اِنتهاء صلاحية
ذات حزيران ، بعد مئات الخطوات المبعثرة….
هذا هو العنوان، طرقتُ الباب
ــ من؟
ــ مكتب الرعاية الاجتماعية…..
جسدٌ يطفحُ بالانوثة، آثارُ النعيم باديةٌ عليه، بصوتٍ خافت
ــ ٱتبعيني..
هناك تمددتْ أمرأة خمسينية على سريرٍ وثير كبالونٍ على وشك اﻹنفحار، محتضنة صحن الفاكهة،
ربما شغلها صوتُ التلفاز عن سمع وقع خطواتنا ونحن نصعد للطابق العلوي.
ــ والدكِ!
ــ والدي متوفٍ…
حين تزوجت به أمي كان يستطيع رؤية أشعة الشمس التي تغتصب الغرفة عبر النافذة.
المروحة السقفية بأذرعها المتهالكة لم تتمكن من تشتيت رائحة العرق والزيت المحروق، ثمانون عاما تتشبث بجسدٍ يطفو في بحر الخردة الذي غرقت به الغرفة.
ــ عمو ليش ما تنزل جوه؟؟
ــ يا عمي ما أكدر.. صح البيت بيتي، بس الوجوه تغيرت..
بدأتُ أدون المعلومات
ــ عندك أولاد؟
ــ بنت من زوجتي الراحلة، تأتي مرة كل ثلاثة أشهر، لا أعلم أين تذهب بعد أن تقضي معي بعض الوقت..
ــ متى يحين موعد المعاش
ــ في آب
عباءة الغبار غطت المكان، ناديتُ على الفتاة، جذبتني من يدي
ــ خلصينا فدوة..
أطلت علينا أمها بشعرٍ منكوش وعينين يملؤهما الغضب:
ــ ما الذي تفعلينه هنا..
خرجتُ مسرعة تاركةً نظراتي ذبيحة َ سكين الفاكهه في يدها.
منار البصري