كل ما أعرفه الآن
أن لا شيء لي،
وكل المسافات التي عبرناها
سويا ذات أحلام بعيدة
سالت من يدي هكذا
عرضا،
دون أن أمنع عقاربها
من الدوارن والهرولة
الى المدن التي تتناسل الاشباح
بين أزقتها،
وتصفر في دروبها الكئيبة
قطارات الوطن العجاف.
بعد عطش طويل
لا أملك غير العتمة والغبار
ويداي فارغتان إلا من رماد
إشتعال السنين في أروقة الليل
الذي يقضم على مهل
ماتبقى في من عنفوان الرغبات
الممسك بخيوط الضوء المنطفئ،
المنثور على صدر المدينة
كأوراق عشق سقطت ذات خريف،
فينفلت الزمن من براثين الفصول
ليعانق المطلق المتأرجح
بين مد الابدية وجزر النهايات
المتداعي للافول،
وحياكة الانتظارات
على إمتداد الشطآن المقفرة
الغارقة في دمع الخسارات
المنكهة بأرومة الغياب
لعبة لا أجيدها
ولا نجمة في سمائي تدلني
لأتلمس طريق العودة إلي
من صحراء الاساطير القديمة.
أنت هناك تتشمسين
على ضفاف نهر الراين
تداعبين قطك المدلل
وترسمين حولك دوائر
الفرح،
وأنا هنا في بعدك كل الرزايا
عانقتني فتوشحت الروح
بلضى اللهفة والجوى
فبتت أقضي الليل مسهدا
أفض اشتباك اثنان في
يقتتلان بلا هوادة،
واحد كمد جارف يحملني إليك
واخر كجزر قابض
يسحبني الى أقاصي البعاد،
كل ما أعرفه الآن
أن لا شيء لي
بعد عطش طويل
لازال العمر يرزح
في متاهات الضياع.
شاعر من المغرب