بكسرهن التقاليد ونظرة المجتمع.. نساء السليمانية يقتحمن مهناً كانت حكراً على الرجال
صلاح حسن بابان
رغم كُثر الضغوطات النفسية والإجتماعية التي تتعرّض لها يومياً، إلا أن نسرين تحدّت قساوة مهنة سائقة سيارة أجرة “تكسي” التي تحاول نشل ملامحها الإنثوية ومنها شعرها الطويل برفضها الإستسلام والخنوع لها. وهي تستيقظ كل صباح قبل بزوغ الخيوط الأولى للشمس، لتنتقل وتُراوغ بسيارتها التكسي السيارات الأخرى في شوارع السليمانية وتصارع بها الحياة بعزيمة الرجال لتأمين لقمة العيش: “لايختلف وضعي عن حال المصارع في الحلبة”.
طوال ساعات النهار تعمل نسرين محمد، ذات الـ42 عاماً بلا كلل، وفي بعض الأيام تبقى حتى ساعة متأخرة من الليل لتأمين متطلبات عائلتها، فتتجوّل بلا توقف في كل مناطق المدينة وتجوب أحياءها بحثاً عن أي “راكبٍ” يرفع يديه، فعدد من يوقفون سيارات الأجرة يتناقص يوماً بعد آخر نتيجة الأزمة الإقتصادية التي تضرب الإقليم وهو ما يجعل عمل نسرين أكثر صعوبة.
تقول:”كان العمل جيداً قبل عامين، لكن مع الأزمة الاقتصادية عدد من يستخدمون وسائل النقل العامةّ “الباصات” التي تبلغ أجرتها خمسمائة دينار (أقل من 35 سنتاً) يتزايدون مقابل تناقص عدد من يلجؤون الى سيارات الأجرة التي تبلغ أجرتها في المتوسط ثلاثة آلاف دينار (دولاران تقريباً).
تُمارس نسرين هذه المهنة منذ أربع سنواتٍ تقريباً، رغم كونها مهنة خاصة بالرجال، في وقت تزداد حالات لجوء النساء لمهن كانت تعد خاصة بالرجال مع إزدياد الأزمة الإقتصادية في كردستان نتيجة تذبذب أسعار النفط وتعمّق الأزمة السياسية بين بغداد وأربيل والحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، حتى اضطر الإقليم للعمل بنظام إدخار الرواتب بنسب إستقطاع متفاوتة تصل أحياناً إلى 60%، ناهيك عن تأخر صرفها.
تعد نسرين، الفتاة الأولى التي تمتهن مهنة سائق تاكسي، ففي كردستان عموماً لم يسبق ان عملت امرأة في هذا المجال الذي ظل محتكراً للرجال. هي بذلك لم تكسر تقاليد ثقافية مترسخة بل أيضاً شجّعت أخريات على اختراق مهن ظلت ميداناً حصرياً بالرجال.
تُعيل نسرين والديها وتؤمّن لهما تكاليف علاجمها الشهري بهذه المهنة. تقول انها من خلال هذا العمل الشاق “تريد أن تبين أنّ المرأة لاتقلّ شأناً عن الرجل في الواجبات والمسؤوليات الحياتية المتعلقة بالأسرة والمجتمع، ولايوجد أي فرق بين الاثنين لو توفرّت الحرية وتقبّل الآخر”.
لكنها تشكو صعوبة هذا الأمر لاسيما وأنّ أغلب زبائنها هم من الرجال: “بدأ محيطي العائلي يتقبّل عملي ومهنتي بعد أن رفضها في البداية”.
تحديات على أكثر من صعيد
الإنفتاح الّذي تميّزت به السليمانية على مختلف الأصعدة والمجالات وخصوصاً في ما يتعلق بدعم المرأة ومساندتها للنهوض بواقعها المتردّي مع إزدياد حالات العنف والقتل ضد النساء في كردستان سنوياً، وهي تمنحها حرية أوسع من المناطق الأخرى ساعدت النساء فيها لإمتهان عدّة مهن وإن كانت خاصة بالرجال.
