سوزان ابراهيم
– 1 –
الوقتُ محتجزٌ في قصر الحاكم يتثاءب,
الحاكمُ علّقَ الوقتَ من أذنيه على عمود النور,
عمودُ النورِ يتوسطُ حرّاسَهُ الأشداء,
الحراسُ يلمّعونَ لمبات عمود النور السحرية ,
سرُّ السحر في اللمباتِ أنّها استفزازية.. واصطفائية,
صباحَ أمسٍ صفعتْ ابتسامةَ طفلةٍ
وعبستْ بوجهِ يديها المشحونة توقاً بالدمى,
الدمى كثيرةٌ.. في البلد,
البلدُ حازَ مؤخراً جائزة نوبل لأفضلِ اختراع:
تحويلُ السكانِ إلى روبوتات بأقل ميزانية!
الميزانيةُ الأقل..
بقيت سراً مكتوماً كما يُعتَقَد حتى اليوم!!!
– 2 –
يعاني اشتعالنا الآن نقصاً في خضاب التوازن
والتوازنُ يبدو اليوم ملحّاً..
طبخةُ الحرية ما زالت على النار.. ويُظنُّ أن ملحها قليل!
بعضهم يقول: لابد من السرعة
السرعةُ حدّدتها قوانين البلد:
يجبُ ألا تتجاوزَ السرعةَ القصوى لخطوةِ الحاكم
على طرقاتِ الوطن الجميل.
الوطنُ الجميلُ؟!
ثمة معرض لصوره في متاحف العالم
ريثما تتم عملية التحويل الكامل للشعب.
– 3 –
طبعاً.. أنا لم أكتب هذه الترهات:
فلتسقط السرعة, وعمود النور, ودمية الطفلة, والملح, والشحنات السالبة والموجبة, والتيار الكهربائي…
لكنني سمعت مؤخراً أن الشعبَ يتوقُ لوجبة حريةٍ دسمة!
خبر عاجل:
“وجّهت السلطات المحلية بتوزيع شحنةٍ كبيرةٍ من وجبات الحرية المجمدة سريعة التحضير”
قالت السلطات المحلية:
فقط ضعها في (مكروويف) الحاكم
قال الشعب:
فقط ضعها في أفران الشوارع!