من مظاهر بؤس التواصل زمن كوفيد
أعرفها كبائعة للسمك المقلي بباب سوق القرب ، أربعينية فائقة الجمال ومتدفقة بالحيوية والنشاط .
من تداعيات كوفيد تم منعها من الشغل
صادفتها راجعة من السوق توزع تحياتها يمينا ويسارا ….سلوك عفوي قلما توفر لدى نساء المدن
وعندما تحاذينا حيتني بحرارة وابتسامة جد عريضة .
سألتها :هل كل هؤلاء المعارف أصدقاء فعلا ؟ هل ينفعونك في شيء ما عند الضرورة
كان جوابها كالتالي : لا أنتظرشيئا من أي كان. ، النافع هو الله ، أنا فقط أستغل فرصة خروجي لأتكلم لانني لا أجد مع من أتكلم. بالبيت ،
فقلت لها وأولادك. ؟
أجابت : أولادي مشغولون بالهاتف. …وعلاقتي معهم هي للنهي والتوبيخ والصراخ
احتاج. الكلام وأتكلم. كيفما تيسر
هذه إنسانة حافظت على عفويتها البدوية. ، ولم تركن لتقنينات. الأعراف المدينية البالغة الصرامة ،. تعبر عن حاجتها للكلام بدون اي حرج وتمارس هذا الفعل بكل بساطة وعفوية
بكثير من الطيبة والصدق .لا وجود لمفهوم الغريب. عند ذوي الجذور القروية على الأقل. لممارسة التواصل في حده الأدنى
أتذكر عندما كنت اخرج. مع والدتي للتنزه او التسوق او لأي غرض وأنا طفلة ،
فهي لا تعود خاوية الوفاض من صداقات جديدة .
تمتلك أمي عفوية وخبرة في الكلام أو على الاقل انسيابية بحكم عفويتها البالغة .
اذ سرعان ما تحبك علاقة ما
وبسرعة أخرى يجتمعن حول صينية الشاي
او الغذاء او وببساطة كبيرة
ذات زمن جميل ، لم تكن فيه الآلات تسرقنا من بعضنا البعض وتزيد ثقافة التباهي الطين بلة .
كانت العلاقات الإنسانية بالغة السلاسة ومشاعر الود تتدفق. مثل شلالات أوزود. المبهرة
والان ؟
عز التواصل في زمن وفرة تقنيات التواصل وهنا اتكلم عن التواصل الوجداني لا الفكري .
لا اتكلم عن الكلام المعلب عبر الواتساب وكل المسنجرات
اتكلم. عن التبادل المباشر. بدفئه وصدقه ووده
وعز اكثر مع. كل آليات التفريق والتكميم. وبتر أوصال. المجتمعات بمقص التخويف والترويع من كوروناما اكثرالكورونات الخفية و الخطيرة فعلا
في الزمن القريب سنستفيق على واحات بشرية. تلفها كتبان من الرمال. البالغة الخشونة
خليك على بال في الاتجاه المعاكس .