هذا ما تؤكده نسرين قائلة: “كان الأمر سيختلف لو كنتُ في محافظة أخرى، بيئة السليمانية ساعدتني كثيراً للإنخراط بهذه المهنة، دون خوفٍ أو تردّد، صار الكل يحترمني ويقدّرني رغم المصاعب اليومية التي تواجهني” في الإشارة منها إلى ما تتعرّض له من مضايقات مستمرة في الشارع عبر أبواق السيارات.
تنتقد نسرين غياب الدعم الحكومي للمرأة الكردية في سوق العمل، وتؤكد ضرورة ان تقوم الجهات المعنية بدعمهن من أجل إظهار مواهبهن بمشاريع مختلفة: “الكثير من النساء يرغبن بالعمل والإنخراط بمهن مختلفة لدعم أزواجهن في تأمين لقمة العيش بعد أن أصبحت صعبة للغاية مع تراجع فرص العمل والأزمة المالية التي تنخر العوائل بإستمرار، لكن العائق المالي يقفُ دائماً في طريقهن، ويسدّ الأبواب بوجههن”.
تواجه الفتيات والنساء العاملات في قطاعات العمل تحدّيات جمّة على المستويين الشخصي والعام، ففي ظلّ تدني المستوى المعيشي والتلكؤ الإقتصادي العام وغياب التشريعات الخاصة بحمايتها، قد تواجه المرأة صعوبة في الحصول على فرص عمل تلائمها وتحمي كرامتها فتلجأ الى الى إمتهان بعض الأعمال الخاصة بالرجال والتي لاتتناسب مع وضعها البنيوي والجسدي.
الأزمة أعطت قوة للمرأة
يعدُّ البعض هذه المهن غير لائقة ومُهينة للمرأة، ويرون انّ مهن السياقة والعمل في الأسواق العامّة والمقاهي والمطاعم وورش تبديل زيوت السيارات أو النوادي الليلية، مهن لاتناسب النساء، وقد يتعرضنّ فيها الى الإهانة والاستغلال والتحرش وحتى الضرب والترهيب، لتكون حينها أمام خيارات صعبة، منها أمّا السكوت من أجل البقاء بالعمل أو تركه والبحث عن البديل الذي يكون صعباً للغاية أحياناً بوجود هذه العوائق أو اللجوء الى خيارات بديلة ومعروفة، ولكن في النهاية لابد أن تدفع المرأة الضريبة.
ترى الناشطة النسوية هانا شواني إن الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية والأزمة الإقتصادية التي تزامنت معها في عام 2014 غيّرتا الكثير من مفاهيم المعادلات التقليدية في المجتمع الكردي المعروف بخلفيته الإقطاعية الزراعية: “لكن الأزمتين غيّرت الكثير من المعادلات في مجتمعنا، أهمها تغيير وجهة النظر عن المرأة وجعلها كمصدرٍ للإقتصاد وتأمين لقمة العيش وليس كوسيلة فقط”.
إضطرت بعض النسوة لاسيما زوجات عناصر الأمن والعسكر مثل البيشمركة والعاملين في الدفاع إلى اللجوء للعمل بمهن مختلفة بعد الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية التي خلقت الكثير من الأزمات الإجتماعية والسياسية للمجتمع الكردي، لكن شواني تُشيد بإمكانيات المرأة في إدارة الأزمات والسيطرة عليها أكثر من الرجل: “التأريخ يثبت لنا أن النساء أكثر مهارةً من الرجال في السيطرة على الأزمات ومنع خروجها عن السيطرة، ويمكن ملاحظة ذلك بالنظر إلى حال البلدان التي تقودها النساء”.
