برنامج الحوار الأنيق : تعده الشاعرة والروائية التونسية عفاف السمعلي === موضوع الحوار:(الربيع العربي ومستقبل المرأة العربيّة في مجال الثقافة والأدب) ضيف حلقتنا الكاتب السوري الأستاذ محمد فتحي المقداد
المبدع السوري الأستاذ محمد فتحي المقداد
حوار مع ضيف الأسبوع:
الكاتب السوري
الأستاذ محمد فتحي المقداد
مساء النور استاذ محمد.هل لك ان تكون ضيفي ليوم السبت في هذا الحوار عبر الاجابة عن هذه الاسئلة ؟ برنامج الحوار الأنيق أعدته لكم : الشاعرة والروائية التونسيةعفاف السمعلي
الربيع العربي ومستقبل المرأة العربيّة في مجال الثقافة والأدب
بعد كلّ التغييّرات التي طرأت على الخارطة السيّاسيّة للبلدان العربيّة التي اجتاحها الربيع العربيّ تحتم علينا أن نقف عند موضوع بالغ بالأهميّة حول تأثيرات هذا الربيع وما أتى به من تغييرات على واقع حال ومستقبل المرأة العربيّة بشكل العموم والأديبة المثقفة بشكل الخصوص .لما تمثله المرأة المثقفة من قيمة للتوازن بين كفتي المجتمع العربي المتمثلتين بكفة المجتمع الذكري والمجتمع الأنثوي. ولقد وجدنا من محتمات هذه المرحلة الدقيقة من التغيير أن نتحاور مع من سنستضيفهم في برنامجنا (الحوار الأنيق ) حول هذا الموضوع حوارا نأمل أن نرسم من خلاله ملامح الشخصيّة للمرأة العربيّة المثقفة والأديبة العربيّة بوجه الخصوص . فأهلا ومرحبا بكم قراءنا الأفاضل وباسمكم نرحب بضيفنا من جولتنا الثانيّة من برنامج
(الحوار الأنيق) ال *نود أولا أن نعرف للأخوة القراء ضيفنا الكريم بسطور فنقول
أنا ( محمد فتحي المقداد ) ولدت 1964م عند موطئ قدم النبي صلى الله عليه, وفي رحاب الراهب بحيرا، في مدينة بصرى الشام في محافظة درعا جنوب سوريا،بلاد السنابل والخير ، متزوج وعندي ثلاثة أولاد وبنتان، وأعمل حرفياً بمهنة الحلاقة الرجالية, مهتم بالقراءة الدائمة والمستمرة ولي من الكتب الإلكترونية المنشورة على الشبكة ( كتاب- مقلات ملفقة) و ( كتاب- أقوال غير مأثورة) و ( كتاب- حروف بلا موانئ- ق.ق.ج)، وأنجزت روايتين ( بين بوابتين – و تراجانا ), وأشتغل على رواية( الطريق إلى الزعتري), وكذلك مهتم بقضايا التراث , وانجزت عدداً من الأبحاث التراثية.
: *نتوجه إليكم ضيفنا الكريم بالأسئلة ذات العلاقة بالموضوع آملين أن تروي اجاباتكم ظمأنا إلى ما نصبو إليه لتكتمل لدينا ولدى قراءنا صورة المشهد موضوع البحث والنقاش فأهلا ومرحبا بكم .
*في البدء هل يرى ضيفنا الكريم بشكل عام بأنّ واقع الربيع العربيّ المتأتي عن جملة التغييرات التي حصلت إلى يومنا هذا بكلّ الدول العربيّة التي حدثت فيها تلك التغييرات كان فعلا هو ما تطمح إليه الشعوب العربيّة التي قامت بالتغيير والثورة على الواقع السابق لأحوالها؟
التغيير سنة من سنن الله في خلقه, والجميع يطمح للأفضل في حياة كريمة تليق بالإنسان، فراراً من القمع والإرهاب السياسي الذي مارسته سلطات الانقلابات العسكرية التي حكمت كثيراً من بلاد العرب في مرحلة ما بعد الاستقلال وجلاء الاستعمار.
