك إيجاد مخارج لمشكلة الرواتب وأيضاً الإتفاق على إنتهاج سياسة موحَدة في بغداد بُغية توقيع إتفاق نهائي حول موازنة 2021 وحصة الأقليم منها وتنفيذ شروط بغداد ..
في هذا الوقت بالذات … قام القنصل العام الأمريكي في أقليم كردستان العراق بزيارة محافظة دهوك وإستقبله محافِظ دهوك ، حيث قاما سوياً بإفتتاح مطعم BURGER KING … علماً ان الشركة الأم العملاقة لاتعطي إمتيازاً لإفتتاح فروع ، إلا في المُدن المتقدمة والمتطورة . ” لا أدري هل ان القنصل جاءَ من أربيل الى دهوك بالسيارة وإكتشف ان بعض أجزاء الطريق لا تزال رّثة وبائسة للغاية ؟ ” .
لقطةٌ مُضحِكة مُبكِية في نفس الوقت : شبابٌ ثائِر يُطالِب بأبسط حقوقه الضائِعة ، شبابٌ يُسارِع نحو ساحات الإحتجاج مُقاوِماً الغازات المُسيلة للدموع والهراوات ، من ناحية . وشبابٌ يتزاحم على الحصول على بيركر كنك بالنكهة الأمريكية المُميزة !! .
– بيرگر كنگ – في أقليم كردستان
اترك تعليقا