تثمّن الناشطة النسوية تضحيات المرأة لمساعدة أزواجهن وعوائلهن في تأمين لقمة العيش وإن كان ذلك يكون عبر الإنخراط في مهن صعبة وقاسية كما الحال مع نسرين وغيرها.
مكتب لسياقة “اللوريات“
إلى حدٍ كبير، تختلف حال شلير غريب وهي في العقد الرابع من عمرها عن حال نسرين، فبالرغم من مهنتها الشّاقة بتدريبها الرجال على سياقة سيارات الحمل الكبيرة “اللوريات” من خلال مكتبها الخاص بتعليم السياقة، مازالت تحتفظ بملامح أنوثتها ولا تبخل في الإهتمام بنفسها كما تفعل أغلب النساء، متكئتةً في ذلك على روحها المتحدية التي تتجاهل ما يعكّر مزاجها أو يحبط طموحها. لكنها تجتمع مع نسرين في نقطةٍ مشتركة وهي إعالة العائلة بتأمين لقمة العيش بهذه الظروف الإقتصادية الصعبة لاسيما وهي متزوجة ولها من الأبناء ثلاثة.
هذه المهنة الصعبة، أبعدت شلير عن الكثير من هواياتها اليومية التي كانت معتادة عليها قبل الأزمة الإقتصادية: “المطالعة اليومية والسفر والسياحة، أبرز ما خسرته بسبب الإنشغال بالعمل” تقول ذلك وهي توعز أحد الرجال المتدربين لديها داخل سيارتها “اللوري” على الإستدارة والعودة مجدّداً للتعلم كيفية التوقف في الطرقات الخارجية العامة بعد مخالفته للضوابط والشروط الواجبة حيال ذلك.
تتشابه معاناة شلير التي تقضي يومها في العمل من الساعة السابعة صباحاً وحتى أوقاتٍ متأخرة من الليل، وتعمل أحياناً حتى في أيام الإستراحة مثل الجمعة، مع نسرين بنسبةٍ كبيرة في مواجهتها المصاعب الإجتماعية وعدم تقبّل محيطها لهذه المهنة الذكورية التي ترى فيها من القسوة والصعوبة بما لايتلائم مع وضع المرأة.
وتتساءل: “ما الغريب ان مارست المرأة مهنةً كانت محتكرة للرجال في السابق، ونحن نعيشُ مع التطور الحاصل في العالم يوم بعد آخر”، لتشدّد على ما أكدّته نسرين حول أهمية العزيمة والإرادة لإجتياز هذه التحدّيات والعراقيل الإجتماعية.
وضعت هذه المهنة شلير في زاوية حرجة جداً، لها سلبياتها وإيجابياتها ومصاعبها، منها تلقيها تعليقات سلبية أثناء ممارسة عملها الذي يكون دائماً التدريب والتنقل في الشوارع، وهو يكادُ أن يكون يومياً، لكنّها تصرّ في كلّ مرة على تجاهلها، وعدم السماح لها بإختراق إراداتها وما تصبو إليه.
إلا أنها ترى في الواجبات والمسؤوليات العائلية، وما يتعلق بحقوق الأطفال والزوج، النقطة الأكثر صعوبةً بالنسبة لها، وتتحدث عن ذلك أكثر وتحذر من إنعكاسات ذلك على حياة العائلة ومستقبلها: “على المرأة أن تعرف جيداً كيف توازن بين مهامها الزوجية والعائلية مع العمل”.
تؤمن تلك المهنة دخلاً مناسباً لشلير، حيث حدّدت الجهات الحكومية في محافظة السليمانية 16 ألفاً (11 دولار) تقريباً لكل درس يتلقاها المتدرّب على السياقة بالنسبة للدروس العملية التي يجب أن لاتقل عن 12 درساً، في حين تكون أجور الدروس النظرية 75 ألفاً (52 دولاراً) تقريباً بالنسبة للسيارات الكبيرة، واما السيارات الصغيرة تكون أجور التدريب العملي فيها لكل درس بـ13 ألفاً (9 دولارات) تقريباً، و50 ألفاً (35 دولاراً) تقريباً للنظري، لكن الإقبال بدأ بالتراجع تدريجياً في السنوات الاخيرة كما تقول شلير بسبب الأزمة الإقتصادية.