أما حان الوقت لأن تتخذ الشعوب قرارها بأنها تريد أن تعيش وتُخلق من جديد؟.
*الإرباك السيّاسي واقتحام ساحات التغيير من قبل الأحزاب الدينيّة والصراع على السلطة بين اليمين واليسار في معظم الدول العربيّة التي اجتاحها الربيع العربي قد ترك تأثيرات كبيرة على كلّ مفاصل الحياة فيها.
الأوطان للجميع, لا يليق بمن يطلب الحرين أن يقصي الآخر، فكيف يستقيم ذلك؟، أليست الأحزاب الدينية وليدة مجتمعاتنا؟, وهل الأحزاب العلمانية وصيّة على الأوطان ؟.
بدل الإقصاء والإبعاد ، لماذا لايكون هناك ميثاق مشترك ؟، الجميع تحت سقف الوطن. ما بالنا كعرب نبتعد ونتعامي عن المثل الذي أراه وهو ( دولة اسرائيل) ولنا أن نتأمل الحياة السياسية فيها ، الجميع يعمل من أجل مجد اسرائيل ومصلحتها.
ومن الحريّ بنا هنا كمثقفين وأدباء أن نقف عند مفصل مهم من مفاصل حياة الشعوب الا وهو مفصل الثقافة والأدب وخاصة عند المرأة العربيّة التي كانت تأمل من واقع هذا الربيع فسحة اكبر للحريّة للتعبير عن واقعها ولإثبات وجودها في ساحة تكاد تخلو من نشاط وتواجد يذكر إزاء ما يمثله تواجد الرجل العربي ونشاطه فيها
.*فهل يرى ضيفي الكريم بأنّ هذا الربيع وما أتى به من تغييرات قد منح المرأة العربيّة هذه الفرصة فعلا ؟
المرأة العربية كائن لصيق بواقعة متأثر بالتطورات التي حدثت ، وقد تطوّر باتجاه التّوْق للحرية وتعزيز قيم الديمقراطية والإنسانية ، وتغيير الكثير من المفاهيم باتجاهات تطوير الواقع المعاشي المرير, والنزوع لقيم التغيير الإيجابية بما يخدم أهداف الخلاص من الدكتاتوريات البغيضة, التي زرعت الخوف والبؤس والظلام والفقر في الحياة.
وهل أنّ دور المرأة قد انتهى في النضال من أجل الحصول على الحريّة واثبات الوجود على هذه الساحة فيما إذا كان هذا الربيع قد أخفق في أن تنال ما كانت تصبو إليه.؟
المرأة لم تتوقف عند نقطة معينة فهي شريك استراتيجي مهم وقوي في العملية الثورية الحاصلة، فهي تشارك في التظاهرات المناهضة للأنظمة وقد نالها من الخسف والهوان وظلام السجون والقتل والإغتصاب, على قدم وساق مع الرجل, والتضحيات كثيرة وشاهدة على ذلك من واقع, ولم تتوقف المرأة عند معيّن, بل لا زال سعيها جارياً إلى أن ننال حريتنا.
*الربيع العربي واقع تغيير إلى الأفضل…. هذا ما كان يفترض به أن يكون ….فإن لم يكن كذلك فعلى الشعوب أن تعيد حساباتها فيه وأن تعدّل من مساراتها لأدراك الهدف السّامي منه
آمالنا طامحة للأفضل, ولكن الأنظمة ملتصقة بمكتسباتها ، وذلك على حساب الأوطان وكرامة الإنسان، ويريدون الشعب فقط للتصفيق و المسيرات التي تهتف بحياة الأنظمة.
وقد جعلتنا تلك الأنظمة بين فكيّ كمّاشة، إما القتل والتشريد وتدمير الأوطان، وإما بقاء النظام. فمسيرة التغيير التي بدأت بخطوة كسرت حاجز الخوف يجب أن لا تتوقف، فهي تاريخية ذهبية في حياتنا العربية.
