برنامج الحوار الأنيق : تعده الشاعرة والروائية التونسية عفاف السمعلي === موضوع الحلقة : العلاقة الزوجية بين الأديب العربي والأديبة العربية === ضيفة حلقتنا الشاعرة الفلسطينية روز الشوملي
حوار مع ضيف الأسبوع:
الشاعرة الفلسطينية روز الشوملي
سيرة ذاتية
اسمي روز شوملي مصلح كاتبة وشاعرة فلسطينية. لي أبحاث كثيرة عن المرأة الفلسطينية وترجمات. لي 6 مجموعات شعرية وسابعة تحت الطبع. لي العديد من قصص الأطفال إضافة للشعر. أسست دار كان ياما كان لأدب الأطفال.
1 هل يجد ضيفنا الكريم بأنّ مثل هذه العلاقات الزوجية يمكن أن يكتب لها النجاح في ظل الانفتاح وفي ظل اكتساب المرأة لحرية أكبر ممّا كانت عليه وخاصة في المضمار الأدبي؟
1. في دراسة قامت بها الدكتور سلوى العمد حول نظرة الرجل الفلسطيني المثقف للمرأة، وجدت أن المثقفين من الشباب ينظرون للمرأة نظرة دونية. المرأة كما تظهر في كتابة الكثير من الشعراء هي المعشوقة، أو الأم المعطاءة، أما المرأة كإنسان، المرأة كشريكة، فهي غائبة. وبالتالي فإن حريتها غائبة. حريتها في الاختيار، حريتها في أن تكون نفسها، حريتها في خوض التجارب، حريتها في اتخاذ القرار، كلها تكون غائبة. صحيح ازداد عدد النساء اللواتي امتهن الأدب، خاصة بوجود الجامعات، التي أدت الى خروج الفتيات من المنزل، والتواصل مع المكتبات العامة والخاصة، لكن بالمقارنة مع عدد الأدباء من الرجال نجد أن العدد ما زال أقل بكثير من الأدباء الرجال. ومن الجدير بالذكر، أن الكثير من الكاتبات والشاعرات، يتوقفن عن الكتابة بعد الزواج، للتفرغ للأسرة والمهام المنزلية كما هو متوقع اجتماعياً
2 هل يمكن أن يكون الخلاف في وجهات النظر بين الأديبين المتزوجين سببا من الأسباب التي تؤدي إلى سوء العلاقة الإنسانية بينهما أم أنّ المستوى الفكري لهما يحول دون ذلك؟
2. العلاقة التكاملية بين الرجل والمرأة، محكومة بالضرورة بعلاقات القوة، وهذا ينطبق الى حد كبير على عدد كبير من الأدباء العرب في تعاملهم مع زوجاتهم، وإن كن أديبات. حيث يكون رأي الزوج هو الغالب، فهو الذي يقرر في الأمور الرئيسة والأساسية، وبالتالي تأتي لحظة على المرأة الأديبة أن تنفجر. وبالتالي تتأثر العلاقة الزوجية. قليلون من الكتاب من ينظر الى العلاقة الزوجية كعلاقة شراكة. ومثل هذ العلاقة تسمح بتبادل وجهات النظر المختلفة، ومناقشتها، والتوصل الى حلول ترضي الطرفين، على عكس العلاقة التكاملية حيث الرجل يأخذ دوراً مختلفاً عن المرأة بحسب التقسيم الاجتماعي لدور الرجل والمرأة. ولأن الابداع هو مجال مرتبط أكثر بالرجل فإن المرأة الأديبة، ضمن علاقة التكامل، سوف تنهمك في أمور المنزل والأسرة على حساب امكاناتها الابداعية. وتدريجياً يتقدم الرجل فكرياً، وتتراجع المرأة، وفي النهاية، يرى الرجل أن الزوجة التي معه ليست هي التي تزوجها، أما هي التي استنفذتها المهام والواجبات المنزلية المحددة اجتماعياً وتربية الأطفال، وخدمة زوجها، وتوفير الأجواء لمساعدة للرجل الأديب على الابداع، فقد تراجعت فكرياً. لذلك، من المرجح أن ينجح الرجل الأديب على حساب المرأة الأديبة. فهي مع كل المسؤوليات التي يحتمها دورها الانجابي، لن تكون قادرة على الإبداع والتميز كما الرجل مما يخلق شعوراً بالغبن لدى المرأة.