لا ترى شلير التي تُعتبر أوّل امرأة على مستوى العراق وكردستان تحصل على إجازة عمل بإفتتاحها مكتباً لتعليم السياقة على السيارات الكبيرة أي إختلافٍ بين الرجل والمرأة في تحمّل الواجبات والإلتزامات العائلية، والإثنان متساويان في الأمر، لكن الحالة بحاجة إلى تقبّل الآخر من أجل مصلحة العائلة، شرط أن لا يمسّ كرامة الإنسان، وتؤكد إفتخارها وإعتزازها بجميع النسوة اللاتي يُضيحين من أجل عوائلهن.
الارادة تصنع التحولات
يؤيد الباحث الإجتماعي فريق حمه غريب ما ذهبت إلى نسرين وشلير إلى أهمية الإعتماد على العزيمة والإرادة في مواجهة التحديات الإجتماعية التي يكون غالباً أساسها الرجل في تقبّل المهن التي تلجأ إليها النساء والتي كانت خاصة بالرجال في السابق.
يؤكد غريب إلى ضرورة أن تثقّف وسائل الإعلام وتزيد من توعية الرجال على تقبّل النساء في مهن مختلفة وعدم النظر إليهن بدرجة أدنى في حال لجأت بعضهن إلى مهنٍ لاتتلائم مع وضعها الجسماني والإجتماعي: “من أساسيات بناء مجتمع مدني أن نتقبّل المرأة العاملة وإن كانت مهنتها غير مقبولة إجتماعياً مثل سائقة تكسي أو عاملة في أماكن عامة، لطالما لايمسّ الأمر كرامتها”.
ووفقاً لبيانات الجھاز المركزي للإحصاء في وزارة التخطيط العراقية لسنة 2018، تبلغ نسبة النساء اللواتي يعملن في الوزارات والمؤسسات الحكومية أقل من 30% من المجموع الكلي للعاملين في ذلك القطاع. وتزداد تعقيداً في القطاع الخاص فاذا كانت نسبة النساء العاملات في القطاع العام تقل عن 30% من المجموع الكلي للعاملين، فان النسبة أدنى بكثير في القطاع الخاص وفق بعض المؤشرات التي لديهم في ظل عدم وجود أرقام رسمية، إلا انّ نساء السليمانية قرّرن تغيير تلك القواعد وحالة عدم التوازن إلى حدٍ ما أكثر من المحافظات الأخرى بدخول عالم المهن المختلفة بما فيها التي كانت حكراً وخاصّاً على الرجال.
وبالمقارنة مع نسرين وشلير، تبدو مهنة جاوان هيوا (26 عاما) أكثر حرجاً لها من الناحية الإجتماعية وهي تعملُ في ورشة لتصليح السيارات وتبديل الزيوت والدهون بمحافظة السليمانية، وتقضي يومياً نحو 7 ساعات متواصلة في العمل مع أكثر من نحو 15 رجلا من دون أيّ كلل أو ملل، متحدية بذلك العادات والتقاليد الاجتماعية المحافظة في المجتمع الكردي.
تتفق جاوان وهي خريجة جامعية وأمٌ لطفلة واحدة مع نسرين وشلير بالإشارة إلى التحديات والمصاعب التي تقف عائقاً أمام المرأة الكردية في حال قررّت اللجوء إلى الإنخراط في سوق العمل، وتعرضها للإنتقادات السلبية التي تحاول النيل منها وعزيمتها، تضيف أثناء تبديلها لدهن إحدى السيارات: “لكن مساندة عائلتي ووقوفها معي، زادت من قوتي في جعل هذه العوائق هامشية”.
