وليد العبيدي
وشعارها لاتستحي واصنع ماتشاء
بلد غريب الاطوار…شاذ في الافكار
الممنوع فيها سنة بلا قيد اوشرط بامر الازل البعيد ..من غير تحديد…..فالمباح للملك حرام للناس بلا نقاش……
في هذه البلاد عقلاءها بلهاء صم لايسمعون..خرسان لا يعظون..ورجاله المشهورون بعلمهم وشرعهم جهّال…وساسته الصامدون بوجه الشعب مجرد لعبة طفل تحركها اصابع اقليمية..الالقاب كثيرة …والانواط اكثر ….متداولة بين فئات قليله….وفوق كل هذا يحدثوك بالمؤامرة الخارجية…
يراس القوم جياع حطموا كل قوانين السماء…..زيفوا صورة شرع الله…حكموا الاقوام باسم الله …وسرقوا باسم الله …وصار احرارهم عبيداً باسم الله ….الشرف عيب ..والكرامة خوف …والحياء مصيبة…
طرقاتها غبيه….قد داس الزمان على ظهرها ..فجعلها لا تميز بين عدوا وصديق …فكل من امتلك اقدام مشى عليها…بهيبة وسطوة واستبداد….
امطارها التي انقطعت مشهورة بعماها لاتميّز بين ارضها وارض عدوها ….فتروي حقول عدوها اكثر من صديقها….وتمنع دوابها من شرب غيثها….تكّسر جناح الطير …وتُمّسح راس الصقر …وتتملق للنسر…..هكذا اصبحت سحابته.
مواشيها تمزقها الكلاب والذئاب…كانها ليست مواشيها…ولاتنظر اليها بطرفة عين …مع العلم انها تملك جيشا عرمرم ومشاجبها ما اكدس السلاح فيها….
سجونها غريبة ….ما ان تفتح ابوابها حتى يسارع المساجين الى غلقها ….يكون سجين افضل من ان يتيه مشردا فيه .سجونها كثيرة لايخرج منها اثنين الاويدخل فيها عشرا…..محكوميهم لايقبلون بقانون عفوا..او تقليص مدة محكومية..
.لم يخرجون .؟؟؟.فداخله افضل من شوارع البلد….
نسائها لاترى من روعتها سوى لقطات مشوبة بخجل ليلة العرس … فتفرح الفرحة الابدية … ما ان تزوجت تحولت الى رجل من قسوته(البلد) فعليها مصائب الدهر تجري اكثرمن بعلها…
تعليمها فوضى …واهدافه ضياع ….فالكل في الشوارع يبتاعون الحزن ويبيعون الالم…لاتصدقهم فقلوبهم مقطّرة بالفقر والم الكرامة المفقوده….
شرطيها امير ….يقود كل البلد بقوة السلاح …ولايهمه منصب المهم انه يمتلك مسدسا ينطق قبل لسانه على عامة الشعب بلا استثناء……فهو شرطي باسم الشعب لقتل الشعب…
مدراءها…شئ كبير….يدعون اصدقائهم الواصلين ان يطروا عليهم امام وزيرهم اكثر مما يسيرون خطاً على وجه الارض..وان شاهد الوزير يستغفره قبل الله …..فيقول ان الله لايعذبهم وانت فيهم………(حسبنا الله)
مستشفياتها معلولة ……الخارج منها مريض والداخل فيها لايفهم السبب فقط….يتذكر مركز صحي قديم .كان يعالج الفقراء…..
فلا دواء فيها ….ولاعناية تذكر…فقط رده الطواري ….بخبرة المعالج البسيط…..
موظفيها خارج البلد اكثر ايام السنة…..والغاية التدريب…..الم اقل لكم انه بلد عجيب…وغريب…..
غذاءها حزن والم وفراق…وبقايا فتات خبز من عرق الجبين …تأكل منه الحامل والمرضع لتشبع الجنين….من هذا السنبل …الاصفر…فلاشئ سواه متوفر امام الجميع…
تجارتها منهوبه…وتجارها جياع…من كثرة النكبات والعاديات بين فترة واخرى……وان جرى حكم القدر بصفقة مرموقة ..فارباحها بيد المرابين….وسراق البلد…
شهاداتها مزورة ….ومقاعدهم كريمة مطهرة …تتداول فيما بينهم ..فهي مخصوصة للتزوير ….
ترابها سخي …ينبت فيه الشوك والورد…. والشوك اْلتهم الورد ……..والفراشات غادرته الى غير رجعة ……..وطرد الحيوانات ….فهدّم جحورها ….وقتل من اْلتهم منه شئ منها فهو عشب سام…
كتبها الموقرة …يطالعها الجاهل فيزداد جهلا ….ويطالعها المثقف….فتضمر ثقافته….حتى ينسى حروف الكتابه…
اجدادها ورثوهم جثث بلا قبور ويجب عليهم الانصات لها والاستماع اليها والاقتياد باوامرها..كالدواب…فالطاعة العمياء واجبة قبل طاعة الباري…
الموت غريب الاطوار والطباع يسلك كل سبيل وراء الهاربين منه بلاهواده…يقطع راس ويمزق جسدا..ويخنق ضيقا …فهو مبدع…
ويهرب ممن يطلبه متوسلا من المنية …….لقلة الارزاق وضيق حكم الحياة فيه….
احلامها كوابيس … الاحلام السعيدة حزمت امتعتها الى بلاد غير هذه البلاد ..وارادت قوما عقلاء …
الناس في هذا البلد …يصرخون ويلعنون .ان تبدلت وسادة الراس فقط…. لايغضب أن ووطئهُ نعال..
الناس في هذا البلد يلهثون الى الهجرة ..فتراه يعرف كل شروطها ودروبها ومن يقوم بها …ومن جهة اخرى يقول لك نحن افضل بلد.
اذا لاتفكر بتركه فأنت سعيد….
من بغداد المسطورة
2012-05-26