اين العراق من المتغيرات في المنطقة ؟!!
محمد حسن الساعدي
لا يخفى على المتابع ان العراق جزء من خارطة الأحداث والمتغيرات في المنطقة العربية ، وان اي تغيير فيها سواء كان سلباً او إيجاباً فان العراق يتاثر بهذا المتغير ، خصوصاً وان الاصابع التي تحرك المنطقة هي معلومة ومعروفة للجميع ، وباتت مكشوفة وواضحة وفق محورين مهمين محور الشر وتقسيم المنطقة والذي يمثل (اميركا ، اسرائيل ، قطر ، والسعودية ، وبعض دول الخليج ) والمحور الثاني والذي يمثل المعارضة او محور الممانعة وفي مقدمتها روسيا والصين وإيران وسوريا وحزب الله ) ، حيث تحرك محور الصد المتمثل بروسيا من كشف مؤامرة ومخطط كبير تقوده الولايات المتحدة لاسقاط نظام الأسد في يوم ولادته ، عبر اثاره الجنوب السوري على النظام ، وافتعال عواصف ترابية اصطناعية لشل حركة الجيش السوري ، والقيام بإنزال جوري على العاصمة دمشق والسيطرة على المواقع الرئاسية والحكومية هناك ، وانتهى بفشل المخطط الامريكي الا سرائيلي والذي بالتأكيد سيكون له الأثر الكارثي على الوضع الداخلي للعراق ، وذلك لان الأحداث السياسية التي مر بها العراق خلال العامين المنصرمين ، والتي كان من بينها بروز التحدي الاخطر (تنظيم داعش الإرهابي) وتهديده لكيان المجتمع العراقي والدولة العراقية وأمن محافظاته ، وردود فعل الحكومة التحشيدية لمواجهة هذا التحدي، والتي جاء على أثر هذه المتغيرات االتوجه نحو التقسيم . هذا فضلا عن المؤشرات الاقتصادية التي برزت فيها انخفاض أسعار النفط. وأخيرا تصحيح مسار السياسة الخارجية العراقية ايجابيا ومحاولة إعادة العراق الى محيطه الدولي والعربي.
أن مسار الأحداث المستقبلية في العراق لا يمكن التكهن بها بسهولة كون الاحداث السياسية في العراق متشابكة ومعقدة ومركبة ، وهذا التعقيد يأتي من المواقف السياسية المتباينة بين الكيانات السياسية والتي تظهر أشياء وتخفي أشياء أخرى وعليه إن عملية تفكيك جزيئاتها ليست بالأمر السهل ، كما ان هبوط أسعار النفط القى بظلاله على مستقبل مواجهة العراق لتحد مصيري وهذا التحدي قائم على تفاعلات إقليمية أساسها الربح والخسارة ، الامر الذي يجعل جميع الأطراف العراقية في نقطة مشتركة لمواجهة داعش وهي مجبرة على ذلك سواء رغبت أم لم ترغب مع محاربة الفساد الإداري وإعادة البناء.من جهتها الولايات المتحدة عززت مواقعها في العراق من خلال إرسال اكثر من ٣٠٠٠ آلاف جندي الى الانبار بقاعدة الأسد ، حيث يستعد هذا الجيش بمساعدة العشائر السنية الى دخول الانبار و طرد داعش ، كما قامت الاخيرة بزيادة اعداد طائرتها وجنودها وترسانتها في العراق والأردن وتركيا وفلسطين المحتلة .
الامر اللافت هو دخول الحرس الثوري الايراني على خط المواجهة ووصول قوات إضافية تصل الى سوريا وتنتشر بناحية القنيطرة ، والذي ينذر ربما بحدوث مواجهة مباشرة بين المحورين (الشر والممانعة ) ، كما ان الكيان الاسرائيلي هو الاخر اتخذ وضع الهجوم واستنفار واسع بين صفوف الجيش للتهيأ لاي طارئ ، ناهيك عن الاستعدادات المهمة التي يقوم بها حزب الله ودخول قوات النخبة خط المواجهة ، وإعادة انتشارها وتموضعها في سوريا ، ناهيك عن دخول القوات الكورية الشمالية الى سوريا وانتشارها في نواحي درعا ، واكمال تركيا حفر الخنادق وإقامة السواتر، الامر الذي يجعلنا امام قراءة واضحة للأحداث ، اذ ان المشهد مخيف ولكنه واقعي في نفس الوقت ، ووفق هذه المعطيات فان المنطقة عموماً وخصوصا العراق مرشح ان يكون ساحة المواجهة المقبلة ، والتي ستكون امام معركة دولية تنهي الأزمة السورية ، وتغيير الخارطة السياسية للعراق والشام ، وبعيدا عن التحليل السياسي ، سنترك الجواب للايام المقبلة والتي هي الكفيلة بإعطاء الاجوبة الكافية والشافية ، والتي ستكون حبلى بالمفاجئات .