لكن ما يبدو مفرحاً في اقتحام النساء لمهن كانت محتكرة للرجال فقط، انّ الأمر لم يفقدها أنوثتها، ومازالت تولي أهمية كبيرة لأناقتها وجمالها كما لتعليمها وثقافتها، فالأمران لايتقاطعان، وإن اختلفت الأدوار.
كسر النظرة النمطية
وتأثر سوق العمل وتغيّر بشكل كبير خلال السنوات العشر الأخيرة في إقليم كردستان، مع تأثير الثقافة التي جلبتها العاملات السوريات واللواتي نزحن إلى الإقليم وإضطررن للعمل فيه، فهن فتحن الباب أمام عمل النساء في مختلف القطاعات، وهذا ما يعني أن نسرين وشلير وجاوان وغيرهن لسن حالات إستثنائية، في وقتٍ كان قبل أعوام من النادر والصعب للغاية عمل النساء في المطاعم وإدارة المحال التجارية، لكن الآن أصبح ذلك أمراً مقبولاً، حيثُ تدير النساء مطاعم فخمة ومحال تجارية ومعامل وغيرها.
ويتفائل التدريسي في كلية الإقتصاد بجامعة السليمانية د. خالد حيدر بدخول المرأة بقوة إلى سوق العمل والذي سيجعل الجزء الذي كان عاطلاً عن العمل ويُدار من قبل الرجل أكثر نشاطاً وفعالية بالإضافة إلى المساهمة في زيادة الإنتاج وناتج البلد وتقليل نسبة الإعالة: “عندما تزدادُ نسبة الإعالة يعني انّ الشخص المُعين سيتحمل عبء أكبر على عاتقه، لأنّ غياب المرأة عن العمل يؤدي إلى تعطيل الكثير من الموارد البشرية، في وقتٍ الإقتصاد يحتاج إلى هذا عمل المرأة مع الرجل”.
ويُشير إلى أنّ دخول المرأة إلى جميع المجالات لاسيما سوق العمل في كردستان وتحديداً السليمانية سيساهم في إزدياد الناتج المحلي بزيادة نسبة المساهمة في العمل، وهذا يعني أن الجانب النوعي سيزدادُ أيضاً مع الكمي. مؤيداً في ذات الوقت ما ذهبت إليه الناشطة المدنية هانا شوان بأن المرأة في الكثير من المجالات تكون أكثر دقّة من الرجال، لاسيما في الحالات التي يكون فيها العمل منسجماً وملائماً معها.
تفتخر جاوان أنها كسرت نمطية وجهة نظر المجتمع الكردي للمرأة بخطوتها نحو هذه المهنة التي لم تظهر أي امرأة حتى الآن لتنافسها فيها على المرتبة الأولى بإمتهانها: “حاولت بهذه الخطوة أن أظهر الصورة الأكثر إضاءةً للمرأة الكردية بقدرتها على تحمّل مشقّات الحياة، والإبداع في عدّة جوانب، تحديداً أثناء الأزمات”.
تؤكد جاوان لمن مثلها من النساء إلى تجاهل الإنتقادات والسلبيات الإجتماعية التي تقف عادةً عائقاً أمام المرأة المبدعة، صاحبة الأفكار المتجدّدة، بالإعتماد على أنفسهن وقدراتهن لمساعدة أزواجهن وعوائلهن في تأمين لقمة العيش… توقف حديثها قليلاً لتأخذ أجر تبديلها الدهن لأحد الزبائن، وتُكمل: “دعم المرأة واحترامها واجب يجب أن يقدسهُ الرجل أولاً، وأن يفتخر به المجتمع ثانياً”.
كُتبت هذه القصة ضمن مشروع لمنظمة أنترنيوز لتدريب الصحفيين حول كتابة وإنتاج القصص الصحفية عن القضايا الحساسة المتعلقة بالنوع الاجتماعي (الجندر) في العراق.