ايمان مصاروة
ظلُّكَ الهارِبُ
من وجهِ الحقيقهْ
لاجئٌ للموتِ والنسيانِ
في قلب البراكينِ
وفي عينيك تكتظُّ المنافي
مثلما يسقط إعصارٌ
على مرأى حديقهْ
ثم ماذا
فارسٌ دونَ جوادٍ
هزمتْهُ كثرةُ الأحلامِ
والنقع تعالى
في بلاد الجائعينْ
ليس في البيدرِ قمحٌ
هربَ المعنى من الألفاظِ
مجروحاً
وصار الشعرُ ألغازاً
تُواري سوأةَ الأشواقِ
في أفْقٍ بلا بابٍ
يُؤدّي للندى
والحزنُ خبزُ العاشقينْ
أيها الواقف كالأشجار
في آخرِ هذا الدربِ
مهلاً
فبزوغُ الشمس حتميٌّ
وإن طال ظلامُ البغيِ والعدوانِ
لا تُطفئْ شموعَ الحلمِ
لا تذهبْ بعيداً
فإن الدربَ ما زالَ طويلاً
وبلاد الشوكِ لنْ تصمدَ
في وجهِ حنينِ الياسمينْ
إنهُ صوتُ رذاذِ الفجرِ
لمّا تسقطُ الأقمارُ
في أقصى الشطوطِ
فتأمَّلْهُ طويلاً
وانظُرِ الخُضرَةَ في دمْعِ العباراتِ
فلا ليلٌ سيغتالُ بياضَ الحبِّ
ولا قلبٌ
مُوشّى بالأزاهيرِ
سيَرتاعُ لِغيلانِ القنوطِ
أيها الواقفُ بينَ الموتِ والموتِ
ترجَّلْ
واصنَعِ الأنهارَ منْ دمْعِ السواقي
لا تهادنْ ماردَ الريحِ
ولا تخشَ الليالي
وامضِ في نسجِ الحكاياتِ
فإن الخطوةَ معناها التحدّي للسقوطِ