بالتعليم نتجاوز الخطر عبر صناعة معنى للحياة:
د. سامي محمود إبراهيم
رئيس قسم الفلسفة/ كلية الاداب/ جامعة الموصل/ العراق
ان أعظم الإنجازات الإنسانية قد تحققت أثناء الصعود الخطر للبشر نحو صناعة مصيرهم، من منطلق أن الحياة تصل أعلى درجات توثبها في زمن المرض والخطر؛ المرض ليس نقيض الحياة فحسب، بل قد يكون محرضا لها في الرغبة لخلق مناعة جديدة، لذلك فاللحظة التي نعيشها هي لحظة مشحونة بالممكنات بمقدار ما فيها من خطر وخوف وتحديات. اذ لم يسلم الضمير العالمي من آثار جائحة كورونا التي رسمت بفرشاتها ملامح جديدة لحياة الكوكب، فلم تترك جزئية الا ودخلتها، فارضة ارادتها وبقوة على جميع مفاصل الحياة خاصة التعليم. فالصدمة الخارقة التي ولدها الوباء ساهمت بإعادة صياغة منظوماتنا التعليمية ومؤسساتنا الجامعية كتحد جديد لاستجابة الحياة والتحليق مع السرب في المقدمة في سماء النجاح. خاصة ان دورة الحياة مستمرة والتعليم في القلب منها، فمن تفوق عليها فقد قاد وساد، ومن ادعى انها سحابة صيف ما تلبث ان تنقشع فقد اخطأ، بل يبني جيلا خارج العصر بخطى الماضي. لهذا علينا ان نرسم طريق النجاح للطلبة ليسيروا في رحلتهم بوسائل زمانهم… فهذا الجيل قد تجاوز الامس بكل تفاصيله.
وبالتالي أن تتجه هوية التعليم إلى تعميق مسار العالمية في قراءة الاحداث خاصة السياسية منها، وأن يسهم التعليم بدور أكبر في صناعة الانجاز وتوفير الحلول والبدائل ورسم معالم التقدم بطريقة تتسم بالاتساع والعمق وتبرز مسار الوعي آخذة في الاعتبار كل الممارسات والتوجهات الإيجابية التي حققها التعليم العالمي، وقدرتها على خلق تناغم بين مخرجات التعليم وعلاقتها بكل مفاصل الحياة.