ميشال سعادة
كتفُ شُبَّاكنا أتْعَبَها حَوْضُ
النَّرجِسِ
شَجَرةُ التُّوتِ
تُورقُ من سنين
تَتَعَرَّى
لا خَفَرٌ ولا حَياءٌ
تَمُدُّ يدها الى بيتِنا
تَستَعِيدُ من سَقفِهِ خَشبًا
أيبسَهُ جَدِّي
يَقِينَا بَردَ كانونَ
و” شَوَبَ ” آبِ اللهَّاب !
جَدِّي
مرَّغَ يَدَيْهِ بالتُّرابِ
يعرفُ جَدِّي
كيفَ تُؤكلُ كَتِفُ الحياة ..
شَجَرةُ التُّوتِ صَلْبَةٌ
عَنِيدَةٌ
قطَّعَ وَالدي شَرَايينَ أغْصَانِها
طَعَامًا لِفَاكِهَةِ الشِّتاءِ ..
دُودَةُ الحَريرِ عَاتِبَةٌ
عَلَينَا تَنْسُجُ
ثَوبَ الإنتظارِ
حِكَايَةُ التُّوتِ والنَّرجسِ
مَحْفُورَةٌ في غِشَاءِ قَلبِي
جَدِّي
وَالدي
أُمِّي
قِصَّةٌ تَطُولُ .. تَطُولْ
شَجَرةُ الدِّفلَى أعْطَيْتُها
مِن يَديَّ
قَلْبِي وَرِئَتَيَّ
عُرُوقُها مِدادُ عُرُوقِي
لَونُها ابتسامَةُ جَدِّي
دُخَانُها
رَمَادُ النَّرجسِ المُتَّكىءِ
عَلى حَنَايَا شُبَّاكِنا ..
نُسافرُ جميعًا
تُسافِرُ البُيُوتُ القَدِيمَهْ
تُهاجرُ البُيُوتُ الجَدِيدَهْ
تَتُوهُ في سَفَرِها القصيدَهْ ..
أُكْتُبْ –
نُهَاجِرُ ..
تَغفُو البُيُوتُ على سَريرِ الحَنين ِ تُصارعُ شمسُ شَرقِنا
أحوالَ الفضاءِ
حَوضُ النَّرجسِ هيفانُ
شَجرةُ التُّوتِ
لا زالتْ صَلبةً
وعَنيدَهْ
دُودَةُ الحَريرِ
ألرَّفضُ والوَعْدُ
سَقْفُ بيتِنا من خَشَبْ
أرضُ بيتِنا من تُرابٍ
فِراشُنا
خُلاصَةُ ما تَبَقَّى مِنَ القَمحِ
والوِسَادةُ رِيشُ العَصَافِيرِ !
مَدْخَلُ بَيتِنَا عَرِيشَةٌ
رُكنٌ يُرَحِّبُ –
أهلًا وسهلًا !
يَستَبقِيكَ هذا الرُّكنُ ثلاثَةَ
أيَّامٍ ..
زَمَنُ الأَرْضِ
زَمَنُ التُّرابِ
زَمَنُ الوَحْلِ المَوصُولِ بِلُقمَةِ الخُبزِ
بِعَرَقِ الجَبين ِ
بالعَافِيهْ !
جَدِّي جَدَّتِي وَالديَّ
تَعِبُوا
ما زلتُ أنا أجْمَعُ أنا ..
أجملُ الشعرِ أنا
أنايَ تُزهرُ ولا تُزْهِرُ
عِشْقُ العَاشِقِينَ
أنا ..
أنتِ..
أُكتُبي –
شُبَّاكٌ من النّرجسِ مَفْتُوحٌ
على المَدَى
والعِطرُ فَوَّاحٌ يموتُ
ويحيَا على أجنحةِ الصَّدَى
أنْتِ _
هَلْ تَعُودِينْ ؟