ايها المتظاهرون :- اصبروا واثبتوا فأنتم تصنعون التاريخ وتحققون المعجزة
مهند الرماحي
من المعلوم ان للصبر وخصوصا الصبر المدعوم بالعزم له آثار جمة ومن ابرزها
(النصر) على جميع الاصعدة حيث يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) ” لا
يعدم الصبور الظفر وإن طال به الزمان” وفي حديث آخر يبين لنا (عليه
السلام) هذا المعنى بعبارة أخرى قائلاً: “من ركب مركب الصبر، اهتدى إلى
ميدان النصر”.
وبما ان العراقيين هذه الايام نزلوا الى ميادين النصر مسطرين اروع
الملاحم امام جبروت المفسدين والسراق والانتهازيين الدينيين الذين ما
فتؤوا يركبون الموج لحرف مسار النصر . فلقد اثبت الواقع وشهدت الحقيقة ان
العراقيين بتوحدهم زلزلوا ودكوا مضاجع الفاسدين والسراق والمؤسسة الدينية
الانتهازية راعية الفساد المالي والاداري . ومن هنا فأننا ندعوا اخوتنا
المتظاهرين العراقيين ان يثبتوا على ما طالبوا به وان يطلبوا اكثر واكثر
فهذا حقهم وهذا بلدهم وهم احرار فيه ولا حق لغيرهم من الباكستانيين
والايرانيين والافغان وغيرهم .
ومن هنا لابد من الصبر فأن به نصرٌ كبيرا لأن الامام علي (عليه السلام)
يقول في خطبة له في حرب صفين يحث ويعبئ الجند: “واستعينوا بالصدق والصبر،
فإنّ بعد الصبر ينزل عليكم النصر”.
وكان من ثمار التظاهرات والصبر عليها رغم النعوت من المفسدين انها افشلت
المخطط التخريبي في تحويل البلاد الى شريعة الغاب ، عندما روج المفسدون
ان العراقيين لا يعون من الحياة شيئا وسكت من سكت ولكن انبرى الناشط
المدني والمتظاهر المرجع الصرخي بدعوته الى حكم لا ديني ووضح الامور
بقوله ( اِنَّ اِفشالَ المخطَّط التخريبي في تحويل البلاد الى شريعة
الغابِ الاكثرِ توحُّشا وفَتْكاً بالعباد والبلاد هو انجازٌ عظيمٌ ورائعٌ
لكن لا يصح التوقف عنده بل لابد من ادامة الزخم والمثابرة في العمل،
فانتم تصنعون التاريخ للعراق وانتم تحقّقون المعجزة لو اصررتم وثبتّم )
ومن هنا تحولت انظار العالم الى العراق اذ يقول المرجع الصرخي ( اعزائي
فَخَري العالمُ كلُّه ينظرُ اليكم وينتظرُ انجازاتِكم وانتصاراتِكم فلا
يهمّكم نباحُ النابحين الذين يصِفونَكم بأوصافٍ هم أوْلى بها ، ونأمل من
الشعب العراقي أن يهب بكل فئاته لمؤازرة أبنائه المتظاهرين كما نطلب من
الشعوب العربية والاعلام الحر النزيه المؤازرة والنصرة )
فيا ايها المتظاهرون اصنعوا الحياة بإرادتكم وارسموا لنا اروع صور الصمود
والعنفوان ضد ائمة الفساد واعداء الانسانية ، والله تعالى ورسوله معكم
والاحرار معكم والتاريخ ينتظر ان يخط لكم اسطر من ذهب فاصبروا وصابروا
ورابطوا فالنصر حليفكم ما دمتم بعيدين عن المؤسسة الدينية الفرعونية
راعية الفساد والافساد طوال اثني عشر عاما .