عبير حميد مناجد
لم استبشر خيرا بمندوب الامم المتحدة السيد كوفي عنان وهو يتسلم ملف الاحداث الساخنة في سورية. فلنا نحن العراقيين تجربة مرة معه ابان الحصار الاقتصادي الخانق للعراق على مدى 8 سنوات، والذي كان بمثابة العقوبة الجماعية للشعب العراق على نزق نظامه ورعونته واوهام العظمة التي كانت تعبأ بها نفسه المريضة, بعد ان ظن العراقيين ان الخلاص سيكون على يديه فاطلقوا طرفة او (حزورة) تداولها الاطفال حينها “اسود وشعره ابيض وحلال المشاكل فمن هو ؟) . والمضحك المبكي انه بقدر ما شكل الحصار جريمة بحق العراق واطفاله واجياله الشابة، بقدر ما كان باب الفرج والاستفادة لنظام البعث القبور ، وعليه توجست منه خيفة وهو يطل ثانية بوجهه الكئيب وقلة حيلته وطولة باله التي لاتبلغ الأمل بل الخيبة والخسران وهو يفرض نفسه هذه المرة على معاناة الشعب السوري الشقيق، ليتفاوض مع توأم النظام العراقي (البعث) الذي سبق و اوجد له فسحة المراوغة والالتفاف على القرارات الدولية وكسر هيبة النظام الدولي . ويكفي هذا الامين العام السابق استهانة به من قبل النظام السوري انهم قبلوا التفاوض معه على اساس كونه امينا عاما سابقا للامم المتحدة وليس مندوبا عنها لندرك مدى استكبارهم وعدم احترامهم لشخصه والمؤسسة التي ارسلته للتفاوض , فهاهي المهلة التي حددها تمر مرور الكرام على النظام السوري الذي مازل يقتل ويدمر ويعتقل كمن لاحسيب ولا رقيب على رأسه ,بينما تمر يوما كألف عام على الشعب السوري الأعزل الا من من ايمانه الكبير بالله وبعزمه على اسقاط النظام الفاشي الفاجر وان طال الامد, اقول للسيد عنان كيف يغمض لك جفن وانت تعطي النظام المهلة تلو المهلة لقتل شعبه وانت تعرف انك لن تستطيع ردعه شيئا كان الاولى بك ان تظل في عزلتك التي فرضت عليك بعد فشلك الذريع في حل الملف العراقي ايام نظام صدام، على الاقل كنا سنسى جريمتك في نزف الكثير من الدماء العراقية الزكية , الا انك تصر على ان تتولى مسؤولية لست اهلا لها وها انت تزهق مع النظام السوري المزيد من ارواح السوريين الشرفاء الاحرار وهذه جريمة مزدوجة لن يغفرها لك العرب, ولن ينساها لك التاريخ. ألا بئس الخطة التي حملتها وبئس المندوب.