فاطمة شاوتي
بغداد بكامل زينتها…
أمام المرآة
شهر تشرين…
تمسك أصابع شهيد يغفو
على راحته يحلم…
برغيف وحبيبة تشبه التراب
تدفن وجهه في قلبها …
وبقبلة
لها نكهة التمر وطول النخل…
تُمِدُّهُ بعمرها
كي يطول العناق…
على شط العرب يمتد الفرات ودجلة…
ذراعا للجسد الهارب
من الجلاَّدِ…
فهل تعرف أيها الجلاد…!
طعم السِّيَّاطِ
وأنت تطعم أولادك دمنا… ؟
هل تشعر بطعم الأرض…
وأنت تدوس بنِعَالِكَ على ضحكاتنا… ؟
هل تَسْتَمْرِئُ لذة الخبز
وأنت تطحن عظام أطفالنا
في رَحَاكَ… ؟
ثم تذهب لبيتك
تُسَامِرُ زوجتك وأبناءك…
تحكي لهم في شبه هِسْتِيرْيَا
عن بطولاتك الوطنية…
وعن فَانْتَازْيَا الفروسية
حماية للبلد…؟
وعلى جسد العابرين خوفهم…
المَارِّينَ فوق جثثهم
تنشر بِذْلَتُكَ العسكرية…
اساميهم مَمْهُورَةً
برائحة جَِلْدك …
نضجت على لونه اجسادهم
فهل تذوقت رائحة الخبز
في أصابعك بدمع الجوع…. ؟
هل تعرف طعم الخديعة…
وأنت تُزَيِّنُ لطفلة
كَفَّنْتَهَا بالصمت…
فِعْلَ الحب بِنِيَّةِ فِعْلِهِ
فأَشَحْتَ بوجهك عن دمعة…
نَفَرَتْ من السوط
تُوهِمُهُ انك تنشر الحب بالبلد… ؟
هل سمعتَ صوتَك في صوتِهِمْ…
يُرَدِّدُهُ وُشاَحُ الطفلة
كتبَ إسمَ الوطن… ؟
أيها الجلاَّد…!
كيف تعرف الوطن
وأنت لاتتقن النشيد…؟
وتجهل من كتبه بأصابعها
ومن لَحَّنَهُ بحنجرتها… ؟
فهل رأيت وجهك بالفحم الحجري …
خبطوه على الجدار
وأنت تسأل :
بأي ذنب سال دمك ودمع الجدار… ؟
ولماذا لم يسجلوا إسمك
في خانة الشهادة…
وأنت الشاهد
ضد السؤال…. ؟
المغرب