3 هل يمكن أن يؤدي النجاح والتميز لأحد
الطرفين من أطراف هذه العلاقة سببا في توترها وخاصة من جانب المرأة ؟
3. إن وعي المرأة الأديبة لإنسانيتها، ولموهبتها التي لا تجد لها متنفساً، إضافة لشعورها بالغبن، خاصة إن تميز زوجها الأديب، ووصل. لكن هناك البعض الآخر من النساء الأديبات يفرحن “فقد تعلمن منذ الطفولة أن وراء كل عظيم امرأة”، لكن البعض منهم سوف يتساءل لماذا لا يكون وراء كل عظيمة رجل!” أنا لا أستغرب أن تتوتر العلاقة الزوجية بين الكاتب والكاتبة، حين تعي الكاتبة أن زوجها الكاتب سبقها في مجال الابداع، لأنه متفرغ كلية للكتابة، أما هي فقد أعاقتها مسؤولياتها المنزلية وأعباء الأسرة عن تحقيق ذاتها. لكن في العلاقة التشاركية التي يحترم الواحد الآخر، ويتشاركا المعرفة والأفكار، فإن مثل هذه العلاقة حتى في الاختلاف تُغني النقاش. هذه العلاقة التكاملية بين الرجل والمرأة من حيث أن الرجل له المجال العام، والمرأة لها المجال الخاص، الرجل هو رب الأسرة وسيدها، وهي مهما بلغت ثقافتها ، فهي في التحليل الأخير عليها أن تلتزم بهذا التقسيم الاجتماعي، وعليه، تظل الزوجة أسيرة هذه العلاقة. لذا يمكن القول أن احتمالية نجاح العلاقة بين الأديب والأديبة، ممكن في حالتين: حالة علاقة الشراكة، حيث يكون الرجل والمرأة مدركَين عن وعي لحقهما في امكانية اختيار المهام والأدوار وتبادلها، بغض النظر عن تقسيم المهام والأدوار كما هي مصنفة اجتماعيًا، بمعنى أن الرجل له الدور الانتاجي والابداعي وله المجال العام، أما المرأة فلها الدور الانجابي. أما الحالة الثانية، فهي حين تكون المرأة غير واعية لإنسانيتها وفي ممارسة حقِّها في اختيار المجال الابداعي، ولحقها في أن تصل أقصى امكانياتها في هذا المجال.
4 كيف يمكن أن تكون تربية الأولاد والاهتمام بهم في ظل المشاغل الكبيرة التي تشغل الزوجين الأديبين حسب رأيكم؟
.
4. إن مفاهيم المساواة والشراكة، والحق في الاختيار، والمرونة في الأدور، يجب أن تزرع من خلال وضع نماذج جديدة للعلاقة بين الزوجين في المنزل، فالأولاد يتعلمون بالمراقبة والتقليد. فإذا كانت العلاقة تكاملية، فإنهم يتعلمون التقسيم النمطي للأدوار، وهذه العلاقة النمطية يتعلمها الطفل ليس فقط من والديه، بل من المحيط ايضاً. من هنا من المهم رؤية الأب يعمل في المطبخ، والأم تقرأ في كتاب. فالمفاهيم الأولى هي اللبنة الأساسية التي تؤسس لما بعدها. ومهم أن يلعب الأولاد بالعاب البنات، والبنات بألعاب الأولاد لكسر النمطية المعتادة في تقسيم الألعاب بين ما هو للأولاد وما هو للبنات خاصة في لعبة “بيت بيوت
5 هل تشجعون على مثل هذه الزيجات أم لا تشجعونها؟
5. أنا أشجع الزيجات على اساس الشراكة، والمساواة، ومرونة الأدوار، والحق في اختيار المهمات، والحق في تطوير الذات للطرفين، وليس على اساس التكامل الذي يكرس العلاقات النمطية وعلاقات القوة، ويطور طرف على حساب الطرف الآخر.
كلمة أخيرة
في الختام لايسعنا إلاّ أن نتقدم باسمنا وباسم مجلتنا (مجلة رابطة أدباء المرفأ الأخير ) ومجلة (معارج الفكر) بوافر الشكر والتقدير وتمنياتنا بالتوفيق. الشاعرة والروائية عفاف السمعلي معدة ومحررة برنامج الحوار الأنيق.
تونس في 8 مارس 2014