. ما تقييمكم للساحة الأدبيّة النسويّة في ظلّ ما حصل من تغييرات وهل كان للمستقبل المعاش بعد التغيير علامات ودلالات فارقة تطور ما او تراجع ما وخاصة ونحن نتعامل مع كافة دول المحيط العربي تعالما يوميا مباشرا من خلال شبكات التواصل الاجتماعي وهذا ما يساعدنا حتما على تكوين صورة يومية عن واقع حال أي جانب من جوانب الحياة؟
كثيراً ما أتوقف أمام كتابات نسائية وقد تطورت المفاهيم بعيداً عن قلم الكُحْلة والحُمْرة, باتجاه باتجاه تأصيل المفاهيم الجليلة الطامحة للتغيير ومقاومة الظلم بكافة أشكاله، وهذه ظاهرة جديرة بالتأمل وتسليط الأضواء عليها بالدراسات، بالطيع هي مؤشر لحالتنا.
*لو افترضنا بأنّ المرأة العربيّة لم تنل مبتغاها ولم يحقق الربيع العربي لها أهدافها في إثبات شرعيّة تواجدها وربمّا قيادتها بما تستحق لمفصل من مفاصل الحياة وخاصة في الجانب الفكري والثقافي والأدبي فهل يرى ضيفنا الكريم بأن الرجل العربي سيشعر بشيء من النصر بما عرف عنه وعن تركيبته كرجل عربيّ .أم أنّ ضيفنا يرى بأن الرجل العربي قد تحرر فعلا من داء (الأنا) ويمكن أن يكون مع المرأة صفا واحدا بالنضال حتى تحصل المرأة على ما تصبو إليه من خلال التغيير؟ *
المرأة و الرجل شركاء في النصر ومكتسباته إذا حصل ، ولا يمكن للرجل أن يكون لوحده في الطريق فلا بد لنصفه الأخر أن يؤازره ، فالنصر خير ينال الجميع بركاته.
بالطيع هناك تضحيات النساء كثيرة وكبيرة, وقد وقع عليها الكثير من الظلم كما وقع للرجل شريكها.
هنالك قول شائع بأنّ (وراء كلّ رجل عظيم إمرأة عظيمة) فهل يؤمن ضيفي الكريم برغم شيوع هذا القول والأخذ به من قبل أغلب المجتمعات في العالم بحقيقة هذا القول ؟ وهل يمكننا بالأخذ به معكوسا مع الأخذ به بصورته الحقيقية (وراء كل امرأة عظيمة رجل عظيم) ؟ وهل لضيفنا الكريم أن كان قانعا طرحناه عليه أن يضرب لنا مثلا من واقع ما حصل من تغييرات على الساحة العربية واقعا ما يثبت تلك القناعة أو الأيمان بها؟
في الحقيقة أن نجاح الرجل هو نجاح للمرأة أيضاً و العكس صحيح، ووراء كل رجل امرأة فإذا أصبح عظيمأ بفضل وقوف المرأة خلفه، وربما تستغرب كيف نجح، والمرأة إذا نجحت فيكون خلفها تشجيع زوجها.
والمثل الأعلى في لك لنا( سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, وزوجته السيدة خديجة, ما حصل بعدما رجع من غار حراء)
*هل لضيفنا الكريم من كلمة أخيرة للقراء الأعزاء اللذين يتابعون مشكورين حلقتنا هذه ؟ ولبرنامجنا (الحوار الأنيق) من شهادة نعتزّ بها ونجلّها؟
الحوار أفضل الطرق والسُبُل يجب أن نسلكها من أجل خير شعوبنا و أوطاننا , والجدال بالتي هي أحسن, ولنا أن نتمثل قول الإمام الشافعي : ” رأيي خطأ يحتمل الصواب, ورأي غيري صوابُ يحتمل الخطأ “.
تقديري لكم ولجهودكم في تعزيز قيم الحوار والتعبير الحر عن الآراء والتوجهات . لما فيه الخير. تحياتي لكم
*في الختام لايسعنا تلاّ أن نتقدم باسمنا وباسم مجلتنا (مجلة رابطة أدباء المرفأ الأخير ) وجلة (معارج الفكر) بوافر الشكر والتقدير وتمنياتنا بالموفقيّة.الشاعرة والروائية عفاف السمعلي معدة ومحررة برنامج الحوار الأنيق
===================================
ورودي لكم”عفاف”